أقامت الجماعة الإسلامية ندوة بمسجد الفردوس فى مركز الغنايم بأسيوط بحضور كل من الدكتور عصام دربالة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية وحمادة نصار المتحدث الرسمى باسم الجماعة الإسلامية.
وقال عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة، إن هناك تحديات كبيرة تواجه الرئيس المنتخب، محمد مرسى، وأهم هذه التحديات هى محاولة إفشال الرئيس المنتخب بوضع العراقيل فى طريقه، وافتعال الأزمات الحادة، وتقييد صلاحياته فى الوقت الذى يطالبونه بحل كل المشاكل المستعصية التى تمرّ بها البلاد.
وأوضح دربالة أن الله سبحانه وتعالى حمى الثورة المصرية من إجهاضها عبر سيناريو فرض الفريق أحمد شفيق رئيسًا للبلاد لإعادة إنتاج النظام السابق، إلا أن هناك من أعدّ سيناريو شريرًا بديلا ً لملاحقة الثورة من جديد، والسيناريو الشرير باختصار هو العمل المخطط لإفشال الرئيس القادم ، وهو ليس بجديد علينا فقد تم تطبيقه من أشهر معدودة لإفشال مجلس الشعب عند تحميله المسئولية عن الأزمات المفتعلة.. سواء كانت تتعلق بالأمن أو توفر السلع الضرورية فى ظل حملة إعلامية مكثفة ظالمة ضد التيار الإسلامى وإشاعة مشاعر الخوف والقلق منه وبث الكراهية للثورة والثوار واتهام مجلس الشعب أنه انحرف عن رعاية مصالح الجماهير وغير قادر على حل الأزمات رغم مرور خمسة أشهر على تشكيله.. حتى صدور حكم المحكمة الدستورية العليا المثير للجدل بحل المجلس.
وقد بدأ بالفعل هذا السيناريو سواء فى القنوات الفضائية التابعة للفلول.. أو من خلال إلصاق بعض الأمور المختلقة بالملتحين مثلما حدث فى بعض الأماكن من قيام بعض الأفراد الذين أطلقوا لحاهم لملاحقة الفتيات بالوعيد إذا لم يتحجبن، وتم اكتشاف أن هؤلاء من الأمن الوطنى خليفة أمن الدولة السابق.
لكن أخطر هذه الأدوات هو ما قرره الإعلان الدستور المكمل أو المقيد الذى سلب العديد من صلاحيات رئيس الجمهورية، مما يجعله مسئولا عن الأوضاع فى البلاد دون وجود سلطة كاملة لديه لمواجهة الأزمات أو المشكلات.
ولذلك قد نرى فى القريب العاجل مزيدًا من الأزمات المفتعلة والقلق والاضطراب الأمنى المصطنع والحملات الإعلامية الظالمة ضد رئيس الجمهورية، وسوف يستمر استخدام سلاح الشائعات والمال الحرام لتزييف وعى المواطنين.
وأكد دربالة أن نجاح هذا السيناريو متوقف على توحد القوى الوطنية والثورية والإسلامية ويقظة وذكاء وإيمان الشعب المصرى وتكامل الميدان مع مؤسسة الرئاسة والقرارات الحازمة.
فيما قال حمادة نصار المتحدث الرسمى باسم الجماعة الإسلامية بأسيوط،
أنواع التمكين فى الأرض التى ذكرها القرآن الكريم، حيث ذكر أنّ القرآن أشار فى آياته إلى نوعين من أنواع التمكين، النوع الأول ذكره فى سورة القصص حين قال تعالى "ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا فى الأرض ونجعلهم أمة ونجعلهم الوارثين، ونمكن لهم فى الأرض" فقد رتب الله تعالى التمكين فى الأرض هنا على وصف الاستضعاف الذى قد يقع لعباده فى الأرض ولا يشترط أن يكونوا مؤمنين، لأنّ التمكين هنا تمكين ذوات، وتمكين إرادات وليس تمكيناً للدين كالنوع الثانى الذى ذكره الله تعالى فى سورة النور حيث قال "وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم، وليمكننّ لهم دينهم الذى ارتضى لهم" فالتمكين هنا غير التمكين هناك، فهنا تمكين للدين أما تمكين القصص فهو تمكين للأنفس حيث يسترد الناس إرادتهم المصادرة، ويستمتعون بكامل حريتهم بعدما كانت مقيدة مكبلة بفعل الطغاة المستبدين من الحكام، وهذا النوع من التمكين يمكن أن نفسر به أحداث ثورة ٢٥ يناير، بل وكل الثورات التى وقعت فى العالم قبل ذلك، ثم طالب الحضور بالعمل الجاد والجهد المتواصل على نقل الثورة المصرية التى نعيش اليوم تجلياتها من تمكين سورة القصص إلى تمكين سورة النور، أى من التمكين للذوات والأنفس إلى التمكين للدين، لأن الله تعالى هو الذى أمرهم بهذا العبور والانتقال بدليل قوله تعالى فى سورة الحج "الذين إن مكناهم فى الأرض أقاموا الصلاة وأتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور" ثم تعرض لما يظنّ أنّه حكمة إلهية من وراء تقارب النتيجة بين الدكتور مرسى والمنافس الآخر إلى هذا الحد الذى يمكن تجاوزه واللعب فيه لصالح الآخر، وكيف كان هذا الأمر المقلق سبباً لسقوط أقنعة بعض المزايدين من مدعى الثورية الذين سارعوا إلى خلع بزة الثوار وعادوا إلى سيرتهم الأولى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق