ودع منتخب مصر التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية المقررة بداية العام المقبل بجنوب إفريقيا, رغم تعادله مع منتخب إفريقيا الوسطي1/1 في المباراة التي أقيمت بينهما أمس بالعاصمة بانجي في إياب الدور الأول لهذه التصفيات.
وبذلك يغيب منتخب مصر عن نهائيات البطولة للمرة الثانية علي التوالي, بعد احتفاظه بلقبها3 مرات متتالية, وهو الأمر الذي يشكل صدمة للجماهير المصرية ويصعد بإفريقيا الوسطي إلي الدور الثاني من التصفيات ويسجل إقصائها بطل إفريقيا السابق في سجلات تاريخ كرة القدم بالقارة السمراء.
لم يكن منتخب مصر جيدا بالقدر الذي يمكنه من التفوق علي دفاعات منافسه أو حتي إيقاف هجماته المرتدة السريعة وهذا ما ترتب عليه تقدم أبناء بانجي في البداية بهدف كيتو وإدراك عماد متعب التعادل في الشوط الثاني, ويبدو أن نتيجة الذهاب جعلت المهمة صعبة حتي تحولت إلي الاستحالة رغم المحاولات الهجومية لمنتخب مصر في الدقائق الأخيرة للمباراة, ولكن كل ذلك لم يفد في شيء وهذا ما وضح خلال سيناريو اللقاء في السطور التالية:
شهدت البداية تغييرات في
تشكيل منتخب مصر قد يفسرها البعض بأنها اضطرارية لاستبعاد زيدان وإصابة المحمدي, ولكنها في الحقيقة كانت ضرورية لتأمين النواحي الدفاعية بوجود حسام غالي بجوار أحمد حجازي وفي الجانبين سيد معوض( يسارا) وأحمد فتحي( يمينا), وكذلك الحفاظ علي التجانس الموجود في الوسط بين حسني عبدربه والنني إلي جانب التكوين الهجومي الذي تمني برادلي أن تكون عودة عماد متعب إضافة لمجهودات مثلث أبوتريكة ـ جدو ـ محمد صلاح, وهذه كانت الرؤية الفنية للتعديلات الفنية التي أرادها برادلي في تشكيل البداية أمام إفريقيا الوسطي, ولكن ماذا حدث بعدها؟!
الفاعلية الهجومية لم تكن موجودة بشكل حقيقي للمنتخب الوطني سوي في انطلاقات محمد صلاح ناحية اليمين, فحاول الهروب بواحدة قبل أن يقع أرضا وهو يجري داخل منطقة مرمي المنافس, ولكن الحكم لم يحتسب شيئا وبعدها لعب صلاح كرة عرضية وصلت بشكل غير متوقع لعماد متعب ولكنها طاشت من بين قدميه, باستثناء ذلك كانت دفاعات إفريقيا الوسطي صامدة, فظهر منتخب مصر عاديا طوال الدقائق العشرين الأولي, لدرجة أن تركيزه الهجومي لم يكن فعالا وجعله مندفعا فقط للأمام وهو فتح الطريق للهدف الأول لإفريقيا الوسطي برأس فوكس كيتو في الدقيقة24 من الشوط الأول بعد أن لعب كرة خادعة برأسه ارتطمت بأرضية الملعب التي غيرت اتجاهها لتخدع الحضري وتذهب في مكان مختلف عن الذي يقف فيه وتسكن الكرة الشباك وتصعب مهمة منتخب مصر!
حاول المنتخب الوطني تجميع قواه بعد أن تحول إلي موقف الخاسر, ولكن السيطرة لا تفيد وسط التحضير البطيء للهجمات التي يفسدها المنافس بسهولة, ويقدم درسا في التحول الهجومي, حتي إن كان علي استحياء من خلال سرعة لاعبيه في الأمام وفارق السرعات ظهر كثيرا في أكثر من موقف, وبالتالي لم يكن أداء منتخب مصر مقنعا أو مطمئنا مع انتهاء الشوط الأول رغم استمرار الأمل في أن تتعدل الصورة في الشوط الثاني ويتأقلموا علي أرضية الملعب.
لم تكن محاولات المنتخب الوطني مجدية في بداية الشوط الثاني لتعديل النتيجة رغم التعديلات الهجومية المتتالية بمشاركة تمساح وأحمد حسن مكي بدلا من جدو والنني ولكن أصحاب الأرض كانوا يقظين كثيرا, ولكن هذا لا يمنع أن برادلي نجح في نقل لاعبي مصر إلي السرعة الهجومية بشكل يختلف عن الشوط الأول, ولكن الهجوم دون أهداف لا يفيد علي الإطلاق.
عموما استمرت محاولات المنتخب الوطني حتي أثمرت عن هدف التعادل الذي تأخر حتي الدقيقة72 وسجله عماد متعب بعد تلقيه تمريرة جيدة من أحمد تمساح استغلها متعب ومرت كرته إلي شباك إفريقيا الوسطي فكان التعادل. بعدها حاول برادلي الحفاظ علي تلك الحالة الهجومية والبحث عن أهداف جديدة, رغم صعوبة المهمة, فأشرك دودي الجباس, بدلا من محمد صلاح علي أمل أن يخطف هدفا جديدا, لتعديل الصورة علي الأقل, ولكن الوقت بدأ ينفذ رويدا رويدا, ويسرق منتخب مصر مستدرجة نحو الخروج من تصفيات كأس الأمم الإفريقية رغم كل الضغوط والمحاولات الهجومية في الدقائق الأخيرة لأن التعادل بهدف مقابل هدف لن يفيد في بانجي بعد الخسارة3/2 في برج العرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق