كان المقدم عمرو الدردير, قد اتهم اللواء محسن مراد مدير أمن القاهرة الحالي بالتورط في محاولة تهريب مساجين من سجن المنيا خلال ثورة يناير.
وقال المصدر إذا كان كلام المقدم عمرو الدردير صحيحا فإنه بذلك سيواجه تهمة التستر على جريمة, لمضي أكثر من عام على واقعة هروب المساجين, وتساءل : “لماذا خرج في هذا التوقيت بالذات ليروي ما قال أنه حدث؟”.
وأوضح أن هناك نوعين من السجون, الأول السجون العمومية التي تخضع لإشراف مفتشي السجون, والنوع الآخر يُسمى السجون المركزية والتي يوجد بها المساجين الذين أشرفت مددهم على الانتهاء, وهي تخضع لإشراف مدير أمن المحافظة التابع لها, مؤكدا أن سجن المنيا لم يهرب منه أية مساجين خلال الثورة.
كان المقدم الدردير
قد أكد ان عدم استجابته لأوامر أحد مساعدي وزير الداخلية الحاليين هي من أنقذت سجن المنيا من تكرار وقائع هرب المساجين به .
وروي المقدم عمرو الدردير، مفتش مباحث سجون المنيا السابق والمفتش الحالي لمباحث سجن أسيوط، تفاصيل محاولة تهريب المساجين فى يوم 14 فبراير من سجون المنيا خلال ثورة 25 يناير خلال مداخلته مع الاعلامى حافظ المرازى على قناة دريم2 ببرنامج “بتوقيت القاهرة”.
وأضاف الدردير أنه ” كان متواجدا بمكان خدمته أثناء الثورة فى سجون المنيا، وكان معه ضباط محترمين وأكثر منه حرصا على البلد، وبدأ مسلسل هروب المساجين فى السجون فى يوم 29 يناير، حيث كان يهرب كل يوم مساجين من سجن بعينه حتى وصل عدد السجون 12 سجنا وعدد الهاربين منهم كان 26 ألف مسجون وقاموا بسرقة جميع الأسلحة فى الـ 12 سجنا “، وأوضح أنه لا ينكر أن هناك سجون تم اقتحامها من الخارج مثل سجن المرج وأبو زعبل ولكن ” باقى السجون المساجين اللى فيها هربت ازاى لابد أن يسال عنها قيادات مصلحة السجون فى هذا التوقيت “.
وأشار الدردير أنه كانت هناك محاولة لتهريب المساجين فى سجن المنيا فى يوم 14 فبراير، وكان فى هذا الوقت اللواء محسن مراد مدير أمن المنيا ـ مساعد وزير الداخلية الحالى لأمن القاهرة ـ وكانت الاتصالات قد انقطعت مع قياداتنا من يوم 28 يناير، وبناء عليه قمنا باتخاذ الاجراءات اللازمة دون الرجوع لأحد لشعورنا بالمسئولية، وظللنا فى مكاتبنا 38 يوما متصلة، وفى يوم 14 فبراير كان هناك 4 غرف مفتوحين وكان بهم ما يقدر بـ 150 إلى 160 سجينا، وذلك من اجمالى 1500 سجين بسجن المنيا، وقاموا الـ 150 سجينا بأخذ 4 أفراد كرهينة ووسيلة للضغط علينا للهروب، وكانت مفاتيح السجن وقتها معنا، وبعد أن أخطرنا المديرية وصل اللواء محسن مراد بعدها بعشر دقائق تقريبا، وطلبت منه أن يعطينى ضابط أمن مركزى بالغاز فقط حتى أقوم بالسيطرة على الموقف.
وتابع: ولكنى فوجئت برفضه تماما وأكثر من مرة استمر رفضه ما يقرب من ساعة إلا ربع، وكنت على علم أن المساجين يقومون بتكسير الغرف على زملائهم لمحاولة تهريبهم، حتى وصل عدد الغرف المفتوحة 113 غرفة بما فيهم نزلاء الاعدام ونزلاء شديدى الخطورة، وفى هذا الوقت تبادر فى ذهنى ما يقال عن الاهمال من رجال الأمن الذى لم أصدقه، ولكن صدقته فى اللحظة والموقف المتخازل للواء محسن مراد الذى تمتع ببرود أعصاب غير ملائم للموقف الذي نحن فيه.
وقال: رحت سـألته: سعادتك جاى تعمل ايه هنا بالظبط، فرد علي:” اتفضل خليك على مكتبك بره وأنا هتصرف”، فقولت له:”من ساعة ماجيت وانت ما بتتصرفش فى حاجة وبعد اذن حضرتك اللى فى دماغك ده مش هيتم عندى يعنى سعادتك مفيش مسجون هيهرب من سجن المنيا إلا على جثتى، بعدها أعطانى ظهره وتحدث فى الموبايل بتاعه وقالى:” اتفضل يا بيه كلم قولتله”، فرد عليه:”عدلى بيه فايد”، فقال لى عدلى بيه:”يا عمر يا ابنى أنا اخوك الكبير وخايف عليك اسمع كلام محسن بيه واطلع بره، فرديت عليه:”هو كل محد يكلمنى يقولى خليك بره، للمرة التانية بكررها أنا مش هسيب مكانى ومفيش مسجون هيهرب من سجن المنيا، وساعدنى ضباط جيش وقوت أمن وأمن مركزى شرفاء ـ رفض ذكر اسمهم خوفا من المساءلة القانونية ـ لإلغاء دور اللواء محسن مراد واقتحمنا العنبر وربنا وفقنا، وتمكنا من اخراج الافراد المحتجزين لدى المساجين، ونتج عن ذلك وفاة 3 مساجين وإصابة 11 آخرين.
وقال مفتش مباحث سجن أسيوط إنه أثناء نزوله بعد الاقتحام طلب أحد قيادات أمن محافظة المنيا حاليا منه الاعتذار لمحسن مراد، مضيفا ” دخلت له المكتب ومعى 4 أفراد من المصابين وقولت له:”حضرتك شرفتنى ومحدش عندنا هرب، وبعتذر لحضرتك عن أى أسلوب حاد فى كلامى مع حضرتك لأن كان كل غرضى الحرص على المكان، فرد عليه:”انت مش عارف انت عملت إيه يا بيه”، فقولت له:”معملتش حاجة غلط”، فرد علي:”أنا هوريك”، فقولت له:”و الله يا افندم ورينى”.
ثم فوجئت بعدها بندبى لإدارة البحث الجنائى فى القاهرة وأعقبها قرار بايقافي عن العمل فى 21 مايو، ثم قابلت اللواء منصور العيسوى فى يوم 6 يوليو وشرحت له ما حدث بالتفصيل، ويوم 20 فبراير قابلت اللواء محمد ابراهيم وحكيت له أيضا تفصيلا ولم يتم الرد عليه، وسئل الدردير أمام التفتيش بالمستندات 6 مرات.
وأوضح أن جهاز للتفتيش فى الوزراة لازال يعمل لصالح وزير الداخلية السابق حبيب العادلى، ” والعادلى بيه فى السجن، وطول ما الوزارة مقتنعة أنه لا يوجد قيادات تابعة لهذه القيادات المحبوسة فالوزارة لم تتقدم خطوة واحدة للأمام “.
وقال مفتش مباحث سجون المنيا سابقا، إن اللواء البطران توجه لسجن الفيوم على الرغم من توجه لسجن القطا، وكان الغرض فى يوم وفاته أن يثار أن الله توفى اللواء البطران فى سجن الفيوم، وهذه النقطة يُسأل فيها قيادات مصلحة السجون، مشيرا أن اللواء البطران توجه إلى سجن الفيوم يومين متتاليين في 26 و27 يناير، بسبب وقوع أحداث شغب بداخل هذه السجون، وكان يحضر من القاهرة للفيوم للسيطرة عليها، وأعطى أوامر بعدم فتح السجون، لأن الأيام التى تمر بها مصر فى هذا الوقت عصيبة”.
و” لكن فى اليوم التالى خالف مدير سجن الفيوم تعليماته، وقام بفتح السجن بالكامل وهرب جميع المساجين من السجن ووصل اجمالى الهاربين 4 آلاف و500 سجين، وتم ترقية مدير السجن بعد تهريبه المساجين بالكامل وبقى مساعد الوزير للسجون كلها، ” واحد مقدرش يحافظ على سجن مسكوه سجون مصر كلها، وفى مقتل اللواء البطران كل الشواهد تؤكد وجود خطأ “، حسبما قال المقدم أحمد الدردير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق