يروي الدكتور كمال عبده خير الله، أستاذ المحاصيل وصاحب المشروع بجامعة أسيوط، أن الخطوات بدأت باستنباط عدد من السلالات المبشرة من عشائر متعددة الآباء وأخرى ثنائية الآباء تتفوق على الأصناف التجارية المزروعة، وذلك من واقع العديد من التجارب التى تم إجراؤها فى محافظات المنيا وبنى سويف وأسيوط وقنا وكفر الشيخ، والتى أثبتت قدرتها على التأقلم مع الظروف المناخية القاسية وارتفاع إنتاجيتها ومقاومة صدأ القمح.
أضاف خيرالله
أن ذلك استلزم اتباع برنامج للتربية لاستنباط هذه السلالات بدأ عام 1986، وبتقييم عدد كبير من الأصناف التجارية المحلية والمستوردة، لمدة لعامين متتالين، ومن خلال هذه التجارب تم اختيار عدد من الأصناف والسلالات المحلية والمستوردة والتهجين بينها وعمل عدد كبير من الهجن متعددة الآباء وثنائية الآباء من التراكيب الوراثية السابقة على مدى ثلاث مواسم أخرى.
كما أشار إلي أن الخطوة التالية كانت تسجيل النسب والتجميع مع النسب على نواتج هذه الهجن، وتم بعدها إجراء الانتخاب فى الأجيال الانعزالية حتى وصلت السلالات المنتخبة إلى الجيل العاشر وعلى درجة عالية من الأصالة الوراثية، مضيفا أنه كان من الضرورى بعد ذلك إخضاع هذه السلالات المنتخبة لتجارب مقاومة محصولية أولية للسلالات، وهو ما تم فى مزارع كلية الزراعة بأسيوط وسوهاج تحت نظام الرى بالرش، كما تم تقييم السلالات المتفوقة محصوليا على الأصناف المحلية التجارية فى محافظة كفر الشيخ فى مقاومة أمراض الأصداء.
وأوضح أن النتائج النهائية بعد رحلة طويلة من البحث والعمل والتجربة أثبتت تفوق السلالات التى تم انتخابها وهى أسيوط1 (سلالة 103)، وأسيوط 2 (سلالة 106) فى جميع مراحل وخطوات التقييم على الأصناف المحلية التى تطرحها وزارة الزراعة مثل جيزة 168، كما ثبت قدرتها على مقاومة أمراض الأصداء، فضلا عن تميزها بالمحصول المرتفع الذى تتعدى 30 أردبًا للفدان والتبكير فى النضج بنحو 25 يوما وسمك الساق وزيادة عدد الخلفات ووزن الحبوب والخصوبة، حيث تحتوى كل سنبلة على 6 سنابل صغيرة ترتفع عدد الحبات إلى 100 حبة فى مجموع السنابل، كما ثبت قدرة بعض هذه السلالات على مقاومة الحرارة والجفاف والملوحة.
وأكد خيرالله، أنه بالإمكان الوصول بالأصناف الحالية إلى أقصى إنتاجية بتحسين حزمة التوصيات وخدمة المحصول من الزراعة حتى الحصاد، وهو ما يؤدى إلى زيادة الإنتاجية بمقدار من 10 إلي 15% ورفع سعر الناتج من القمح، وتوفير مستلزمات الإنتاج من الأسمدة والمبيدات الخاصة بمقاومة الآفات التى تصيب المحصول، وهو مايؤدى إلى تشجيع المزارعين على زيادة مساحة زراعة القمح.
يذكر أن القمح هو المحصول الاستراتيجى الأول فى مصر والعالم، وتزرع مصر منه نحو 2.5 مليون فدان تنتج نحو 6 ملايين طن تقريبًا، بينما تستهلك ضعف هذه الكمية، وهو ما يوازى 10 إلي 12 مليون طن مما يعنى أن حجم الاستيراد يتجاوز 6 ملايين طن سنويًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق