مع استمرار طرح الحكومات لمشروعات سكنية يتصارع عليها الآلاف من المواطنين لقلة ثمنها ووجود دعم يخفف عنهم بعض متاعب الحياة الصعبة، خاصة أن سوق العقارات بأسيوط يتم تصنيفه على أنه أغلى الأسواق بمصر، فيتراوح سعر المتر للشقة ما بين 20 و25 ألفًا في الأماكن المميزة، وتصعيب الأمور في أساليب الدفع والحجز من قبل المسئولين رغبة في البيع بسعر أكثر، خاصة بعد ارتفاع سعر الأراضي هناك، الأمر الذي أدى إلى سحب قطع كثيرة من المستثمرين، وبعد كل ذلك تأتي قنبلة من العيار الثقيل تضرب مدينة أسيوط الجديدة، وخاصة مشروع إسكان الشباب الذي قام بتنفيذه الجهاز، حيث تصدعت مدرسة النهضة للتعليم الأساسي و10 عمارات بجوار الشهر العقاري مربع "ج- د- ذ" بعدد 20 شقة، وعقب تصدع العمارات قام الأهالي بإخلاء وحداتهم السكنية هروبا من سقوطها عليهم.
وأوضح أحد المواطنين الذين التقينا بهم أثناء إخلائهم الشقة، ويدعى سيد.ع، أن لديه 4 أبناء، ويسكن هنا منذ سنتين، ويومًا بيوم الشقة تشرخت وحدث هبوط أرضي وانزلاق للعمارة، مضيفًا: خفت على أبنائي، وقمت بمخاطبة الجهاز، وأعلنوا توفير وحدات سكنية بديلة تسمى مساكن الكهرباء، وقمنا بنقل أغراضنا متسائلين: كيف لمدة قلية لم تتجاوز سنوات، ويحدث كل هذا، مضيفًا أن البلكونة الخاصة بالوحدة السكنية تشرخت يمينًا وشمالا، وأنه تم تحذيرهم من عدم لمسها لأنها ستسقط بمن فيها.
وأوضحت أم وحيد، بائعة سوبر ماركت، أنها متواجدة هنا من 4 سنوات، والعمارات يومًا بعد يوم تتشرخ أكثر، وكلما جاءت لجنة للمعاينة يكون ردها "هذا عيب في التربة، وأنه أمر طبيعي ولا توجد خطورة، وأنه سوف يتم ترميم العمارات قريبًا، وأضافت أن المنطقة تم توفير أتوبيسات وطفطف بها كوسيلة مواصلات، ولكن هناك انقطاع متكرر للمياه والكهرباء لساعات طويلة يوميا والصرف الصحي دائم الرشح.
وقال محمد عبدالخالق، أحد المواطنين أن هناك عمارات مجاورة تم ترميمها سابقا وتعرضت للتشرخ مرة ثانية، وان هناك تلاعب يحدث ما بين إسناد الترميم لشركات مقاولات لحسابات شخصية، حيث أنه ليس من الطبيعي أن تكون تكلفة العمارة للترميم مليون جنيه، وبعد شهور تتشرخ مرة أخرى، فهذا أمر ليس بطبيعي وتكرر كثيرا.
وأوضحت مدرسة رفضت ذكر اسمها بمدرسة النهضة للتعليم الأساسي، أن المدرسة مكونة من 42 فصلا، ومجهزة ومتطورة جدا، ولم يمر عليها 3 سنوات، وتعرضت جميعها للتشرخ والتصدع بل انفصال الفصول عن بعضها البعض، مضيفة أنها تخاف كثيرا على الأبناء من سقوط المدرسة والتشرخ المستمر، مستنكرة التقارير التي تصدر من قبل لجان المعاينة بجملة "المبني ريح "وأنه لا خطورة على الأطفال، وأنه أمر طبيعي لسوء التربة".
وتحدث كريم عطا ولي أمر طالب بالمدرسة، قائلا: كل يوم يذهب فيه ابني للمدرسة أتوقع حدوث هبوط للمدرسة، ودائمًا في قلق، مؤكدًا أنه تجمع بصحبة أولياء الأمور، وقاموا بمخاطبة مديرة المدرسة للنظر في أمور التشرخ التي تزداد يومًا بعد يوم، ولكنها أوضحت لهم أنها خاطبت المديرية والمختصين بالأمر، وتم تشكيل لجان للمعاينة، وانتهت المعاينات بجملة المباني "ريحت لطبيعة التربة السيئة وأنها أخلت مسئوليتها بذلك".
فاطمة جابر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق