الثلاثاء، 24 مايو 2011

الدكتور خالد عودة أستاذ الجيولوجيا المتفرغ بجامعة أسيوط يكتشف عبر ابحاثه في محمية «الدبابية» بالأقصر، حول ظاهرة الاحتباس الحراري وبدايات الحياة الحديثة على سطح الأرض ثغرة زمنية تقدر بنحو 2.4 مليون سنة و يكشف أسرار ظهور الثدييات على الأرض

عاد الفريق العلمي التابع للاتحاد الدولي لعلوم الجيولوجيا إلى مصر الثلاثاء، ليستكمل أبحاثة النهائية في محمية «الدبابية» بالأقصر، حول ظاهرة الاحتباس الحراري وبدايات الحياة الحديثة على سطح الأرض. ويتكون الفريق من 16  باحثا جيولوجيا. ومن المقرر أن يعلن الفريق عن نتائج أبحاثه في 2011.
وكانت الأبحاث التي أجريت على المحمية قد ألقت الضوء على ظاهرة الاحتباس الحراري التي أدت لتغير شكل الحياة  على سطح الأرض قبل 55.5 مليون سنة، حيث تحتوي «الدبابية» على طبقات تضم آثارا من حقبة زمنية ظلت أحداثها الجيولوجية محل البحث طوال الخمسين عاما الماضية. ومن المقرر أن يجري الفريق العلمي أبحاثه في قرية «نجع القضا» على بعد 4 كيلو مترات جنوب «الدبابية».
وكان الدكتور خالد عودة أستاذ الجيولوجيا المتفرغ بجامعة أسيوط قد اكتشف عبر أبحاثه ثغرة زمنية تقدر بنحو 2.4 مليون سنة، ليبدأ الفريق الدولي لعلوم الجيولوجيا منذ أكثر من عامين أبحاثه على أرض محمية الدبابية جنوب الأقصر، وكان الفريق العلمي قد أرسل عينات جيولوجية لعدد من الهيئات العلمية، وتعتبر ارض المحمية هي المقياس الدولي العالمي لهذه الحقبة الزمنية. ويلحق د. عودة بالفريق البحثي صباح الأربعاء باعتباره صاحب الاكتشاف والعضو المصري في الفريق الدولي.
وقال دكتور خالد عودة إن «هدف فريق الباحثين الدولي هو البحث عن تتابع رسوبي نموذجي يغطي الفترة الزمنية الانتقالية بين عصري الباليوسين والأيوسين، ودراسة هذا التتابع على يد جهات بحثية عالمية متخصصة».
وبدأت أحداث هذه الحقبة الزمنية منذ 55.5 مليون سنة بارتفاع حاد في درجة حرارة قيعان البحار والمحيطات، نتيجة خروج آلاف الحمم البركانية من قيعان البحار الشمالية. ويوضح دكتور خالد أن هذا الارتفاع الشديد في درجات الحرارة «صاحبه انطلاق كمية ضخمة من غاز ثاني أكسيد الكربون مما أدى إلى ارتفاع درجة حرارة البحار والمحيطات، الأمر الذي أدى بدوره لموت الأحياء البحرية وتحللها، ونتج عن ذلك انبعاث الغازات الدفيئة في المياه لتنعدم تدريجيا كفاءة المياه في امتصاص الأكسجين من الهواء».
وأضاف عودة «كل هذا أدى إلى اختلال دورة الأكسجين في الهواء الأمر الذي نتج عنه اندثار كثير من الأحياء الأرضية، وأطلق العلماء على هذا الحادث اسم الحرارة القصوى أو الاحترار العالمي».
ويتابع أستاذ العلوم الجيولوجية:« بصورة تدريجية بدأت الحرارة في الانخفاض وعاد الأكسجين إلى مستوياته الطبيعية في الجو شيئا فشيئا ثم في مياه البحار والمحيطات»
وكان عودة قد حلل أنواع الحياة التي عادت للظهور بعد أزمة الحرارة القصوى،  ليكتشف أن الكثير من الأحياء التي عاشت من قبل قد اندثرت تماما، وبدأ انتشار الثديات وذوات الحافر والحيتان، كما انتشرت الأسماك واتخذت صورة مماثلة للأسماك الموجودة حاليا، فيما اكتسبت النباتات الأرضية سماتها الحديثة وبدأ أول ظهور للعشب.
ويسود الاعتقاد بين العلماء أن فترة الحرارة القصوى بين عهدي الباليوسين والأيوسين تمثل البداية الحقيقية لظهور بدايات الحياة الحديثة التي نعيشها الآن. ومازالت الدراسات جارية لمعرفة أسرار تلك الفترة التي تميز أهم مرحلة من مراحل التطور في السجل الجيولوجي رغم قصر مدتها نسبيا.
وقال دكتور خالد«هذه الحقبة تلقي الضوء على نتائج وتداعيات الارتفاع المستمر في درجة حرارة الأرض حاليا، بسبب زيادة كمية انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والميثان، نتيجة استخدام الوقود الإحفوري (البترول والفحم)».
وجاء اكتشاف التتابع النموذجي لهذه الفترة الزمنية بجنوب مصر، ليضع حدا للجدل الدائر بين العلماء في العالم حول المدى الجغرافي والزمني للتغيرات المناخية والحياتية التي تعرض لها كوكب الأرض.
وكان انتشار البراكين في البحار الشمالية والمحيط الأطلنطي قد تسبب في ضياع  جزء كبير من «السجل الجيولوجي» بين عهدي الباليوسين والأيوسين، الأمر الذي دفع العلماء للبحث عن هذه الفترة الزمنية المفقودة في طبقات الأرصفة القارية للبحر المتوسط لأنه كان بعيدا عن تأثير البراكين والحركات الأرضية التي انتابت الجزء الشمالي من الأرض.
اللافت أن جميع المواصفات والشروط والفترة الزمنية المفقودة، قد وجدت في التتابع الرسوبي المطل على قرية الدبابية، وذلك بعد دراسات تفصيلية قام بها قبل عامين، الفريق الجيولوجي الدولي بالاشتراك مع الدكتور خالد عودة وبعض الأساتذة بقسم الجيولوجيا جامعة أسيوط.
يوضح عودة:«كانت أهم الشروط التي أرساها الاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية هي الاكتمال الطبقي والبعد عن تأثير الحركات الأرضية أو التغيرات اللاحقة للترسيب، وأن يكون الموقع سهل المنال بحيث يسهل الوصول جميع الدارسين إليه، وذو سمك معقول ليسهل تفصيل الأحداث، كما يجب أن تتوافر في الموقع أعداد وفيرة من آثار الأحياء الحيوانية والنباتية، قابل للتحليل وتحديد تاريخها باستخدام النظائر المشعة». كما طالب الإتحاد الدولي بتأمين الموقع من العبث والتجريف.
ويضيف صاحب الاكتشاف:« بناء على شروط الاتحاد تم التصويت على الموقع في 2002، واختاره الاتحاد بالإجماع، بوصفه أكمل التتابعات الرسوبية على وجه الأرض للفترة الزمنية الانتقالية بين الباليوسين والأيوسين، من بين 29 تتابعا مرشحا من دول مختلفة، حيث تنافست مواقع في أسبانيا ومصر وإسرائيل في التصفيات النهائية»
وكان مجلس الوزراء قد أصدر قراره رقم 109 لعام 2007 لتصبح المحمية رقم 27 فى قائمة محميات مصر الطبيعية، وقال مجلس الوزراء في قراره إن اعتبار «الدبابية» محمية طبيعية أدى «لحمايتها وحسن إدارة موارد المنطقة بأسلوب جيد، كما تؤدي إلى توقع المخاطر البيئية، فضلا عن الفوائد الاقتصادية المتمثلة في تشجيع السياحة البيئية ووضع منطقة الدبابية على خريطة السياحة البيئية الدولية لكونها منطقة جيولوجية نموذجية على المستوى الدولي» حسب نص القرار.
ومحمية الدبابية هي ثاني محمية علمية في مصر بعد محمية وادي الحيتان بالفيوم، وسيستمر الفريق الدولي في أعماله بها حتى الرابع من ديسمبر، ليعلن بعد ذلك نتائج ما توصل إليه بحلول عام 2011

هناك تعليق واحد:

  1. الاخ محمودي من كلية علوم الارض بوهران
    البحث القيم حول هذه الظاهرة الطبيعية
    ونرجو ان تتظافر الجهود حول المحميات في العالم العربي

    ردحذف

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...