في الوقت الذي تتصارع فيه القوي السياسية في مصر علي تقسيم "الكعكة" ويدخلون في معارك دامية لتحقيق أكبر المكاسب الشخصية، يعيش أهالي الصعيد معيشة الأموات في دنياهم حيث لا يعرفون طعما للراحة فمن طوابير الخبز الي طوابير البوتاجاز وعندما يسقط أحدهم مغشيا عليه من جراء إصابته بضربة شمس يقف الجميع عاجزين عن اسعافه لخلوا الوحدات الصحية من الأدوية والعقاقير الطبية والأدهي من ذلك خلوها من الأطباء هذه المشكلات المأساوية يعيشها أهالي قري الخوالد والرويجات والنزلة المستجدة بمركز ساحل سليم بمحافظة أسيوط، حيث لا يجدون من يسأل عنهم بالرغم من انتماء محافظ أسيوط الحالي الدكتور يحيي كشك لذات المركز.
يقول جمال عيسي محمد - من أهالي قرية الخوالد -
إن القرية تعيش حياة غير آدمية في حضن الجبل الشرقي من حيث الحرمان من الحياة الإنسانية خاصة أن المقابر تحيط بالقرية وتلاصق منازل بعض الأهالي الذين لا حول لهم ولا قوة ورغم كل تلك الصعاب فالأهالي تعودوا علي ذلك الوضع بحكم ملاصقتهم للجبل دون أن يسأل فيهم أحد من المسئولين ولكن ما لا يمكن الصمت عليه هو الوضع السيئ الذي وصل الي أدني مستوياته من حيث توفير الخدمات الأساسية، حيث لا يجد الأهالي البوتاجاز ولا الخبز ولا حتي الرعاية الصحية.
أما قرية الرويجات فهي قرية تعيسة بكل ما في الكلمة من معني فبجانب مشكلات الخبز والبوتاجاز والرعاية الصحية يعيش الأهالي في ذعر دائم بسبب الأعيرة النارية الطائشة التي لا يعرف لها مصدر خلال مشكلات العائلات مع بعضها، حيث يقول عبدالعال محمد حسانين - من أهالي القرية قد فاض بهم الكيل من جراء قيام بعض أصحاب المخابز ببيع الدقيق في السوق السوداء وتجفيف جزء اخر منه لبيعه للطيور والمواشي وهو ما ينعكس علي عدم توافر الخبز بشكل لا يفي حتي رغيف لكل مواطن من أهالي القرية وهو ما دعا الأهالي لإطلاق استغاثاتهم بالمسئولين لنجدتهم من المعاناة التي يجدونها ورغيف الخبز الذين لا يحصلون عليه. اما ثالثة القري المحرومة فهي قرية النزلة المستجدة التي يعيش أهلها حياة بدائية سعوا خلالها الي توفير البدائل التي تتناسب مع معيشتهم القاسية في حضن الجبل الشرقي فيقول حشمت أحمد عبدالرحيم - من أهالي القرية - إن القرية محرومة من الخدمات الصحية بالرغم من وجود مركز طبي بها عديم الفائدة ويستهلك كهرباء فقط علي الدولة ويكبد الدولة أيضا رواتب موظفين بلا عمل، حيث يضطر الأهالي للذهاب الي أقرب مستشفي مركزي لإنقاذ مرضاهم الذين يعيشون في حضن الجبل وهو ما جعلهم فريسة سهلة للدغات الحشرات والعقارب، وكذلك الثعابين، حيث يفقد الكثيرون حياتهم لعدم القدرة علي اسعافهم سريعا، لذا نطالب السادة المسئولين بحق يعتبر من أدني الحقوق البشرية وهو حق الرعاية الصحية من خلال توفير الأطباء والأدوية التي لا يراها المرضي. وفي تعقيب للمهندس رفعت عبدالكريم رئيس مركز ومدينة ساحل سليم أكد أن تلك القري تعيش في حضن الجبل الشرقي بالفعل ولكن الدولة تسعي الي تقديم الخدمات لهم فبالنسبة لأزمة البوتاجاز فقد تم الاتفاق بالفعل مع اللجان الشعبية بتلك القري علي توريد الاسطوانات لهم ومن ثم توزيعها بينهم بالتساوي، ويتم ضخ كميات كبيرة من الاسطوانات للقضاء علي السوق السوداء، أما مشكلة الخبز فيوجد بقرية الخوالد مخبزان وكذلك بالرويجات وبالنزلة المستجدة يوجد مخبز واحد ونأمل خلال الفترة المقبلة في زيادة حصة تلك المخابز حتي توفر احتياجات المواطنين، أما عن مشكلة الرعاية الصحية فمشكلة الأدوية والعقاقير هي أزمة حقيقية لا نجد لها حلا بالرغم من مطالبتنا المستمرة لتوفير الأدوية بتلك الوحدات بدون جدوي وهي أزمة حقيقية بالفعل نبحث عن حل لها.
وائل سمير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق