يقوم الدكتور محسن سليم، مدرس النحت بكلية الفنون الجميلة جامعة أسيوط، بأعمال نحت تمثال للدكتور مجدي يعقوب، جراح القلب العالمي، وصاحب مؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب، والذي بدأ في تصميمه الشهر الماضي ولم ينته منه بعد.
ويقول محسن إنه اعتاد على نحت تمثيل لعدد من أعلام مصر الذين يحظون بمحبة الجميع، كنوع من التكريم، مشيرًا إلى أنه الآن يقوم بنحت تمثال للدكتور مجدي يعقوب.
ويشير مدرس النحت إلى أن فكرة نحت تمثال للدكتور مجدي يعقوب، ليست وليدة اللحظة، لكن فكرة تصميم التمثال قديمة جدًا بالنسبة له، منوهًا بأن نحت تمثال لمجدي يعقوب في ذلك الوقت الذي أصبح فيه الدكتور علامة من علامات الطب في العالم بأكمله، تعد فكرة رائعة وجميلة وستحظى بإعجاب الكثيرين.
ويأمل دكتور الفنون الجميلة في وضع التمثال بمكان يليق به، سواء في معهد القلب الخاص به بأسوان، أو بأحد الأماكن العامة الأخرى بعد الانتهاء منه، مشيرًا إلى أنه صمم ذلك التمثال بحجم يتناسب أن يوضع في مكان مفتوح، حيث أنه يساوي أربعة أضعاف الحجم الطبيعي، منوهًا بأن طول بورتريه التمثال يبلغ حوالي ما بين 120 و130 سم، وهو يعد الحجم الملائم لوضعه كعرض حدائقي، بأحد الأماكن المفتوحة أو يوضع في ميدان عام.
ويؤكد سليم أنه استخدم خامة الطين الأسواني في نحت التمثال، مشيرًا إلى صعوبة النحت بهذا النوع من الطين بمفرده، لذلك شيد في البداية تصميم من الحديد كارتكاز، حيث تم أخذ المقاسات والأبعاد عليه، ثم بعدها تأتي مرحلة نزع الطينة وتشكيلها على التصميم وتكون الطبقة الطينية حوالي ما بين 2 و3 سم.
ويشير إلى أنه عقب الانتهاء من مرحلة التشكيل بالطين، يبدأ بمرحلتي الصب والاستنساخ، حيث أنه في الصب يعمل القالب مستديمًا أو قالب هالك.
ويواصل مدرس النحت بكلية الفنون الجميلة حديثه، قائلًا إن لكل مرحلة من مراحل التمثال الخامة الخاصة بها، مشيرًا إلى أنه لم يختار خامة القالب حتى الآن سواء ستكون من الجبس أو الفيبر، منوهًا بأن النسخة المستنسخة هي فيبر جلاس.
كما تمنى أن تكون من البرونز بعد الصب والاستنساخ، لافتًا إلى أنه في مرحلة البتنة “التفنيش”، وفي الغالب تستخدم الخانة من البرونز من اللون النحاس المتجنزر، أو من اللون الذهبي المتجنزر.
ويوضح سليم أنه عمل الكثير من التمثيل لعدد من الشخصيات العامة، من بينها عبد الرحمن الأبنودي، ومحمد منير ومحمد صلاح، و محمد منير، والدكتورة رتيبة الحفني وعمرو دياب، ومجموعة أخرى من رؤساء الجامعات والفنانين، منوها بأنه أقام معرضين أحدهما في شهر مارس الماضي والآخر في سبتمبر.
وينوه مدرس النحت بأنه يهوى النحت وينتهز جميع الفرص التي تتيح له نحت العديد من التماثيل لأي من الشخصيات العامة المهمة.
وقدم سليم الشكر لإدارة الفنون الجميلة، متمثلة في الدكتور محمد ثابت البدري، عميد الكلية، لما يقدمه من دعم، والعمل على توفير جميع سبل الراحة والتعاون الدائم مع قسم النحت.
يعد مجدي يعقوب بروفيسور مصري وجراح قلب بارز، ولد في 16 نوفمبر 1935 في مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية بمصر، لعائلة تنحدر أصولها من المنيا، درس الطب بجامعة القاهرة وتعلم في شيكاغو ثم انتقل إلى بريطانيا في عام 1962 ليعمل بمستشفى الصدر بلندن ثم أصبح أخصائي جراحات القلب والرئتين في مستشفى هارفيلد “من 1969 إلى 2001″، ومدير قسم الأبحاث العلمية والتعليم “منذ عام 1992”.
وعين أستاذاً في المعهد القومي للقلب والرئة في عام 1986. واهتم بتطوير تقنيات جراحات نقل القلب منذ عام 1967. في عام 1980 قام بعملية نقل قلب للمريض دريك موريس والذي أصبح أطول مريض نقل قلب أوروبي على قيد الحياة حتى موته في يوليو 2005. من بين المشاهير الذين أجرى لهم عمليات كان الكوميدي البريطاني إريك موركامب.
ومنحته الملكة إليزابيث الثانية لقب فارس في عام 1966 ويطلق عليه في الإعلام البريطاني لقب ملك القلوب.
حين أصبح عمره 65 سنة اعتزل إجراء العمليات الجراحية واستمر كاستشاري ومُنظر لعمليات نقل الأعضاء. في عام 2006 قطع الدكتور مجدي يعقوب اعتزاله العمليات ليقود عملية معقدة تتطلب إزالة قلب مزروع في مريضة بعد شفاء قلبها الطبيعي.
حيث لم يزل القلب الطبيعي للطفلة المريضة خلال عملية الزرع السابقة والتي قام بها السير مجدي يعقوب. حصل على زمالة كلية الجراحين الملكية بلندن وحصل على ألقاب ودرجات شرفية من كلاً من جامعة برونيل وجامعة كارديف وجامعة لوفبرا وجامعة ميدلسكس (جامعات بريطانية) وكذلك من جامعة لوند بالسويد وله كراس شرفية في جامعة لاهور بباكستان وجامعة سيينا بإيطاليا.
وبالقرار الجمهورى رقم 1 لعام 2011 م الذي تم التصديق عليه من قبل الرئيس السابق محمد حسنى مبارك يوم 6 يناير “كانون ثاني” 2011 م على منح الدكتور مجدي حبيب يعقوب وسام قلادة النيل العظمى، لجهوده الوافرة والمخلصة في مجال جراحة القلب، وقد استلمها بنفسه في حفل خاص أقيم على شرفه.
وأنشأ الدكتور مجدي يعقوب مركزًا لعمليات القلب في مدينة أسوان بصعيد مصر، وذلك عام 2009.
احمد مصطفى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق