قناطر أسيوط
ألسير ويليام ويلكوكس
قناطر أسيوط
قناطر أسيوط
قناطر أسيوط
-
قناطر أسيوط
قناطر أسيوط
قناطر أسيوط
قناطر أسيوط
-
قناطر أسيوط
قناطر أسيوط
قناطر أسيوط
كانت أولى خطوات البداية التي شهدها عمل المصريين على النهر الخالد في أسيوط في عام 1898، عندما تم البدء في تشييد قناطر أسيوط القديمة، وهي مجموعة سدود على نهر النيل في مدينة أسيوط، على بعد 375 كيلومترا جنوب العاصمة القاهرة، وتم تصميمها من قبل المهندس البريطاني الشهير "السير ويليام ويل كوكس"، وهو الذي قام بتصميم وبناء سد أسوان أيضا.
تم تشييد سد أسيوط بين عامي 1898م و1903م على نهر النيل، وعلى بعد 560 كم، أسفل التيار القادم من سد أسوان، وتم تشييد السد وقتها من أجل تحويل مياه النهر إلى المياه المنخفضة في أكبر قناة للري في مصر، والتي يطلق عليها اسم "ترعة الإبراهيمية".
بلغت تكلفة السد المبدئية وقتها في بدايات القرن الماضي، 525 ألف جنيه استرليني، لكن عند الانتهاء من استكماله بلغت التكلفة النهائية ما يقرب من 870 ألف جنيه استرليني، وكان المقاول الرئيسي للمشروع، هي شركة المقاولات البريطانية "ميسرز وآيرد".
وأعلنت وزارة الري أن قناطر أسيوط القديمة، ستتحول إلى مزار سياحى باعتبارها منشأ أثريا، تجاوز عمره ما يقرب من 115 عاما على بنائها، وذلك بعد انتهاء مصر من إنشاء القناطر الجديدة، أكبر العمليات الإنشائية التي قامت بها الدولة المصرية على النهر الخالد بعد السد العالي.
حكاية قناطر أسيوط مع التاريخ بدأت منذ عام 1899م، وهو العام نفسه الذي وضع فيه حجر الأساس لأكبر السدود المائية بالعالم آنذاك، ألا وهو سد أسوان، في عهد الخديو عباس حلمي الثاني، تكتمل أسطورتها اليوم بحفل افتتاح قناطر أسيوط الجديدة، أقيم مشروع قناطر أسيوط القديمة في عهد وزارة مصطفى فهمي باشا "في وزارته الثانية"، وتحت إشراف وزير نظارة الأشغال العمومية "محمد زكي باشا"، ويعتبر عصر الخديو عباس حلمي الثاني، هو عصر ترويض نهر النيل.
بدأت الحكومة المصرية في تنفيذ إقامة قناطر أسيوط، في 2 يناير عام 1899م، مقابلة لإنشاء خزان أسوان، وذلك لرفع منسوب المياه أمام ترعة الإبراهيمية كي تنتفع بذلك أراضي مديريات أسيوط والمنيا وبني سويف وأيضا مديرية الفيوم، هذا بخلاف النفع الذي حل على أراضي الوجه البحري خاصة في موسم الري الصيفي، ونفذ العمل على ثلاث مراحل، أو ما يسمى بثلاثة مواسم عمل، كان الموسم الأول عبارة عن تصميم السدود الترابية، وذلك في شهر ديسمبر سنة 1899م، بالجهة الغربية من المجرى المائي، وتم الانتهاء بعمل السدود في فبراير سنة 1900م، وقد أحيطت السدود بستائر حديدية على عمق 4 أمتار، وأقُيمت مبان وخرسانات كفرش للقناطر، وبلغ مقدار تكلفة السدود والخراسانات في هذا الموسم مبلغ 331809 جنيهات، وقد أوكلت أعمال البناء للسير جون إيرد، وهو أحد المهندسين البارزين الذي شارك كذلك في إقامة خزان أسوان، مع المهندس الشهير ويليام ويلكوكس، والمهندس بنيامين بيكر.
استعمل في بداية إنشاء القناطر الطوب الأحمر، الذي تم ضربه في موقع الإنشاء، ولكن الأمر لم يجد نفعًا كما كان منتظرا، وسرعان ما تم استبداله بالأحجار، والتي جلبت من محاجر العيساوية، أشهر محاجر مصر، والتي تقع في شرق محافظة سوهاج، واستخدم معها الأسمنت والجير والحُمرة، وقد استكملت أعمال البناء، وانتقلت لمرحلة بناء الهويس والدعامات، بعد إنشاء السدود الترابية بالجهة الشرقية، في موسم العمل الثاني، وقد خدمت الطبيعة هذه الأعمال وقتها، ففي عام 1900م انخفض منسوب مياه نهر النيل قليلا، مما ساهم في استكمال أعمال البناء وسرعة الانتهاء منها، واستعان المقاولون بأكبر عدد من العمال مرة واحدة، وقد بلغ عددهم 12880 عاملا، منهم 12500 مصري، و380 من الأجانب، وشملت تكلفة هذه المرحلة 237361 جنيهًا، وقد تم انجاز 75% من قوام القناطر بأسيوط في تلك المرحلة.
وجاء الموسم الثالث، وكانت أعمال المقاولات فيه، تحت إشراف المهندس ج. ستيفنس، والذي بدأ العمل في 28 يناير سنة 1901م، بتكملة السدود والتي بلغت مساحتها 13 فدانا، وقام بنزح المياه منها في مايو من نفس العام، وقام بحقن أساسات القناطر بالأسمنت اللباني، نظرًا لظهور العديد من عيون المياه، وانتهت أعمال إنشاء قناطر أسيوط القديمة، في فبراير سنة 1902م، لتشمل قناطر بها 111 فتحة، سعة كل فتحة 5م، وسمك الدعامة بين كل فتحة والأخرى 2متر، وهويس بجوار القناطر طوله بين البوابتين 80م، وسعة الفتحة الملاحية 16م، وبلغ طول القناطر 821م.
من جديد عززت الطبيعة قيمة قناطر أسيوط وقتها، فبعد اكتمال البناء، جاء موسم قطف ثمار هذا البناء سريعا، فسجل عام 1902م فيضانا من أكثر الفيضانات انخفاضا في هذا العهد، فما كان لقناطر أسيوط إلا أن تعمل على أكمل وجه، لتصل المياه اللازمة للزراعات الصيفية، والتي جنت البلاد من ورائها ما لا يقل عن 600000 جنيه، وهي نسبة كبيرة مما أنفق على قناطر أسيوط، ولهذا تعد السنة الأولى من تشغيل قناطر أسيوط، قد حققت مكسبا عظيما لمصر في بدايات القرن العشرين، وفي عام 1933م في عهد الملك فؤاد الأول، تقرر إنشاء قناطر جديدة بالقرب من موقع قناطر أسيوط، وذلك لإعطاء كافة أراضي مصر الوسطى نصيبها من مياه التخزين، بخاصة بعد أعمال التعلية في خزان أسوان، وكذلك إقامة خزان جبل الأولياء في السودان، فشرعت وزارة الأشغال العمومية في دراسة المشروع، حتى فطن إليهم أن يقوموا بأعمال تقوية وتدعيم لقناطر أسيوط نفسها، أفضل من إنشاء قناطر أخرى غيرها، وهو ما تم في أكتوبر عام 1934م، عندما صدر الأمر لشركة جون كوكرين للبدء في العمل لتقوية القناطر، والتي انتهت من عملها في مارس سنة 1938م، وتحت إشراف مجموعة من المهندسين المصريين، ترأسهم وقتها المهندس حامد سليمان.
وشملت أعمال التطوير، استبدال بعض البوابات الحديدية بأخرى، وكذلك تزويد القناطر بحجارة من الجرانيت، وتوسعة الهويس، ودق خوازيق لتفادي نحر المياه، وردم المستنقعات، وإنشاء متنزهات بدلا منها، وعاصرت أعمال تقوية قناطر أسيوط وقتها خمس وزارات، بداية من وزارة عبد الفتاح يحيى باشا، مرورًا بوزارات محمد توفيق نسيم باشا، وعلي ماهر باشا، ومحمد محمود باشا، ومصطفى النحاس باشا، واعتمدت وزارة الأشغال تكلفة للتقوية بلغت مليونًا و 77ألف جنيه، شملت أعمال الهدم والبناء، وأعمال الحدائق المحيطة بالقناطر، حتى بلغت التكلفة النهائية، مبلغ مليون و250 ألف جنيه، وكانت قناطر أسيوط وقتها تبلغ من العمر ما لا يزيد على 40 عاما، أي أنها لم تبلغ مبلغ الأثر الذي يجب المحافظة عليه، فقد كانت منشأة حديثة نسبيًا، على عكس ما حدث حاليا عند انشاء قناطر أسيوط الجديدة، فقد أصبحت القناطر القديمة منشأ أثريا، ينطبق عليه ما ينطبق على المباني الأثرية، ولا يجوز التعديل عليه، وإن استلزم الأمر فيتم التعامل معه بما يناسب طبيعة الأثر.
ولذلك جاءت حتمية انشاء مصر لقناطر أسيوط الجديدة، التي سيفتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، بعد انتهاء العمر الافتراضى للقناطر القديمة، حيث قررت الدولة المصرية، إنشاء القناطر الجديدة على بعد حوالى 400 متر، خلف القناطر القديمة، وذلك لتحسين الرى فى إقليم مصر الوسطى، في المنطقة الواقعة خلف فم ترعة الإبراهيمية، فى مساحة (1.65 مليون فدان)، والتي تخدم 6 محافظات في جنوب مصر، كما ستقوم القناطر الجديدة بتحسين الملاحة النهرية، من خلال إنشاء هويسين ملاحيين من الدرجة الأولى، وتوفير منظومة تحكم على أحدث النظم العالمية للتحكم.
"بوابة الأهرام" تستعرض بالصور النادرة.. محطات في تاريخ قناطر أسيوط، منذ إنشائها القديم في بدايات القرن الماضي، حتى صحوتها الكبرى الآن، التي تجعل منها أحد أهم الأعمال الإنشائية على مجرى النهر الخالد عبر العصور.
مصطفى طاهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق