أصبحت خدمات المستشفيات الطبية والخدمية فى تدهور مستمر وتحول الأمر من الخدمات الصحية إلى الكوارث الآدمية وغير الإنسانية، وباتت تتوالى علينا تلك الكوارث يوما تلو الآخر، والضحية الأولى والأخيرة لذلك الإهمال الطبى والصحى الجسيم فى النهاية هو المواطن البسيط الذى لا يجد قوت يومه حتى يجد سعر الكشف فى العيادات الخاصة. اليوم السابع رصد أول مستشفيات أسيوط التى تعانى من إهمال طبى بشع بمستشفى الغنايم المركزى الذى يخدم أكثر من ٤٠٠ ألف نسمة و ينحصر الإهمال فى عدم وجود أطباء بالمستشفى، الأمر الذى جعل أسرة المستشفى دائما خاوية من المرضى، وعدم وجود دورات مياه آدمية ، وانتشار المخلفات الطبية ،والنفايات الخطرة. محمود حسين عبد الراضى ، أحد أهالى مركز الغنايم قال إن المركز يعانى من عدم وجود مستشفى مركزى حتى وإن كانت موجودة بالفعل فهى بناء موجود على الأرض فقط ولكن تنقصها العديد من الخدمات الطبية ، فلا يمكن إجراء العمليات الصغرى بالمستشفى ، وليست هناك إمكانيات سوى للإسعافات الأولية فقط التى يقوم بها المرضى فيما لا يوجد أطباء دائما بالمركز . جمالات حسن ، قالت إن الأمصال المختلفة الخاصة باللدغات غير متوفرة بالمستشفى ، وفى حال إصابة طفل بلدغة عقرب يقوم النوبتجى الموجود بالمستشفى بتحويل الحالة لمستشفى صدفا المركزى أو مستشفى طما، نظرا لعدم وجود المصل، وفى واقعة الحيوان الذى قام بعقر أكثر من ٢٠ شخصا خلال الشهور الماضية ، اضطر النائب النوبتجى الموجود بالمستشفى بتحويل الحالات لمستشفى صدفا لأن المصل المضاد للسعار غير متوفر بالمستشفى، وأضافت أن دورات المياه غير آدمية وتفوح منها دائما روائح كريهة ،تسيطر على مداخل وعنابر المستشفى . محمود العمدة أحد المرضى ، قال إنه يعانى من مرض السكر والضغط ، ويصاب أحيانا بنوبات غيبوبة السكر ،ويقوم ذويه بحمله والتوجه به إلى المستشفى إلا أن التمريض دائما يخبرهم أن الطبيب غير موجود ويقوم أحد الممرضين بإسعافه، والقيام بقياس الضغط ، وأحيانا فى وجود النائب النوبتجى دائما يقوم بكتابة نوع واحد أو نوعين من الأدوية ، ويطالبهم بشرائها من أى صيدلية ، لأن المستشفى ليس بها أى نوع علاج. ويضيف خالد منصور أن المستشفى يعانى من الإهمال الشديد ونظرا لوجوده أقصى الجنوب وبعيدا عن المحافظة تغيب عنه الدورات التفتيشية ، لأن المسئولين بالمديرية يقومون بالإشراف على المستشفيات الموجودة بالمدينة فقط ويهملون المستشفيات المركزى ، فيجبر ذلك الأطباء على الغياب عن المستشفى ، وعدم توافر أى نوع من العلاج ، أو الأمصال وإهمال النظافة ، ووجود المخلفات الطبية ، والقطط التى تنتشر بشكل دائم بالمستشفى وعدم وجود إنارة بالعنابر ليلا أو بطرقات المستشفى وتعطل الأجهزة القليلة الموجودة، وأقرب ما يمكن عمله فى المستشفى تحويل الحالات المرضية إلى أقرب مستشفى سواء طما المركزى، أو صدفا المركزى إن لم يكن أسوأ ، أو تحويل الحالات لمستشفى الجامعة ، وخاصة الحوادث ،لأن المستشفى بالكامل يفتقر لوجود قسم الإصابات والطوارئ ولا يعمل أبدا. ومن جهته قال الدكتور محمد سيد وكيل مديرية الصحة بأسيوط ، أن هناك جزءا من مستشفى الغنايم يخضع للترميم ، الأمر الذى يعتبره البعض أن هناك مخلفات بالمستشفى أو قمامة ، ونفى سيد نقص الأمصال أو الأطباء. وأشار إلى أن الأمصال هذا العام تحديدا متوفرة بكثرة داخل المستشفيات العامة ، التابعة لوزارة الصحة بمراكز محافظات أسيوط ، وأضاف أنه بالفعل كانت هناك شكوى من نقص فى الأطباء ولكن تم تغطية هذا العجز ومد المستشفى بأطباء فى جميع التخصصات ، حتى أنه تم وضع شروط للترقى بأن يخدم فى عدد من المناطق النائية ومنها الغنايم. أما فيما يخص نظافة المستشفيات أوضح سيد أن مديرية الصحة تنظم حملات مفاجئة للوقوف على نظافة المستشفيات ، والهدمة الطبية المقدمة للمرضى ، وأنه فى حال وجود أى تقصير يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة . وكان الدكتور أحمد أنور وكيل وزارة الصحة بأسيوط ، قد صرح فى الجمعية العمومية الطارئة التى عقدتها نقابة أطباء أسيوط خلال شهر ديسمبر من العام الماضى بنادى الأطباء لمناقشة استبعاد وكيل الوزارة والمطالبة بإقالته ، بتدنى المستوى الصحى بمستشفيات أسيوط ولكن هذا ليس من وقت قدومى لأسيوط ولكن من قبل ذلك ولو قارنا الـ 6 أشهر الماضية منذ تولى مهام منصبى بالفترة التى سبقتها نجد أن القطاع الصحى تحسن فى الـ6 أشهر الأخيرة وهذا يرجع إلى وجود مشاكل وعدم رضا المواطنين عن الخدمات الصحية المقدمة إليهم.
ضحا صالح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق