إن تجهم الرئيس وغضبه واضح هذه المرة خلال زيارته لأسيوط، وهو الأمر الذي لم يتفهمه البعض، وجعل مصدرًا رئاسيًا مقربًا يبحث عن تفسير لأسباب هذا الضيق والغضب بالتصريح التالي: "إن اللهجة الحادة التي ظهرت في حديث السيد الرئيس- خلال زيارته الأخيرة إلى أسيوط، وحديثه عن دعوة الشعب لثورة جديدة ضد الفساد هي «نتيجة طبيعية لتقارير تلقتها مؤسسة الرئاسة تفيد وجود تحالفات بين عدد من رجال الأعمال الذين يسيطرون على مؤسسات إعلامية كبرى، وبعض الإعلاميين، وأعضاء بالحزب الوطني المنحل، تسعى إلى إرباك المشهد السياسي، وبث الفرقة بين القوى الثورية العلمانية والإسلامية»".
وأضافت المصادر،
أن: "هذه التقارير كشفت عن أن «هناك خطة ممنهجة لتهوين مكانة رئيس الجمهورية، والتقليل من حجم الإنجازات أو الإيجابيات الخاصة بقراراته وقرارات حكومته، والتعظيم من السلبيات، وإيهام الرأي العام بوجود تعارض مصالح بين مؤسسة الرئاسة وجماعة الإخوان من جهة وبين القوى السياسية الثورية من جهة أخرى".
وأكدت المصادر أن «هناك اقتناعاً داخل مؤسسة الرئاسة بأن المرحلة الانتقالية الحقيقية لم تنته حتى الآن، وأنها قطعت شوطًا كبيرًا نحو استكمال أهدافها بقرارات 12 أغسطس، وانفراد الرئيس مرسي بالسلطة، إلاّ أن البعض يريد إعادة عقارب الساعة للوراء، مما يمثل ثورة مضادة حقيقية».
وشددت المصادر على أنه «لم يكن متوقعًا أن يتحدث الرئيس بهذه الصراحة عن الدعوة لثورة ضد الفساد، وأن هذه التقارير موجودة على مكتبه منذ فترة طويلة، إلاّ أنه ارتجل الحديث عن هذه الأمور دون اتفاق مسبق، مما فاجأ المقربين من الرئيس أنفسهم».
والحقيقة أنَّ ذلك يمثل ضغطاً نفسياً هائلاً علي الرئيس ونظامه، مما يؤدى حتماً إلي أخطاء وقرارات انفعالية، وليس ذلك في صالح مصرَ البتة؛ ليس في صالح مصر أن يكون رئيسُها ونظامه مشغولين طول الوقت بمكائد المعارضة والثورة المضادة، ليس من صالح الوطن أن يبث الإعلامُ اليأس والقنوط في نفوس المواطنين، ويحرضونهم دائماً علي التمرد والعصيان.
ليس من صالح مصر أن تنشغل قيادتها عن معارك إعادة الأمن ودحر الإرهاب الذى مازال يطل بوجهه القبيح بين حينٍ وآخر كما في حدث في سيناء منذ أيام، وليس من صالح الوطن أن ينشغل حكامه عن أعداء الخارج المتربصين بأعداءٍ من الداخل حانقين حاقدين، ليس من صالحه أن تسفه قيادته وتكون محل سخرية وقحة ومستمرة؛ من الإعلام المعارض للنظام.
إن المعارضة في مصر تثبت كل يوم عدم نضجها وعدم حرصها علي الوطن واستقراره، بل يظهر رغبتها في استمرار الأزمات وتفاقمها علَّ ذلك يتسبب في إسقاط النظام، لكنَّه في الواقع سيتسبب في إسقاط مصرَ كلها، صحيح أن النظام يرتكب بعض الأخطاء، فليس أحدٌ معصوم من الخطأ، ولكن ذلك لا يعني الهجومَ عليه طوال الوقت وتحريض المواطنين وإثارة الرأى العام ضده، لذلك أقول لكل مصري وطني شريف حريص علي وطنه راغبٌ في استقراره.
أقول له لا تلتفت لهؤلاء المرجفين المثبطين للهمم المحبطين للعزائم، لا تصدقهم وكن إيجابياً وأسهم في بناء وطنك ورفعته، فإن لم تفعل فعلي الأقل لا تسهم في هدمه وتخريبه، وتأكد أن مصر لن تسامح أولئك الكائدين لها، وسيأتي يوم حسابهم لا محالة وسيفضحهم الله، ويرد كيدهم في نحورهم؛ لأن مصر قد تكفَّل اللهُ بحفظها وحراستها بعنايته التي لم تزل تكلؤها طوال تاريخها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق