لكن المعهد مازال يحتاج إلي20 مليون جنيه لشراء بعض الأجهزة الطبية ومعدات وحدة العناية المركزة والأسرة وغيرها من الأجهزة الحديثة حتي يبدأ عمله في استقبال مرضي الكبد من جميع محافظات الصعيد الذين لا يجدون يدا رحيمة تخفف من آلامهم المستعصية. بداية يقول الدكتور ماهر العسال عميد كلية الطب بأسيوط ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية: إنه تم تخصيص قطعة أرض داخل حرم المستشفيات الجامعية, وتم الإعلان عن بناء المستشفي, وكانت الدعامة الأولي من أحد رجال الخير الذي تبرع بمبلغ52 مليون جنيه, ووفرت الجامعة نحو30 مليون جنيه تم إنفاقها بالكامل علي
الإنشاءات وبعض التجهيزات والمعدات, ويتبقي بعض الأجهزة الطبية ومعدات وحدة العناية المركزة والأسرة, ويبلغ حجم تلك التكاليف ما يقارب العشرين مليون جنيه, وهو ما تسعي الجامعة بكل إمكاناتها لتوفيره, لكن الظروف المادية الحالية لا تسمح بذلك, لذا توقف العمل بالمستشفي في انتظار توفير ذلك المبلغ الذي سيبعث الأمل داخل قطاع كبير من مرضي الصعيد.
ويضيف الدكتور عبدالغني عبدالحميد سليمان أستاذ أمراض الجهاز الهضمي والكبد بجامعة أسيوط أن الصعايدة يأتون في المرتبة الثانية عقب أهل الدلتا في نسبة الإصابة بامراض الكبد في مصر ويعانون عدم وجود مستشفي متخصص في علاج تلك الأمراض المتوطنة التي تفشت داخل القري حيث تبلغ نسبة الاصابة به في بعض القري نحو40% ـ50% في البالغين فوق سن الأربعين, مشيرا إلي أن المرض يؤثر في الإنسان صحيا واقتصاديا ونفسيا.
وأشار الدكتور البدري أبو النور أستاذ أمراض الباطنة والكبد بكلية الطب جامعة أسيوط إلي أن الأمر بدأ يتفاقم بشكل سيئ للغاية, حيث إن أعداد المرضي في تزايد مستمر, وباتت مشكلة الالتهابات الكبدية الفيروسية تحتل المرتبة الأولي في الأمراض التي يعانيها المصريون, حيث إن أمراض الكبد تعتبر أكثر الأمراض انتشارا في مصر, وباتت تمثل مشكلة قومية, خاصة أن أمراض الكبد الفيروسية تؤدي إلي حدوث أضرار بالكبد مثل الالتهاب الكبدي الحاد والمزمن, وتليف الكبد, والفشل الكبدي, واستسقاء البطن, ونزيف دوالي المريء, وسرطان الكبد. وأوضح الدكتور مصطفي كمال رئيس جامعة أسيوط أنه يتمني اكتمال منظومة العمل في المستشفيات الجامعية بافتتاح ذلك المستشفي الذي يمثل حلما يراود كل الصعايدة وليس مرضي أسيوط فقط, خاصة أن المبلغ المتبقي بالنسبة لما أنفق لا يمثل عبئا كبيرا علي أصحاب القلوب الرحيمة وأهل الخير, خاصة أن هذا المستشفي سيسهم في مواجهة تلك الأخطار الناجمة من انتشار المرض الذي بات يهدد حياة الغالبية العظمي من الشعب المصري, خاصة بعدما وصل عدد المصابين بالمرض إلي أكثر من14 مليون مصري, بزيادة مليوني شخص علي العام الماضي, لتصبح أمراض سرطان الكبد في المرتبة الثانية بعد سرطان المثانة بين الرجال ليصبح سرطان الكبد حاليا ثاني أنواع السرطان الأكثر شيوعا في مصر, كما أصبحت أمراض الكبد هي السبب الرئيسي للوفاة بين المواطنين في الفترة الأخيرة. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق