مسلسل الإهمال الذي تعاني منه أغلب مناطق الصعيد واصل حلقاته، حيث سطَّرت قرية بصرة التابعة لمركز الفتح بمحافظة أسيوط أحد مشاهده.
القرية تميِّزها سيارات نقل محملة بالزلط والرمال على جانبي الطريق الممتد من مركز الفتح وحتى الظهير الصحراوي للقرية، وتمثل المحاجر المصدر الرئيسي لأهلها، حيث يعمل أكثر قاطنيها في هذا القطاع، ورغمَّ ذلك إلا أنَّ العديد من مظاهر الإهمال في الخدمات يعاني منها الأهالي، وفي المقدمة من ذلك الصحة ومياه الشرب والصرف الصحي.
"ياخبر" رصدت الأوضاع في هذه القرية، فقال محمود علي محسب، من أهالي القرية: "الوحدة الصحية بالقرية لا يوجد بها أحد وهي خالية من الأطباء تقريبًا، وأي حالة بعد الساعة الثانية ظهرًا لا نجد من يسعفها ونضطر في هذه الحالة إلى الذهاب إلى مدينة أسيوط لأن المركز التابعين له وهو مركز الفتح لا يوجد به مستشفى مركزي".
وكشف محسب واقعة تعرَّض لها، قائلاً إنَّ ابنته أصيبت بـ"لدغة عقرب"، فاتصل بسيارة الإسعاف لكنَّه لم يستطع الانتظار وخرج من منزله حاملها على كتفيه حتى استقل سيارة إلى مستشفى أسيوط الجامعي.
وأشار إلى أنَّ الوحدة الصحية لا تقتصر فقط على غياب الأطباء بل أيضًا غياب الأدوية.
وردًا على ذلك، قال الدكتور أسامة حجازي مدير الرعاية بمديرية الصحة إنَّ هناك عجزًا في أطباء الوحدات الصحية على مستوى المحافظة وليس قرية بصرة فقط، لافتًا إلى أنَّه سيتم انتداب أطباء جدد لمدة معينة في الأسبوع للعمل بالوحدات الصحية.
وذكر محمود المصري، من أهالي القرية، من عدم وجود محطة صرف صحي بالقرية، مؤكِّدًا أنَّ البديل المتاح هو آبار الصرف الصحي التي تسرب مياه الصرف إلى باطن الأرض، بالإضافة إلى ترشيح الحوائط وسكب المياه في الشوارع بما يسبب الأمراض للمواطنين، مشيرًا في هذا الصدد إلى ارتفاع أسعار سيارات الكسح فضلاً عن عدم توافرها.
وأكَّد لطفي إسماعيل، من الأهالي، أنَّ مياه الشرب الموجودة بالقرية تأتي من آبار جوفية ولا يوجد محطات مرشحة، موضِّحًا أنَّ المحطة الوحيدة هي محطة مياه الطوابية والتي لم تعمل بعد.
وأشار إلى أنَّ الكثير من التحاليل التي أجريت على مياه الشرب كشفت ارتفاع نسب الحديد والمنجنيز في التربة بما يجعل المياه غير صالحة للاستهلاك الآدمي.
وعن ذلك، أكَّد محمد صلاح رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي أنَّ محطة المطيعة بها مشكلة خاصة بالمأخذ تتمثل في ارتفاع ظاهرة الأطماء بالقرب منه، وهو ما تسبَّب في عدم تشغيل محطة المياه المرشحة التي تكلفت ملايين الجنيهات
وأوضَّح أنَّه تمَّ طلب كراكة وطمان لضمان استمرار عملية إزالة الأطماء من المأخذ وسيتم تشغيل المحطة في وقت قريب.
وفي أزمة أخرى، أوضَّح محمد السالمي، من أبناء القرية، أنَّ الإنارة أحد أهم الاحتياجات للقرية التي يبلغ عدد سكانها ما يزيد عن 30 ألف نسمة، حيث يوجد بالقرية محول كهربائي كانت قدرته الاستيعابية مصممة لعدد معين من الأهالي ومنذ عشرات السنين، لكن بعد زيادة عدد السكان حاليًّا أصبح المحول غير مناسب لسكان القرية.
طارق عبد الجليل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق