الأحد، 20 أغسطس 2017

بالصور والفيديو عذاب المرضى داخل مستشفى أسيوط الجامعي .. ووكيل صحة أسيوط "كرامة المريض فوق أي اعتبار"









الداخل مفقود والخارج مولود " كلمات يرددها المرضى، داخل حرم مستشفيات أسيوط الجامعية، للتعبير عن المأساة التي يتعرضون لها طوال فترة تلقيهم العلاج داخل هذا الصرح الطبي، الذي كان يقال عنه أنه عظيم، ومرضي يفترشون الطرقات لعدم صلاحية سرير العلاج المتهالك، وسرقات منتشرة بالأقسام الداخلية من قبل بعض الموظفين والأمن، وشتائم للمرضي وذويهم من قبل الأطباء حديثي التخرج، وضحايا تموت كل يوم بسبب الإهمال واللامبالاة التي سيطرت علي الأجواء بالمستشفي، والمرضي يرفعون شعار "هات كفنك معاك". 

"بلدنا اليوم" أجرت تحقيق صحفي من داخل أسوار المستشفي للتعرف علي أوضاع المرضي عن قرب لكي تكشف للرأي العام ما يحدث داخل هذا الصرح العظيم، وكيف تُنتهك حقوق المرضى والإهانات التي يتعرض لها ذويهم أثناء رحلة البحث عن الموت، داخل مستشفيات جامعة أسيوط.

البداية عندما قررت محرر "بلدنا اليوم" إجراء هذا التحقيق كانت على علم أنها تخاطر بحياتها، بسبب ملاحقة المسؤولين لكل من تسول له نفسه أن يصور شيئا داخل هذا الحصن المنيع، حتى تتواري سوءاتهم.

الاستقبال العام داخل المستشفى
الدم يملئ الأرض، وعمال النظافة يسكبون المياه، تحت أجساد المرضي وذويهم، وروائح كريهة منبعثة بشدة نتيجة ذلك الدم المتناثر، والأبواب موصودة ويقف عليها 4 رجال أمن يشتد عليهم زحام مرافقي المرضي وسط مشادات كلامية وصلت للشتائم بينهم، وسط شكوى من رجل عجوز بلغ الستين من عمره تبدو آثار التعب واضحة عليه قائلا: (أنا هنا من 3 أيام، ابنى ضربته عربيه ومش عارف أدخل أشوفه وهو لوحده،  طلبت منهم أن أدخل اطمن عليه وأخرج، رفضو، علي الرغم انى معايا تذكرة مرافق ومن حقي أكون جنبه وهو مريض).

ولم يختلف الأمر كثيرا عند "محمد عبد الراضي" الشاب الثلاثيني الذي فقد أخاه إثر إجرائه عملية جراحية نتيجة إصابة بطلق ناري في البطن (بقالي يومين هنا ومش عارف استلم جثة أخويا اللي مات بسببهم، هو كان جاي كويس والله والإصابة بسيطة "مشيرا إلي أن شقيقه كان حالته مستقرة قبل أن يدخل لإجراء العملية الجراحية في غرفة العمليات الملاصقة لمكتب رئيس قسم الإصابات، وأنا مستني الإفراج عن جثته حتى نقوم بدفنها ولا أعلم سبب التأخير، طلبت من المسئولين هنا أكثر من سرعة إنهاء الإجراءات لكن دون جدوى، حتى جائني موظف وطلب مني 500 جنية من أجل سرعة إنهاء إجراءات دفن شقيقه، لم يكن معي المبلغ فتواصلت مع أحد أقاربي ممن ينتظرونا في الخارج وأرسل لي المبلغ وأعطيته إياه، وأفاجئ بعدها بساعة أن الإجراءات انتهت واستلمت جثة شقيقي وانصرفنا بعد يومين من التعب والمعاناة).

الأقسام الداخلية والعناية 
دخل المحرر إلي الأقسام الداخلية والعناية المتوسطة ويحكى: (وجدنا بها مرضي ماتوا أكلينيكا بسبب الرقاد حيث تجاوزت مدة تواجدهم بالعناية أكثر من 3 أشهر، لم أنتهي من الخروج والالتفات إلي جانبي حتى وجدت طبيب يدعي " حاتم، م " يصرخ بوجهي " أنت ازاي تدخل هنا " رددت عليه وقلت " معلش يا دكتور أخطأت الطريق، فرد: طيب يالا اطلع بره بلاش قرف " تحملت ما قاله من أجل إنهاء تحقيقي، وأثناء طريقي إلي الخروج وجدت المرضي يفترشون الأرض وذويهم يتعرضون لأبشع الإهانات من أفراد الأمن، علي الفور قمت بإخراج هاتفي لتوثيق أحوالهم بالصور بعد موافقتهم علي التصوير.

معاناة مريض 
أوشك العصر علي الآذان ثم بدأنا في التجول داخل الأقسام الأخرى، ونتعرف أكثر علي المعاناة التي يعيشها المرضي هنا فقابلنا "الحاجة رضوى عبد الناصر" من محافظة قنا، تقول (كنت أسمع عند مستشفى أسيوط الجامعي أنها منبع العلم والطب، وكنت مصابة بكسر في قدمي اليسرى تحت الركبة، فقررت أن آتي إلي هنا لتلقي العلاج رغم معاناة السفر وبعد المسافة، وما أن وطأت قدماي المكان حتى أصبت بضيق في النفس بسبب الروائح المنتشرة، والله لو أعرف إن كل ده هيحصلي كنت مت في بيتي أحسن، معبرة عن سوء العلاج الذي قدم لها ومدي المعاناة التي عاشتها داخل المستشفى بداية من العيادات الخارجية التي ظلت تبحث فيها عن طبيب لأكثر من 3 أيام دون مأوي، ومكنتش بخرج من المستشفي ومقدرش أروح وارجع كل يوم، كنت بنام في الشارع جوه المستشفي، وقابلت الدكتور "أيمن ف" أخصائي العظام بالعيادات الخارجية، ومن غير كشف طلب مني أعمل أشعة مقطعية، بعد ساعات استلمت الأشعة وعدت إلي العيادة لأجدها مغلقه فاضطررت إلي النوم في الشارع ليلة أخرى تاني يوم بعد ما شاف الأشعة قالي روحي وتعالي بعد 3 أشهر " شكوت له بعد المسافة وكبر سني لكن دون جدوى " رجعت بعد 3 أشهر وتم حجزي لإجراء العملية، وبعد إجرائها ازداد الأمر سوءا، وبقالي أكثر من سنتين وأنا على الحال دا)

البحث عن كيس دم
وسط الزحام الشديد وجدنا "نور الدين لطفي" يقول أصيب طفلي بطلق ناري، وعلي الفور نقلتنا سيارة الإسعاف، إلي مستشفي البداري المركزي، والتي قامت بدورها المعتاد بتحويل المريض إلي مستشفي أسيوط الجامعي، وفي صالة الاستقبال ظل ملقى علي البلاط لساعات، وجاء الطبيب وبعد الفحص السريع أمر بدخوله لإجراء عملية فورية، وبمجرد دخوله للعمليات خرج الممرض وطلب مني شراء 4 أكياس دم من بنك المستشفي، أسرعت إلي البنك ولكن الصدمة كانت في انتظاري، "معندناش الفصيلة المطلوبة دور عليها في بنك تاني"، لا أعلم ماذا افعل فتحركت مسرعا متجها نحو البنك السويسري الكائن بمستشفي الإيمان العام، وكان الرد " محتاجين من حضرتك تجيبلنا 4 متبرعين علشان تاخد الدم" اتصلت بأقاربي وبعد دقائق حضروا للبنك وتبرعنا بالأكياس المطلوبة لكن المفاجأة جاءت كالصاعقة "معلش يا فندم انا دورت علي الفصيلة المطلوبة مش موجودة" فلم استطيع النطق بكلمة واحدة ووقعت على الأرض من الصدمة، وبعد أن عدت الي وعيي قال لي أحد الموظفين بالبنك "يا استاذ بص عاوز تخلص وتاخد الدم بتاعك ادفعلهم 300 جنية في الكيس وهما هيتصرفوا ويجيبولك دم"، فوضت أمري الي الله ودفعت وبعد لحظات قليله جاء الموظق ومعه كمية الدم المطلوبة وعدت مسرعا الي المستشفي لأنقذ حياة ابني الطفل الذي لم يكمل 12 عاما، لا ينبغي أن يحدث هذا في المستشفيات، وعبر قائلا " يعني علشان قطرة دم ابني يموت" مطالبا بتشديد الرقابة علي بنوك الدم ومطاردة عصابات السوق السوداء التي أصبحت منتشرة بكثافة داخل المستشفيات من أجل بيع دماء غير آمنه للمرضي بمساعدة معدومي الضمير من موظفي تلك البنوك.


لم تدم جولتنا طويلا حتى بدأ ظلام الليل، لكن مستشفيات جامعة تحوي الكثير من المشكلات بداخلها دون رقيب أو عتيد وطالب صديق الرحلة " محمد " الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتدخل شخصيا لمحاسبة المسئولين عن معاناة المرضي حيث تحولت المستشفي من صرح للعلاج إلي مقبرة للأموات بسبب الفساد والسرقة واستغلال المرضي معبرا فعلا أصبحت زى ما بيقول المرضي "الداخل مفقود والخارج مولود"
-------------------------------------------------
قال الدكتور محمد زين الدين عبد الحافظ وكيل وزارة الصحة بأسيوط، إن كرامة المريض وحسن معاملته فوق أي اعتبار ولا يتهاون ضد كل من تسول له التجاوز في حقه، مشددا علي الأطباء والأخصائيين والتمريض ضرورة الالتزام بقواعد المهنة وتقديم الرعاية الكاملة للمرضي.

جاء ذلك خلال جولة تفقدية أجراها صباح اليوم لمستشفي الصدر يرافقه الدكتورة سوزان سلامة رئيس قسم الأمراض الصدرية بجامعة أسيوط والدكتورة نجلاء الكيلاني مدير إدارة الطوارئ والمعتصم بالله السيوطي المستشار الإعلامي لمديرية الصحة، وأمر وكيل الوزارة بضرورة توفير المستلزمات الطبية وتركيب التكيفات اللازمة لقسم العناية في أسرع وقت ممكن.

شحاتة السيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...