باقى الصور
تفاصيل مأساوية يرويها الأب المكلوم فى 4 من أبنائه وزوجته فى حادث اصطدام قطار أسيوط بأتوبيس مدرسى راح ضحيته 51 شهيدا منهم 49 طفلا، بينما أصيب 13 آخرون.
أم أدهم البالغة من العمر 32 عاما والتى فقدت 4 من أطفالها فى الحادث المأساوى، روت لـ"اليوم السابع" ما بدأ يفعله أبناؤها منذ أسبوعين مضيا.
وذكرت أم أدهم أن أبنائها بدأوا منذ أسبوعين فى الاستيقاظ لأداء صلاة الفجر جماعة، قائلة: "ولكن الغريب أن إحدى بناتها وهى (ريم) البالغة من العمر 11 سنة بدأت تسألنى (هو ياماما اللى يموت صغير ربنا بيحاسبه وبيدخل الجنة ولا لأ)، وما دعانى للاستغراب والخوف تكرار سؤالها على مدار الأيام التى مضت وكنت دائما أرد عليها قائلة: "استعيذى بالله من الشيطان الرجيم وبلاش أسئلة ياماما بالشكل ده".
وأكملت الأم التى أغرقت الدموع عينيها أنها ليلة الحادث رأت فى المنام أمامها مجموعة من الحمام، وعندما اقتربت منها وحاولت الإمساك بها طار كل الحمام فاستيقظت مفزوعة، فوجدت جميع أطفالها حتى الصغير فيهم يؤدون صلاة الفجر جماعة، وبعد الصلاة أعددت لهم الإفطار فتناولوا كلهم الإفطار عدا أختهم الكبرى ريم التى رفضت تناول الإفطار وهذا ما استرعى انتباهى لأنه ليس عادتها.
وعن أبنائها الشهداء أدهم ابن التسع سنوات وهو الابن الوحيد بين شقيقاته الخمس، اللاتى راح منهن ثلاثة ولم يتبق سوى اثنتان والشهيدات أروى "5 سنوات" ونور "3 سنوات"، وريم "11 سنة"، قالت إنهم كانوا متعلقين جدا بالقرآن الكريم، حتى إنهم كانوا يضعون المصحف بجوارهم عند نومهم، ويستيقظون من نومهم ليكملوا حفظهم ويضعونه فى حقائبهم قبل الذهاب إلى المدرسة.
وأكملت الأم: "اعتاد أبنائى على أن يودعونى بطريقة خاصة وهى أن يقبلوا خدى ثم يطلبون من سائق الأتوبيس ألا يتحرك من أمام المنزل حتى يرونى، وأنا ألوح لهم بيدى، وفى هذا اليوم كانت أحضانهم حارة وقبلاتهم كثيرة وهرولوا بسرعة إلى أتوبيس المدرسة، وظللت أنظر إليهم حتى غاب الأتوبيس عن أنظارى، وبعدها بربع ساعة سمعت بقدوم جدهم يبلغنى أن الأتوبيس تعرض لحادث بعد اصطدامه بسيارة، فمن أبلغه لم يخبره أن ما صدمهم قطار، وفى نفس اللحظة رأيت زوجى يجرى فى الشارع بملابس المنزل، هنا أدركت أن (أولادى ماتوا) فعاد زوجى إلى المنزل مرة ثانية وصلى ركعتين وغير ملابسه، وخرج ليبحث عنهم بين الأشلاء والجثث، ثم عاد حاملا "تى شيرت" لأبنى الوحيد، وقال لى هذا ما تبقى من أولادى الأربعة".
أما الأب حمادة أنور الذى بدا متماسكا، فقال: "إن أولادى فى ذمة الله، وقد تربيت وتربوا على محبة شيخين جليلين هما الشيخ محمد حسان والشيخ محمود المصرى، وتعلمنا منهما القضاء والقدر، وأطلب من الله أن يثبتنى، وأنا أرى أن ما حدث قضاء وقدر، وأنا مسامح حتى المتسبب فيه، ومسامح عامل المزلقان، وأى أموال ستأتى لأولادى من تعويضات سأقدمها للفقراء والمساكين".
وأضاف: "كما أننى سأتبرع بمساحة من الأرض لبناء معهد أزهرى بأسماء أولادى، كما كنت وعدتهم بجهازى كمبيوتر، وبالفعل قمت بشرائهما، ولكن الحادث لم يمهلهم، لذلك سأتبرع بهما، وأدعو الله أن يصبرنى وأدعو تحديدا الشيخ محمد حسان أن الدعاء لى".
ضحا صالح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق