باقى الصور
فى الدليل السياحى لمحافظة أسيوط ستجد الكثير من المناطق الأثرية التى يمكن زيارتها فى هذه المحافظة، ومن بين هذه المناطق "قنطرة المجذوب"، التى أنشئت على مسافة 30 مترا جنوب شرق جامع المجذوب فى عصر محمد علي باشا، الذي أعاد بناءها سنة1251 ه _ 1835 م مكان قنطرة قديمة في نفس الموقع، وهى من أكثر الأماكن الأثرية جمالا فى المحافظة، لذا ستحرص على زيارتها قبل أى مكان أخر، وبمجرد أن تطأ قدمك ميدان المجذوب الكائنة به القنطرة ستستغرق بعض الوقت فى البحث عنها والسؤال بين المارة، ومن أن يدلك أحدهم على مكانها ستقف مكانك مذهولا من منظرها.
ذهولك لن يكون بسبب جمال المزار الأثرى وروعته، لكنه بسبب الصدمة التى ستتملكك فور النظر إليه، فترى بواقى من أجسام سيارات، وبعض الباعة الجائلين، وعدد من الأكشاك فوق جسم القنطرة نسه، وموقف لسيارات، وبعضها تم تحويله إلى مراحيض عمومية، وجزء أخر مكون من مقلب زبالة، وجزء منها تحول إلى مخزن كبير، والصدمة الكبيرة هى كسر جزء من السور الأثرى حتى تستطيع السيارات التى بداخل القنطرة شق طريقها إلى الخارج.
السيارات الموجودة داخل القنطرة ملك لمحافظة أسيوط، التى حولت القنطرة إلى موقف خاص لها، لذلك ترفض تطويرها وترميمها حتى تجد لنفسها مكان أخر تضع فيها سياراتها، هذا قال أحد الباعة الموجودين فى المنطقة، مؤكدا أن المحافظة نفسها تنتهك حرمة الأثر وتستغله لصالحها، فلماذا لا نعمل نحن أيضا، مؤكدا أن خطرهم طباعة جائلين على الأثر لا يمثل شيئ بالنسبة لخطر الأكشاك التى تمنح المحافظة لها التراخيص والسيارات الموجودة بالقنطرة والتى تؤثر بالطبع على سلامة المبنى نفسه.
أما سامية عبد التواب مسئول الآثار بالمنطقة قالت لليوم السابع فى تصريحات خاصة أن هذا الوضع مسئول عنه المحافظة ومجلس المدينة الذى استخرج مجموعة من الرخص لإقامة أكشاك أعلى جسم القنطرة الأثرية، وهو ما دفع الجميع للتعدى عليها، فإذا كانت المحافظة والمجلس المحلى لا يحافظون على المناطق الأثرية ولا يعلمون قيمتها فما بالنا بالمواطن العادى الذى يبحث عن لقمة عيش بأى شكل، مؤكدة أن القنطرة تحتاج فقط لإزالة التعديات وتفريغها من السيارات التى بداخلها، وبعض الترميم البسيط لتعود كما كانت من قبل، لكن المحافظة رفضت استخراج قرارات إزالة التعديات واستمرت فى منح الرخص للأكشاك.
وعن القنطرة نفسها قالت عبد التواب أنها كانت مخصصة للصرف الحوضي لمياه الري وهو نظام قديم عرفته مصر منذ أقدم العصور، ومن خلال الرسومات الموجودة فى كتاب وصف مصر يتضح أن شكل القنطرة كان عبارة عن ثلاثة عقود مدببة تستند علي ثلاث دعامات وضعت رأسيا بين فتحات العقود, كما يتضح باللوحة أن علي يمين الداخل للمدينة مسجدا هو مسجد المجذوب.، أما الطراز المعماري للقنطرة يشير إلى أنها تعود إلى العصر المملوكي، وتتكون القنطرة من جسم بني من الداخل بالطوب الأحمر وغلاف من الخارج بالحجر الجيري المنحوت وتتكون من ثلاثة عقود نصف دائرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق