أوشكت المائة يوم أن تنقضي ،أو انقضت، ولم يتحقق الكثير ومازال الاستقرار حلماً بعيدَ المنال.
لكن أهم ما يميز المرحلة الحالية هو تصاعد وتيرة المطالب الفئوية، لتشمل فئات عديدة تكاد تشمل كل موظفي الدولة تقريباً.. المعلمين، الاطباء، موظفى الجامعات وشركات القطاع العام، والخاص أيضاً.
ومن حينٍ إلي آخر تضم أيضاً بعضُ العاملين بالداخلية من ضباط وصف ضباط... وهكذا فلا صوتَ يعلو فوق صوت المطالب الفئوية.
والحقيقة أنَّ تلبية كل هذه المطالب دفعةً واحدة أمرٌ مستحيل علي أى حكومة في العالم ، وإن تم فإنه سيؤدى حتماً إلي تضخم رهيب وارتفاعٍ مهول في الاسعار يلتهم أي’ زيادة في الرواتب.
إلا أن الدولة والحكومات المتعاقبة أخطأت خطأً فادحاً عندما استجابت لبعض الفئات -كالشرطة وأساتذة الجامعات وموظفي الحكم المحلي-، ولم تستجب للآخرين، وهو ما أثار حفيظة تلك الفئات التي لم تنل الزيادات المرضية في مرتباتها كالمعلمين والاطباء وغيرهم، ويبدو أنهم مصممون علي التظاهر والاضراب حتي ينالوا ما يطلبون ويستحقون أيضاً.
يأتي ذلك في ظل ما كشفت عنه أحداث السفارة الامريكية من أن شياطين الانس من فلول النظام البائد والقوى المعادية للنظام الحاكم حالياً، مازالت تعمل علي تخريب وتدمير البلاد لافشال الثورة والانتقام منها ومن مصر كلها.
وعلي صعيد آخر مازالت سيناء تعيش عدم الاستقرار ومازالت الهجمات الارهابية علي نقاط الشرطة تتواصل، رغم التواجد العسكرى المكثف والحملات الصاعقة المتواصلة علي معاقل الارهابيين، ذلك الوجود الذى يثير قلق اسرائيل ويتسبب في حشدها لقوات كثيفة من كتائب "نسائية"علي الحدود (ولا أعرف السبب في كونها نسائية).
وهكذا فإن التوتر وعدم الاستقرار
علي كافة الاصعدة هو سمة المرحلة، يضاف الي كل ذلك وعلي الصعيد الخارجي ما تردد عن عدول الولايات المتحدة عن إعلانها إلغاء مليار دولار من ديون مصر المستحقة لامريكا، مما ترتب عليه إلغاء زيارة الرئيس مرسي لامريكا لتمر العلاقات بين البلدين بأسوأ أزمة منذ الثورة وهي أزمة مرشحة للتصاعد في ظل الضغوط الانتخابية التي يتعرض لها الرئيس الامريكي حالياً.
والحقيقة أَّنَ الرئيس والحكومة في وضعٍ لا يحسدان عليه البتة، فالاوضاع مرشحة للانفجار في أية لحظة، داخلياً وخارجياً.
وأرى ضرورة مصارحة الشعب بحقيقة الاوضاع وضرورة تلبية بعض المطالب الفئوية علي مراحل زمنية، خاصة المعلمين والاطباء
أما عن الاستثمارات التركية والايرانية والعربية والاوروبية فلابد من استعجالها.
وختاماً فإنني أؤكد أن الازمة الخانقة التي تمر بها الامة تحتاج تضحيات مخلصة من الجميع وتضافر كل القوى وإعلاء المصلحة الوطنية علي المصالح الحزبية والفئوية.
إن الجميع في مصر أمام مسئولية تاريخية لإنقاذ مصر من الانهيار، ولن يرحم التاريخ أحداً لم ينهض بمسئوليته أو ساهم في تفاقم الازمات وصنعها ولن يرحمه أيضا شعب مصر ولن يفلت من العقاب إن آجلاً أو عاجلاً.
ahmadaboudaif@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق