كشفت دراسة حديثة بجامعة أسيوط، أجريت بكلية الزراعة لمعرفة تأثير تلوث مياه الشرب نتيجة صرف مخلفات بعض المصانع في مياه النيل عن أن المياه الملوثة تسبب ضررًا بالغًا علي المادة الوراثية للإنسان، و6% من أمراض الكلي ناتجة عن تلوث المياه.
وأوضح الدكتور رأفت فؤاد عبده، أستاذ الوراثة وبيولوجيا الخلية بكلية الزراعة، أن البيئة المحلية بمدينة أسيوط بشكل خاص تشهد تلوثاً واضحاً في مياه الشرب في كثير من المناطق، فهناك شكوى مستمرة لسكان المدينة من التغير شبه اليومي لمياه الشرب، من عديمة اللون إلي بنية، وأشد من ذلك، مما دفع البعض إلي استخدام المرشحات والفلاتر بمنازلهم أو غلي المياه وتخزينها.
وقد توجهت الدراسة لبحث تأثير المياه الملوثة علي الناحية الوراثية، والتي وجد أنها تؤثر علي كلٍ من الانقسام الخلوي "الميتوزي"، والمادة الوراثية "الكروموسومات"، وقد استخدمت للاختبار خلايا القمم النامية لجذور نبات البصل, والذي يستدل به علي إمكانية حدوث تأثيرات ضارة مماثلة علي الإنسان الذي يستهلك هذه المياه.
وتم أخذ عينة مباشرة من أماكن الصرف الصحي بمياه نهر النيل، وتم التعامل معها بثلاث تركيزات 25%، و50%، و100%, وقد أظهرت النتائج مدي التأثيرات الضارة لمثل هذه المخلفات علي المادة الوراثية للنبات, والتي لا تختلف في جوهرها علي المادة الوراثية للإنسان، أو الحيوان, وهو مادة DNA، وبالتالي تأثيرها الضار المحتمل علي صحة العامة.
كما أوضحت الدراسة أن حوالي 60% من أمراض الكلي – وعلي رأسها الفشل الكلوي – وأمراض الكبد تنتج عن استعمال مثل هذه المياه الملوثة, لذا تنصح الدراسة لمعالجة هذه المشكلة بتجنب إلقاء مخلفات المصانع وغيرها في مياه نهر النيل أو فروعه, أو علي الأقل معالجتها قبل إلقائها.
وتجدر الإشارة إلي أن خبراء علم الكائنات الدقيقة (الميكروبيولوجي) قد شرعوا في تربية سلالات بكتيرية تنمو بغزارة في مياه الصرف الصحي, وتعتمد في غذائها علي المواد العضوية الغنية بها تلك المياه.
اسلام رضوان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق