قرية" المراونة " في حضن جبال
ابنوب أقصى شمال محافظه أسيوط ..ربما يصعب على أجهزه الأمن دخولها إلا
بتكثيف التحريات والتنسيق مع كبار العائلات، حيث جرى العرف بالقرية أن من
لم يملك قطعة سلاح لا يملك حريته وحياته ، ما يضطر الرجل الأسيوطي إلى بيع
مواشيه أو أرضه لشراء السلاح، ما أدى إلى ظهور ميليشيات مسلحه داخل كل
عائله للزود عن نفسها وإظهار مكمن قوتها .
تجار الأسلحة الذين كانت تحركهم
عناصر الفساد في النظام السابق استغلوا حالة الاضطرابات القائمة في نشر
الأسلحة الحديثة ليذهبوا بالبلاد إلي حافة الهاوية بغرض تغذية الفتنة
وتجديد بحور الدماء بين العائلات، ففي أسيوط تلك المحافظة الجنوبية استخدم
النظام البائد قانون الطوارئ من خلال أساليب التعذيب وكثرة المداهمات
للمنازل للبحث عن الأسلحة ما اضطر الأهالي من ملاك الأسلحة لدفنها في
أراضيهم الزراعية ، أما بعد الثورة أضحت الأسلحة منتشرة بأقل الأسعار لتكون
محافظة أسيوط هي صاحبة الحظ الأوفر من الأسلحة الثقيلة والخفيفة.
إذ تنتشر الأسلحة آلية الصنع
وخاصة المعروفة باسم"56 " لأنها مصنوعة من نوعية غاية في الصلابة مما
يجعلها أكثر تحملا في أثناء الاستعمال، ولم يقتصر الأمر علي ذلك بل وصل
الأمر ببعض العائلات لاقتناء الجرينوف ويؤكد ذلك ضبطية الأسلحة التي تم
اكتشافها في قرية الحواتكة التابعة لمركز منفلوط إثر مواجهات دامية بين
عائلتين بالقرية و تم القبض علي المتهمين وبحوزتهم الجرينوف وبنادق أليه
ونظارات مكبرة وقنابل يدويه و آلاف الطلقات.
موسم السلاح في أسيوط