الأحد، 9 سبتمبر 2012

حلم «نادى» بتطهير أسيوط من السلاح ينتهى بمقتله هو ونجله بـ50 طلقة وشكاوى لرئيس الجمهورية ومدير الامن باسيوط بتطهير اسيوط من البؤر الاجرامية


الغرفة التى وقعت داخلها الجريمة
«مرسى ده طلع راجل يا زكريا يا اخويا»..
يتذكر «زكريا عبدالرحيم» بهذه الجملة حواره الأخير مع شقيقه نادى، 47 سنة، فلاح، وتغيم عيناه خلف سحابة من الدموع، وهو يستعيد تلك الليلة التى انتهت فيها حياة شقيقه ونجله أحمد 14 سنة: «موتوه هو وابنه بـ50 طلقة ولاد الحرام» ويضحك بأسى: «كان بيقولى مرسى طلع راجل، لم السلاح من قنا كلها، عقبال أسيوط يا جدع».
لن ينسى زكريا تلك الليلة، ولا آخر أمنيات شقيقه، التى لم يعش حتى يراها تتحقق، ففى لحظة استيقظت من العدم خصومة ثأرية عمرها 22 سنة بين عائلتهما «الشرفة» وعائلة «بدوى» بقرية دمنهور التابعة لمركز منفلوط بأسيوط، وقررت الأخيرة الانتقام، رغم عقد صلح بين العائلتين منذ 11 سنة، وتربص 8 أشخاص بالمجنى عليه هو ونجله أثناء رى أرضهما وأمطروهما بوابل من الرصاص.
اعتقدنا أن الخصومة انتهت، والكلام لزكريا الذى نجا من الموت بأعجوبة: «ثأرنا مع عائلة بدوى عمره 22 سنة، وانتهى فعليا عام 2003 بعد توقيع اتفاق صلح، والأمور مشيت تمام وكل حاجة، لكن من سنتين أو تلاتة ناس قالت لنا ان ولاد بدوى ناويين ياخدوا بالتار، بس احنا قلنا ان فيه صلح واتفاق ومستحيل يكونوا بيفكروا فى كده».
متحدثا عن يوم الجريمة قال زكريا إن شقيقه كان يروى الأرض، وأثناء وجوده بالقرب من غرفة ماكينة الرى، طلب من ابنه أحمد إحضار «الطين» لتجهيز الماكينة، وفى تلك اللحظة حاصرهما 8 أشخاص يحملون أسلحة آلية وأطلقوا النار بكثافة فى الهواء لإرهاب الأهالى ومنعهم من الخروج من منازلهم، ثم أطلق 3 منهم أكثر من 36 طلقة على شقيقه فى مناطق متفرقه بالجسم، ثم تحركوا إلى غرفة الماكينة التى اختبأ بها «أحمد»، وأطلقوا النيران
عليه هو الآخر، مما أدى إلى مصرعه فى الحال ثم فروا هاربين.
كنت بالقرب من أخى، يواصل زكريا، وكانت نيرانهم ستقضى علىّ أنا الآخر، لكن الله كتب لى عمراً جديداً، اختفيت عن أنظارهم بأعجوبة، ولم يرَنى منهم أحد، وبعد فرارهم أسرعت إلى مكان الحادث: «رأيت أخى غارقاً فى دمائه، لكنه كان على قيد الحياة، بينما كان ابنه داخل غرفة الرى ملقى جثة هامدة على الأرض».
«الصدمة شلتنى، ما عرفتش أتحرك من مكانى، كنت بصرخ والطم زى الحريم، أخويا مضروب بحوالى 30 رصاصة أو أكتر وغرقان فى الدم، وابنه شوية لحم معجونين فى عضم، كنت بجرى بينهم زى المجنون».
اتصل الأهالى بالنجدة والإسعاف، ولم تحضر الإسعاف إلا بعد ساعة من الإبلاغ، وفى الطريق للمستشفى شعر أخى بضيق فى التنفس واحتاج للأكسجين، فطلبت من المسعف وضعه على الجهاز، فقال: «مفيش أكسجين».
ويشرح: «لم يكن الثأر وحده هو ما أودى بحياة أخى، وإنما إهمال وتجاهل أطباء المستشفى الجامعى أيضاً؛ حيث وصلت الإسعاف للمستشفى الجامعى فى الساعة الثامنة صباحاً، ولم يدخل غرفة العمليات إلا الساعة الواحدة والنصف ظهراً، متجاهلين تماماً ما به من طلقات نارية ونزيف حاد، وخلال هذه الفترة طلبوا منا التبرع بالدم، وعند ذهاب المتبرعين لبنك الدم، اتصل المسئول بطلاب كلية الطب حتى يقوم بشرح كيفية سحب الدم من المتبرعين دون مراعاة الظرف وحالة المصاب التى تتدهور نتيجة النزيف المستمر، وعدم وجود طبيب يعمل على إيقاف النزيف، بحجة أن المريض يحتاج إلى طبيب عظام، وأن هذا التخصص غير موجود فى هذا الوقت.
ولفت زكريا إلى أن الخصومة الثأرية بين العائلتين تعود أحداثها إلى 22 عاماً مضت، إثر مشادة كلامية بين شخص يدعى عبدالعال، من عائلة «بدوى»، وعلى شوقى، من عائلة «الشرفة»؛ حيث أطلق عبدالعال أعيرة نارية صوبها على شوقى، الأمر الذى أودى بحياته، وبعدها قتل عبدالعال على أيدى مجهولين فتم اتهام شقيقة ووالد على شوقى، وتمت تبرئتها من قِبل القضاء، وفى عام 2003 وبعد مصرع المتهمين السابقين فى مقتل عبدالعال فى حادث سيارة تدخلت قوات الأمن وتم الصلح بين الطرفين كما تم وضع شرط جزائى لمن ينقض الصلح ويتعرض للآخر فى المحضر رقم 5006 لسنة 2003.
ومنذ عام 2003 حتى عام 2010 وصلتنا أخبار عن عزم أبناء بدوى على الأخذ بثأرهم، وتجاهلنا هذا الكلام تماماً، فإذا بهم ينقضون الصلح ويأخذون ثأرهم من أخى وابنه الوحيد، مضيفاً: «تدخلت الشرطة عقب الدفنة وأخذنا العزاء، وربنا ينتقم لنا».
زكريا قال إنه أمام النيابة كل من: ناجح ع (45 سنة)، وشقيقيه فرغلى (45 سنة - فلاح)، وعامر ع (32 سنة - فلاح).
وحتى هذه اللحظة لا يزال المتهمون هاربين، ولا تزال أمنيه نادى بتطهير أسيوط من السلاح معلقة، لم تتحقق بعدُ.
سعاد أحمد

هناك تعليق واحد:

  1. (ان لله وان اليةراجعوان ) وربنا ينتقم منهم هموامثلهم وان نشاء الله اجرك عند الله)معلشي ده ثقافة الصعيد اوالميراث الذي وراثوه عن الاباء من قبل وميراث عهد الكلب الذي اههمل الصعيد وابناء الصعيد اين مشياخ الازهر ودور الدين اين الدخلية والذي اعرفهوا انا والو راجل شرطة نزلة اي قرية من هذه القرية عسكرا واحد ما تليقي داكر مسك سلاح (حسبي الله ونعم الوكيل

    ردحذف

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...