يمثل مشروع قناطر أسيوط الذي بدء العمل فيه مايو 2012 أكبر مشاريع التعاون التنموي بين مصر وألمانيا، إذ تبلغ قيمته الإجمالية 474 مليون يورو، تصل حصة الجانب الألماني إلى 310,38 مليون يورو، تنقسم إلى 296 مليون يورو بالإضافة إلى 38 مليون يورو تقريباً حسب نظام استبدال الديون. المشروع سيتم افتتاحه في سبتمبر 2017، من إجمالي 1,3 مليار يورو حجم التعاون الإنمائي بين البلدين.
بإضافة مشروع تحسين خدمات المياه والصرف الصحي IWSP 11 البالغ قيمته 303 مليون يورو، وبدء العمل به في 2014 وينتهي في 2022 ترتفع حصة مشاريع قطاع المياه الألمانية الجارية في محافظة أسيوط إلى 613 مليون يورو تقريباً. بإضافة مشروع برنامج الإدارة الوطنية للمخلفات الصلبة بقيمة 60 مليون يورو، ومشروع دعم جودة التعليم QESP بقيمة 14 مليون يورو وبرنامج مشروع تجميع التعليم الفني بأسيوط بقيمة 20 مليون يورو وبدء العمل فيه العام قبل الماضي تصل حصة محافظة أسيوط في ضوء المشاريع الخمسة إلى 50 بالمائة تقريباً من إجمالي المشاريع التنموية المصرية الألمانية. علما بأن أسيوط أحد افقر محافظات مصر علي الاطلاق.
المشروع سيتم افتتاحه في موعده سبتمبر 2017 لتحقيق الهدف المتمثل في استدامة ري 690 ألف فدان بما يحقق تأمين مصادر الدخل لـ 5 مليون مواطن من صغار الفلاحين الفقراء وتوفير فرص عمل ثابتة تبلغ 300 فرص عمل بعدما وفر العمل في المشروع نفسه فرص عمل غير ثابتة وصلت إلى 3000 فرصة عمل/ سنوياً.
قناطر أسيوط الجديدة متضمنة محطة كهرومائية ستسمح بتوليد طاقة كهربائية تبلغ 32 ميجاوات/ سنوياً. بمشروع قناطر أسيوط تصل مصر إلى أكثر استغلال ممكن لمصادرها المائية في توليد الطاقة الكهربائية. المشروع راعى الاعتبارات البيئية لمكانه لتفادي حدوث أي ضرر على المجتمع المحلي. تفعيل التعاون الإنمائي بين القاهرة و برلين يقوم على حقيقة ان ألمانيا نفسها وبعد الحرب العالمية الثانية احتاجت لمشروع ضخم للمعونات مما مكنها من العودة للمجتمع الدولي وسمح لها باستيعاب الدور المهم والحيوي للتعاون الإنمائي مصر من الدول القلائل التي تحظى بتعاون إنمائي مميز مع برلين.
سبق و أشار Sebastian Lesch رئيس قسم التعاون الإنمائي الألمانى أن المشروع ومن حيث أعماله الإنشائية والفنية يعد ثاني أكبر مشروع من حيث الحجم بعد مشروع توسعة المجرى الملاحي لقناة السويس، مضيفاً أن ألمانيا تعطي أولوية لمشاريع الطاقات المتجددة ورفع كفاءة الطاقة متفقاً مع سفير بلاده من أن دعم الطاقة محلياً يؤثر بالسلب على جهود دعوة المواطنين لترشيد ورفع كفاءة الطاقة.
اعتبر د. أندرياس كيك Dr. Andreas Kuck مدير المعونة الألمانية بالقاهرة GIZ أن مشروع قناطر أسيوط من أبرز المشاريع التنموية بين البلدين يستحق متابعة إعلامية جيدة لتعميم الفائدة من ورائه على الرأي العام.
المشروع الذي بدأ العمل فيه في مايو 2012 لم يتأثر بالاضطرابات السياسية التي مرت على البلاد خلال الفترة الماضية اعتبر م. حسين جلال المهندس المقيم بالمشروع أن الأداء يسير بشكل جيد للانتهاء منه في موعده مشيراً إلى أن الكوبري الجديد المرتبط بالقناطر سيتحمل حموله تصل إلى 70 طن مقارنة بـ 20 طن فقط حمولة الكوبري القديم. مع قدرة القناطر الجديدة على تصريف حتى 600 مليون متر مكعب، في حالة الفيضانات الخطرة، مقارنة بـ 130 مليون متر مكعب قدرة القناطر القديمة، مبدياً في الوقت نفسه إعجابه بمهندسي القناطر القديمة وقدرتهم على بنائه رغم بدائية التكنولوجيا المستخدمة في ثلاثينات القرن الماضي عند تجديد القناطر الأسيوطية في ذلك الوقت.
المشاريع الألمانية التنموية يلعب فيها بنك التعمير الألماني KFW دوراً محورياً إذ يقوم بتدبير التمويل وإتاحته عبر قروض ميسرة على فترات زمنية مريحة حسبما يؤكد Wolf Muth مدير مكتب KFW بالقاهرة، إذ تقدم الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنموي BMZ قروض ميسرة ومساهمات مالية عن طريق بنك التعمير الألماني وخصوصاً في مشاريع البنية التحتية. أما خدمات التعاون الفني تمول من مخصصات الموازنة العامة الألمانية ويجري تنفيذها من خلال وكالة التعاون الدولي الألمانية GIZ.
محمد السيد درويش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق