بمجرد النظر إليها تختطفك تلك الهالة السوداء التى أحاطت بها وكأنها جبل جثم على رأس هذه السيدة المسنة، وأطبق على صدرها ليمنعها من التنفس، لتمعن رغم عنك النظر في عينيها الغارتين فى محجريهما، وكأن نورهما انسحب بعيدًا فى دولة مجاورة مع فلذة كبدها، الذى باعد بينه وبينها الفقر. «اوعوا تعملوا فيه حاجة بالله عليكم».. بهذه الكلمات النابضة بالألم، بدأت والدة محمود موسى المختطف فى دولة ليبيا حديثها لـ "جورنال مصر"، قبل أن تتوقف رغما عنها لتلتقط انفاسها اللاهثة وسط دموع انسابت من عينيها لتجرى على خديها اللتين نحتتهما السنوات الطوال، قبل أن تكمل، ابنى اتخطف من 34 يوماً وحتي الأن لا نعلم عنه أي شئ. وتقف السيدة المسنة ثانيةً لتعود لحديثها مرة اخرى قائلة، نطالب الرئيس عبد الفتاح السيسي بسرعة التدخل لاعادة إبني مضيفة إن زوجي متوفي وحمادة بيصرف علي أيتام. فيما يقول محمود 43 سنة فلاح أحد أبناء عمومة محمد مرزق عبد الموجود المختطف بدولة ليبيا إننا علمنا منذ أكثر من شهر بإختطاف 10 أشخاص بينهم نجل عمومتنا والذي كان يعمل بدولة ليبيا. وأضاف محمود حاولنا التفاوض مع الخاطفين عن طريق أحد أقاربنا الموجودين في ليبيا لدفع الفدية وإخلاء سبيله مثلما فعل الباقون إلا أنه حتي الأن لم يتم الرد علينا. وأوضح انه كان قد تم إختطاف 10 أشخاص ولم يتبق منهم سوي 4 فقط هم "حامد عبد الكريم حامد ومحمود ثابت عبد الله ومحمد مرزوق عبد الموجود وحمادة موسي".
سحر فاروق الحمدانى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق