تشكل أبراج الضغط العالي خطرا يهدد حياة أكثر من 10 آلاف نسمة من قاطنى منطقة غرب البلد بأسيوط التي تضم ما يقرب من 200 ألف نسمة وذلك لوجود المحولات والأبراج بكثرة وخاصة في منطقة زرزارة والفواخير ومرور الكابلات التي امتدت عشرات الكيلو مترات فوق أسطح وداخل المنازل ما يمثل خطورة على صحة وأرواح أهالي المنطقة حتى أطلقوا على أنفسهم سكان «تحت السلك».
رصدت عدسة «فيتو» معاناة أهالي المنطقة من تلاصق المنازل وبناء بعضها أسفل أبراج الضغط العالي هروبا من الزحام لينتقلوا من خطر إلى خطر مجردين من أبسط حقوقهم في الحياة وهو «الصحة».
حزمة مشاكل
يقول حمد الله إبراهيم أحد سكان المنطقة "إن الحي يعانى العديد من المشكلات وأبرزها القمامة والمخلفات وشبكات الصرف الصحي ولكن أبراج الضغط الكهربى كارثة لما تسببه من حرائق وتدمير للصحة وإزهاق أرواح المواطنين بسبب الصعق وخاصة الأطفال، بوجودها داخل الكتلة السكنية وعدم ارتفاعها ما قد يسمح للأطفال بالوصول إليها، وأسفر عن حوادث كثيرة وإصابات عديدة وصلت للوفاة على الرغم من كثرة شكاوى الأهالي ووعود المسئولين بحلها.
تغيير الكابلات الأرضية
وتعقب أم هاني موظفة "إننا لجأنا للسكن والبناء تحت أبراج الضغط لقلة ما باليد ورغم ذلك اشترى الكثير منا الأراضي رغم علمنا بخطورتها لكى نجد مكانا متسعا لنا وللأطفال آملين أن تقوم شركة الكهرباء بالحفاظ على أرواحنا بتغيير الكابلات إلى أرضية أو نقل هذه الأبراج خارج الكتل السكنية".
خطر داهم
ويضيف جمال خليفة "نحن نعيش في خطر داهم بسبب أبراج الضغط العالى التي تعتبر قنبلة موقوتة تهدد أرواح الصغار قبل الكبار خشية الإصابة بالأمراض المزمنة بالإضافة إلى أن أغلب منازلنا مسقوفة بجزوع النخيل والبوص، ونظرًا لقرب أبراج الضغط ومرورها بين المنازل يجعلها عرضة للاحتراق وفى فصل الصيف نعانى الأمرين من ارتفاع أصوات الذبذبات الناتجة عن مرور التيار والكثير من الحالات تعرضت للصعق بالتيار الكهربى.
الأضرار الصحية
وعن الأضرار الصحية التي تسببها أبراج الضغط العالى يقول الدكتور طارق الذهبى مدير إدارة العلاج الحر والطب الوقائى بصحة أسيوط أن تلك الأبراج تبث نوعا من الذبذبات يؤثر على خلايا الجسم بل ويدمرها أحيانًا وخاصة خلايا الأعصاب والمخ وتؤثر على المناعة ومن أكثر الأمراض خطورة والتي تسببها ذبذبات الضغط أمراض سرطان الدم ونقص المناعة والخلل في وظائف القلب.
السيدات الحوامل
وأضاف الذهبى أن مرور التيار الكهربى له أضرار جسيمة خاصة على السيدات الحوامل والتي تتعرض أحيانا إلى سقط الحمل أو تشوه الجنين من تأثير موجات الكهرباء الكهرمغناطيسية وإشعاعاتها والتأثير على نسبة ذكاء وتركيز الأطفال وتدهور حالة كبار السن خاصة مع شدة المجال الكهربى مشيرًا إلى أن أبراج الكهرباء يجب أن تكون بعيدة عن الكتل السكنية بمائة متر على الأقل لتكون آمنة ولا تبث إشعاعاتها في أجسام المواطنين وتدمر صحتهم.
محاضر إزالة
فيما قالت هويدة شافعى بدوي، رئيس حى غرب أسيوط نقوم في الحي بحصر الأماكن التي تتعرض لمرور أبراج الضغط الكهربي ونعمل على دراسة المنطقة دراسة أمنية وتحرير محاضر لإزالة المنازل المخالفة والمقامة تحت سلك الضغط وبجواره وذلك بالتعاون مع شركة الكهرباء التي تعتبر أن البناء أسفل سلك الضغط تعد عليها.
إيمان عمار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق