الجمعة، 28 سبتمبر 2012

السحابة السوداء تخنـق أســيوط بسبب حرق المخلفات الزراعية


السحابة السوداء تخنـق أســيوط<br>
المزارعون يحرقون المخلفات الزراعية‏..‏ والسيدات يلجأن للأفران البلدية لمواجهة أزمة البوتاجاز

كعادتها السنوية عادت السحابة السوداء لتخفي سماء أسيوط الصافية وتصيب المواطنين بالاختناق من خلال المواد السامة التي تحملها تلك الادخنة من جراء قيام المزارعين بإحراق المخلفات الزراعية دون ان يعوا خطورة هذا العمل حيث يسارع المزارعون واغلبهم من اصحاب دون ان خطورة هذا العمل حيث يسارع المزارعون واغلبهم من اصحاب الملكيات الصغيرة أو الارض المؤجرة لتجهيز الاراضي للمحاصيل الشتوية التي اصبحت تتغير مواعيد زراعتها طبقا للظروف المناخية خاصة محاصيل البرسيم والفول البلدي والحلبة التي تحتاج الي التبكير في زراعتها وهو ما يؤدي الي حصاد جيد بالنسبة للفلاح اما الاثار السلبية الناتجة عن حرق تلك المخلفات في الغالب فيكون الفلاح غير معني بخطورتها علي مستوي صحة الانسان والحيوان أو حتي علي مستوي البيئة المحيطة بها ولكن ما يهمه في النهاية العائد من المحاصيل الزراعية فيلجأ الي التخلص سريعا من تلك المخالفات بحرقها في الهواء المكشوف وهنا تكمن المشكلة‏!‏
بداية يقول جمال عبدالرحيم عثمان من اهالي مركز الغنايم

لقد استيقظنا من نومنا لنجد السماء مظلمة والادخنة كثيفة وتخترق منازلنا والاطفال الصغار عاجزين عن التنفس وحاولنا غلق الابواب والشبابيك الخاصة بالمنزل ولكن دون جدوي حيث خترق الدخان الكثيف جدران المنزل وفوجئنا فيما بعد ان تلك الادخنة الكثيفة ناتجة عن قيام بعض المزارعين بحرق مخلفاتهم الزراعية للتخلص منها دون تقدير حجم الكارثة والمعاناة التي يتسببون فيها لإيذاء الآخرين من المواطنين البسطاء‏.‏
ويضيف حامد سيد لطفي مزارع ان التخلص من نفايات الزراعة واعداد الارض وتجهيزها لموسم زراعي جديد هو امر ضروري للحاق بموسم الزراعة الشتوي خاصة ان التأخير في الزراعة يضر بناتج المحصول وهو ما لايستطيع احد من المزارعين تحمله خاصة ان الزراعة اصبحت تمثل عبئا عل يالمزارع في ظل الاسعار المتدنية للمحاصيل والتي لا تكاد تفي بمصروفاتها فلذلك يتم حرق تلك المخلفات سريعا وشاركه في الرأي محمود عويس فهمي مزارع ان تكاليف الزراعة من ري وتجهيز للارض وشراء البذور والسماد والكيماوي بات امرا مكلفا للغاية ولا يتوازي مع عائدات المحاصيل الزراعية وهو ما يكلف الفلاح اعباء مالية ضخمة وهو ما يعني انه ليس امامه حل للتخلص من المخلفات الزراعية سوي بحرقها خاصة ان نقل المخلفات الزراعية بعيدا عن الارض سيكلفه مبالغ اضافية تتمثل في قيمة النقل وكذلك اجرة العمال الذين سيقومون بنقل تلك المخلفات الي الجرار الزراعي وهي عملية مكلفة للغاية‏.‏
وقال حمدي عبدالرحيم عامر مزارع اننا نسمع وعودا كثيرة من المسئولين بحل ازمة المخلفات الزراعية ولكن دون جدوي حيث لا نجد من يوجهنا الي كيفية التخلص الآمن من المخلفات لذا نقوم بحرقها خاصة وان تكلفة التخلص الآمن منها تكبد المزارعين مبالغ اضافية لذا نحن علي اتم استعداد لتسليمها بالمجان للحكومة لتفعل بها ما تشاء وتستفيد بها من خلال تلك المشروعات التي يرددونها بإعادة تدوير تلك المخلفات وصناعة الاسمدة وعلف المواشي‏.‏
واوضح فتحي عبدالواهب خليفة مدرس ان المحسوبيات والمجاملات هي التي ادت بنا الي هذا الوضع الكارثي حيث ادي تخاذل مسئولي الزراعة والبيئة عن تحرير مخالفات ومحاضر للمخالفين الي انتشار تلك العادة السيئة التي تنشر في الجو سموما لا حصر لها وتسبب الامراض للمواطنين والاختناق لمرضي الصدر والربو‏.‏
وحذر الدكتور عاطف القرن استاذ الامراض الصدرية بكلية الطب بجامعة اسيوط من هذا النوع من انواع تلوث الهواء بالغازات الناتج عن احتراق الوقود الحيوي والذي يؤدي الي انبعاث بعض الغازات الضارة والمهيجة والخانقة مثل ثاني اكسيد الكربون واكاسيد النيتروجين التي تؤدي الي اعراض مثل ضيق التنفس والسعال والتهاب الحلق وتؤثر تأثيرا مباشرا علي الشعب الهوائية والرئتين وينتج عنها امراض الالتهاب المزمن للشعب الهوائية والسدة الرئوية وحساسية الصدر والانف والتليف الرئوي بالاضافة الي ضيق التنفس‏.‏
وفي تعقيب للمهندس احمد رفعت وكيل وزارة الزراعة بأسيوط اكد انه مع بداية حصاد المحاصيل الصيفية اعتبارا من شهري سبتمبر واكتوبر من كل عام تبدأ ظاهرة السحابة السوداء في سماء مدينة اسيوط نتيجة لقيام بعض المزارعين بالحرق المكشوف للمخلفات الزراعية بغرض سرعة اخلاء الارض الزراعية لاعدادها للمحاصيل الشتوية غير مبالين بالاضرار الناتجة عن هذا التصرف واثاره علي مرضي الصدر وكبار السن والاطفال علاوة علي التأثير علي خصوبة الارض الزراعية بقتل الكائنات الحية الدقيقة النافعة الموجودة بالتربة نتيجة لحرارة النيران وتزايد معدل الحوادث في الطرق الزراعية بسبب انعدام الرؤية من الادخنة المتصاعدة وللحد من هذه الظاهرة‏.‏

وائل سمير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...