مأساه يعيشها أهالي جزر (الأكراد-الطوابية-العرقوبية) وقرية منقباد بأسيوط؛ بسبب وجود مصنع سماد وسط الكتلة السكنية، والذى تسبب غازاته الربو والحساسية، كما أنها أدت لتبوير أكثر من 50 فدانًا بالجزر.
وشكا أهالي قريه منقباد، والتى يقام المصنع على حوالي 35 فدانًا من أرضها، أن الغازات السامة التى يطلقها المصنع عملت على تدميرهم، وأنهم منذ زمن يتقدمون بالشكاوى ضد المصنع، ورفعوا أكثر من 50 دعوى قضائية، ولكن لم يستجيب أحد.
وعلى الجزر المحيطة بالقرية، والتى يقطنها أكثر من 30 ألف مواطن يعاني 80% منهم من أمراض الربو والصدر وارتفاع نسبة العقم وحدوث أضرار بالغة بالزراعة والثروة الحيوانية، حيث لا يكمل الحيوان المولود سنتين إلا وتتساقط أسنانه، كما تسببت المخلفات في تجريف أراضي الفلاحين في الجزر الثلاثة، والتى تعتمد اعتمادًا تامًّا على الزراعة وتربية المواشي.
وفي دراسة للدكتور عبد الرحيم عبد المطلب، أستاذ الأمراض الباطنة بكلية الطب البيطرى بجامعة أسيوط، عن تأثير مخلفات مصنع سماد السوبر فوسفات بمنطقة منقباد بأسيوط، أكد أن “مخلفات المصنع تشكل خطورة كبيرة على صحة الإنسان والحيوان والنبات في هذه المنطقة الحيوية؛ بسبب قيام المصنع بالتخلص من غازي ثاني وثالث أكسيد الكبريت، بالإضافة إلى حامض الهيدروفلوريك، عن طريق تصعيدها في طبقات الجو التي تستقر على النباتات والحشائش ومصادر مياه الشرب القريبة من المصنع، ما يعرض جميع الكائنات في هذه المنطقة لخطر التسمم والأمراض. وعندما تقل سرعة الرياح في هذه المنطقة، تتكون طبقة من الهواء الدافئ ناتجة عن غازات المصنع، فتؤدي إلى إصابة أهالي المنطقة بالاحتقان وعدم القدرة على التنفس”.
واتضح من تحليل عينات من مياه الشرب أن تركيز نسبة عنصر الكبريت بها وصل إلى ستة أضعاف النسبة الطبيعية، وبلغت نسبة تركيز عنصر الفلورين في التربة عشر مرات مثيلتها الطبيعية، وبلغت معدلات عنصر الكبريت في نباتات الذرة والبرسيم المزروعة قريبًا من المصنع ستة أضعاف مثيلتها، وكل ذلك أثر سلبًا في الحيوانات التي تم فحصها، وكانت أعراضها المرضية: ضعف الشهية والهزال الشديد وجفاف الجلد وجفاف الصوف وسهولة انتزاعه من الأغنام وصعوبة التنفس، ولوحظ تزايد معدل عنصري الكبريت والفلورين في دم هذه الحيوانات عند تحليله.
وقال الدكتور محمد محمود، رئيس جهاز شئون البيئة بأسيوط، إن المصنع حاليًّا تجري له دراسة، ويتم سحب العينات الناتجة عن المصنع؛ حتى تكون مطابقة لقانون البيئة، مشيرًا إلى أن المصنع يخضع الآن لهيئة الرقابة الإدارية وقوانينها.
وأكد أنه تم إنشاء وحدة غسيل للأتربة الفوسفاتية بالمصنع، وتركيب أبراج المحامص، التى تعرف باسم المجففات، كما تم تركيب فلتر حقائبي، وهو أحد أنواع المرشحات القادرة على تصفية الأتربة من الأضرار التى يمكن أن تنتج عنها.
كما تقدم النائب جمال عباس، عضو مجلس النواب بأسيوط ببيان عاجل إلى وزير الصحة بشأن المصنع، مطالبًا بسرعة تشكيل لجان مختصة لقياس الأثر البيئي ومدى تأثيره على صحة المواطنين والحيوانات والزراعات، وكذلك التساؤل حول مدى النفع الذي يعود على الأهالي من وجود هذا المصنع، وما قدمه لهم.
يرجع بناء المصنع إلى عام 1960، وقام الأهالي باقتحامه في أغسطس 2012؛ اعتراضًا على التلوث الناتج عنه.
احمد الانصارى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق