طبقت مصر نظام التطعيم منذ أكثر من 15 عاما ومنها مصل الغدة النكافية حتي تحمي أطفالنا ضد المرض وتعطيهم مناعة مدي الحياة ولكن حدث العكس وظهر المرض بصورة كبيرة تهدد صحة أطفالنا ويبقي السؤال الذي ننتظر إجابة له هل أمصال وزارة الصحة عديمة الجدوي أم ان نقص مناعة أطفالنا كما يدعي المسئولون هو سبب مرض الغدة النكافية؟!
تقول "م.ن" والدة الطفل أحمد علي بالصف الرابع الابتدائي انني طعمت نجلي ضد مرض الحصبة والغدة النكافية عندما كان عمره عامين وأخبرنا الأطباء ان هذا المصل سيعطيه مناعة مدي الحياة وصدقت كلامهم لكنني فوجئت منذ حوالي اسبوعين بارتفاع درجة حرارته وتضخم والتهاب اللوزتين وكانت مفاجأة لي عندما أبلغني الطبيب انه مصاب بالغدة النكافية ويجب عزله عن باقي أفراد أسرته وعدم الاختلاط مع زملائه بالمدرسة لعدم انتقال العدوي لأشقائه وبعد شفاء نجلي باسبوعين ذهبت إلي إدارة مدرسة بلال الشرابية لادخال نجلي لكنهم رفضوا بحجة ان فترة النقاهة هي أخطر فترات العدوي.
يضيف جمال العربي من شبرا الخيمة:
قمت بتطعيم نجلتي البالغة من العمر 12 عاما ضد مرض الحصبة الألماني والغدة النكافية رغم ذلك أصيبت بفيروس وهذا دليل أكيد علي ان أمصال وزارة الصحة مغشوشة مطالبا الدكتور مرسي والنائب العام بضرورة فتح ملف الأمصال المستوردة وبيان مدي فاعليتها.
يؤكد المهندس عمرو فوزي ان الأمصال التي تعطي لأطفالنا عديمة الجدوي فمعظم الأطفال تم تطعيمهم خلال الثلاث سنوات الأولي من عمرهم رغم ذلك نسبة الاصابة بالغدة النكافية في تزايد مستمر مما ينذر بتفشي المرض وتحوله إلي وباء. مطالبا بتحديد جهات رقابية يكون دورها الأساسي متابعة الواردات من الخارج خاصة الأدوية والمواد الغذائية.
من جانبها تري الدكتورة مها مراد استاذ طب الأطفال جامعة القاهرة ورئيس مستشفي أبوالريش سابقا ان فيروس الغدة النكافية ممكن أن يصيب الشخص البالغ أيضا حتي لو تم تطعيمه وذلك إذا كانت مناعته ضعيفة وان فترة العدوي هي "قبل الظهور ب 24 ساعة فقط" مما يصعب من مهمة الأطباء اكتشاف العدوي مبكرا.
يوضح الدكتور كمال كريم استشاري طب الأطفال: ان التزايد المستمر في عدد حالات الاصابة بالغدة النكافية خاصة بين طلاب المدارس يشير إلي انهم لم يأخذوا التطعيم لهذا المرض أو ان الأمصال التي تعطي لأطفالنا المادة الفعالة بها ضعيفة وهو الاحتمال الأرجح حيث ان أكثر من 90% من الأمصال يتم استيرادها من الهند لرخص ثمنها.
لذا يطالب بضرورة تشديد الرقابة علي الأمصال الواردة من الخارج والتأكد من فاعليتها أو أن يتم الاستيراد من دول الاتحاد الأوروبي.
ويشير الدكتور سيد علي حسن رئيس قسم بمستشفي حميات امبابة ان الاصابة بالمرض تكون نتيجة للاحتكاك في حالات التكدس مثل المدارس ومعسكرات الجيش وغيرها.
ويوجد عامل آخر يؤدي إلي الاصابة بالفيروس يتمثل في تكوين التطعيم وكذلك وسيلة نقله الخاطئة هذا بالإضافة إلي ان الممرضات في الوحدات الطبية تترك ال "ice box" أو الثلاجة التي تحوي هذه التطعيمات مفتوحة لفترة طويلة تصل إلي ساعات عديدة فبالتالي تكون فاعلية المصل لأول شخص غير فاعليته عند آخر فرد يأخذ التطعيم.
من ناحيته أكد الدكتور علاء عيد رئيس قطاع الطب الوقائي بالقاهرة انه لا يوجد تطعيم يعطي مناعة بنسبة 100% ولكن تكون بنسبة ما بين 90% إلي 95% وبالتالي ممكن حدوث اصابة بالمرض لنسبة ال 5%..ويضيف ان عدوي الغدة النكافية لا يمكن أن نصفها بأنها مرض ولكنها فيروس موسمي ترتفع حالات الاصابة به في الفترة ما بين فصل الشتاء وحتي نهاية شهر فبراير فهو مثل الأنفلونزا وله أعراض عديدة وهي ارتفاع في درجة الحرارة والشعور بألم في الغدة اللعابية وتضخم تحت الأذن وتنحصر فترة العدوي منه ما بين 7 أيام قبل ظهور الأعراض وحتي زوال الورم وكل هذه الأعراض لها في علاج بسيط مثل تناول خافض للحرارة ومسكن للآلام بالإضافة إلي علاج التورم..يضيف ان المهم في هذا الفيروس هو اتباع الاجراءات الوقائية منه والتي تنحصر الإكثار من تناول فيتامين سي الذي يقوي المناعة والنظافة الشخصية والابتعاد عن الأماكن المتكدسة والتهوية الجيدة..يذكر ان نسبة التغطية في التطعيمات عالية وقد بدأ التطعيم ضد الغدة النكافية منذ عام 1998 أي منذ 15 سنة واسمه MMR أي ان كل من لديه 15 فهو لديه مناعة المرض..من جهتهم أكد مسئولو وزارة الصحة انه تجري حاليا اختبارات علي نوع التطعيم لأنه من الممكن أن يكون الفيروس الذي يؤدي إلي التهاب الغدة النكافية له عدة أنواع منها A أو B أو C وربما يكون التطعيم لأحد هذه الأنواع فقط بالرغم ان الاصابة من الممكن تكون لنوع آخر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق