الأحد، 7 أكتوبر 2012

العقيد / نور الدين عبد العزيز من محافظة اسيوط خاض حرب اكتوبر المجيدة وتمكن مع قواته من أسر كتيبة اسرائيلية مدرعة وصنع البطولات دون أن نعرف عنه شيئا وظل خلف الأضواء


ذلك الجندي الذي قيل عنه بأنه خير أجناد الأرض.. دائما ما وقفت القوى العالمية أمامه إجلالا واحتراما.. ذلك الإنسان الذي دائما ما ينتفض كي ينفض الغبار عن كاهله.. ويرتدي ثوب الكفاح، كثيرا ما ظنوا في ثباته الوهن.. وكيف يكون الوهن وهو الراسخ في أراضيه.. المتصدي بعقله وقوته لمعتديه؟! لم يستدع قوة تحارب له، أو قانونا يمكّنه مما ليس له من حق، ولكنه دائما ما يبحث عن الحق.. والحق فقط.. حقه في دينه.. حقه في أرضه حتى وإن كلفه هذا الحق حياته ودنياه.. فيكفي له أن يؤمّن لابنه دنياه في عِزة وكرامة.. كي يلقى هو الله شهيدا رابحا جنته.. أو يعيش بطلا مرفوع الرأس.. يتباهى به الأهل والأصدقاء.. ويظل أسطورة تُروى للصغار.. كي يتعلموا منذ صغرهم كيف تكون الرجولة.

عن الجندي المصري الذي خاض الحرب وصنع البطولات دون أن نعرف عنه شيئا وظل خلف الأضواء.. نتحدث...

في حرب 6 أكتوبر 1973 تلك الحرب

التي حيّرت كل من تابعها.. والتي ما زالت معجزة بكل المقاييس العسكرية.. فعلى مدار 39 ربيعا.. لم ينجح أحد ممن خلقه الله على هذه الأرض أن يفك رموز تلك الحرب.. تلك الحرب التي استحوذت على المساحة الكبرى في تاريخ مصر الحديث.. واستطاعت بعظمتها وعناصرها الإعجازية.. أن تنقضّ على هذا التاريخ وتتوج نفسها ملكة تملأ هذا التاريخ بحواديت الإبداع وقصص التفاخر والتباهي، وسيناريوهات أيام مصر في ربيعها الزاهي، أو خريفها المتقلب.. كما كان يظن أعداؤها.

ولهذا قررنا أن نعود إلى الوراء، ليس قليلا ولكن إلى 39 عاما حيث السادس من أكتوبر، لنروي لكم جزءا ولو كان بسيطا عن قصص ومغامرات وحكايات أولئك الأبطال، لعلنا ننجح في أن ننقل إليكم جزءا من بطولة هؤلاء.. هؤلاء الذين حاربوا من أجل أن نعيش في سلام.. كنا نتمنى أن نروي لكم قصة كل من ارتدى "البيادة والأفارول" لكننا سنروي لكم قصص بعض من صانعي المستحيل...


عقيد نور الدين عبد العزيز قائد اللواء 3 مدرع:

حينما انطلقت أوامر الساعة 1400 على التوقيت العسكري، الثانية ظهرا على التوقيت المعتاد، هنا كانت ساعة الصفر لبدء تسطير أعظم معارك التاريخ المصري الحديث..

كان العقيد نور الدين عبد العزيز قائدا لأحد ألوية المدرعات في الحرب المنتظرة منذ 6 سنوات، تلك السنوات التي ذاق فيها مرارة هزيمة نكراء في 67..

انطلق بقواته ليهاجم مسافة 12 كيلو مترا في سيناء..

هذا اللواء هو القوة المصرية الوحيدة التي تقدمت إلى عمق أكثر من 25 كيلومترا شرق القناة..

وكان العقيد نور الدين يتميز بشجاعة كبيرة وقيادة لم تعرف الخوف أو اليأس، فأخذ يتحرك بمركبته في المواقع الأمامية للعدو..

كما اشترك مع العدو الإسرائيلي في معركتين كبيرتين من معارك الحرب، وتمكّن من أسر كتيبة إسرائيلية مدرعة..

لكن..

هنا بدأت دقات النهاية..

العدو يركّز نيران مدفعيته على موقع اللواء المدرع الذي يقوده نور الدين بكل بسالة..

والنتيجة..

أصيبت مركبته بقذيفة مباشرة فاستشهد في الحال، ومعه سقط أحد شهداء مصر البررة، شهيد ستذكره ملفات الشرف المصرية بكل الفخر والامتنان..

اللواء أ. ح/ شفيق متري سدراك:

من مواليد عام 1921 في محافظة أسيوط..

شارك في حروب 1956 و1967 وحرب أكتوبر 1973..

كان قائدا لكتيبة مشاة في منطقة أبو عجيلة في سيناء.. أمضى اللواء شفيق أكثر من 11 عاما متواصلة في جبهة القتال.

حاصل على وسام نجمة سيناء من الطبقة الأولى..

لم يختلف كثيرا عن أقرانه، فقد كان نموذجا رائعا للقائد الملتحم بجنوده قبل ضباطه، وخلال حرب الاستنزاف قبيل العبور العظيم عبر برجاله إلى سيناء من بورسعيد والدفرسوار وجنوب البلاح والفردان، حيث قاتل العدو في معارك الكمائن..

في يوم السادس من أكتوبر1973، قاد اللواء أحد ألوية المشاة التابعة للفرقة 16 مشاة بالقطاع الأوسط في سيناء، وحقق أمجد المعارك الهجومية..

ثم قام بمعارك تحصين موجات الهجوم الإسرائيلي المضاد..

ولكن..

كتبت لقصته النهاية مبكرا..

فعندما تقدم بقواته لمسافة كيلومتر كامل في عمق سيناء، أصيبت سيارته بدانة مدفع إسرائيلي قبل وصوله إلى منطقة الممرات، لتعلن معركة أكتوبر عن شهيد جديد بين جدران تاريخها المشرق..

ويستشهد شفيق في اليوم الرابع للحرب، الموافق 9 أكتوبر..

أحمد تحسين شنن قائد اللواء 15 المدرع:

إنه رجل من رجال أكتوبر، لديه عبء كان يحمله بكل فخر وجِد، في انتظار وقت الفرج، وقت أن يفرغ الجندي المصري كل عناء السنوات الماضية في صدر جندي اغتصب أرضه، واستحوذ على عزة بلاده ولو لوقت.. وبطلنا هنا من هؤلاء العظام..

تحمل شنن عبء إعادة بناء إحدى وحدات القوات المسلحة المدرعة بعد هزيمة يونيو ‏1967،‏ وإعداد المقاتل بدنيا ونفسيا وذهنيا وفنيا وقتاليا، خصوصا بعد هزيمة أخذت من عزائم المقاتل المصري..

‏بث تحسين روح الثقة في نفوس المقاتلين‏،‏ وأنهم خير جند الله، وأن هذه الهزيمة هي هزيمة عارضة، وأنهم قادرون بإذن الله بالعمل والجهد والعطاء على تخطي هذه الهزيمة.‏.

كان دائما يردد كلمات الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، إن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة..

كما تعددت أعماله من تدريب وحدته على مهام العمليات في أكثر من ‏35‏ كيلومترا، يليها الرماية بالسلاح الشخصي ثم قيادة المركبات، كل حسب تخصصه، ثم اختبارات اللياقة البدنية..

أما في المساء تتم مناقشة خطط العمليات للقادة للتأكد من تفهّم الجميع لمهامهم القتالية‏,‏ وعندما كلفت إحدى مجموعات وحدته بالعمل خلف خطوط العدو في سيناء أصر تحسين شنن أن يتقدم هذه المجموعة ويعبر معها للشرق لتنفيذ المهمة، لولا أوامر مشددة صدرت لقادة هذه المجموعة، ولم يهدأ إلا عندما عاودت المجموعة محققة ما هو مطلوب منها.‏.

وكعادة الإنسان المصري لا يبحث سوى عن حريته ولا يريد غيرها، فيُحكى عنه أنه رأى أسيرا فطلب من سائقه أن يحضر له بعض المعلبات والماء والشاي وطلب فك قيده وحسن معاملته وسرعة تسليمه..

وسيبقى التاريخ يذكر شنن بأنه أحد الأبطال الذين وقفوا بعد الهزيمة ليعيدوا بناء الجيش ويصنعوا بأيديهم الانتصار..

وفي النهاية..

إذا قلنا إننا قد نحصي أولئك الأبطال فلن تكفي بحور الدنيا كي نملأ بها أقلامنا، وإذا قلنا إننا قد نحكي وصفا لما فعلوه وحكاية لبطولة حقيقية فلن تكفي كلماتنا من كل المعاجم ما أنجزوه، وإذا توقفنا أمام فخر حققوه لنا وحرية أعطوها لنا وعزيمة وإصرار وقتال، فلن تكفي أعمارنا وقوفا إعزازا وتقديرا لهم.

أساطير ستظل تُروى، وحكايات تبرز العام تلو الآخر.. أبطال يظهرون، وأبطال لم نعرفهم بعد.. أو ربما لم تكن هي تريدنا أن نعرفها.. أو ربما أراد القدر ألا يعرّفنا بهم جميعهم، كي نبحث ونستقصي ونستكشف ونتعلم.. نفخر حتى تصل رءوسنا عنان السماء، فتلامس أراوحهم الطاهرة في السماء.. وننظر إلى معاناتهم وسعيهم للحق.. نتخيل أنفسنا يوما مكانهم، أو ربما نتمنى أبناءنا في مكانهم.. إن كان قد فات علينا أوقات إعادة التاريخ فقد يعود التاريخ، ولكن التاريخ الماضي، والسطور القليلة من التاريخ القادم ستظل تذكر أن مصر لمصرييها، وأن أبناءها لها، ولمَ لا وهم رجال أكتوبر؟! ولمَ لا وهم خير أجناد الله في كونه الفسيح؟!.

عصام شاهين

هناك تعليق واحد:

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...