الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

مطصفى بكرى يكتب الخطاب «التحفة»!! لمرسى فى اسيوط


http://elwatanmedia.sarmady.net/editor/105_281033.jpg


خطاب الرئيس مرسى فى جامعة أسيوط، خطاب تاريخى، يجب أن يدرس كدليل على العشوائية، والتناقض، والنكدية والانتقام فى اتخاذ القرارات، ناهيك عن التهديد والوعيد، وإثارة الفتن فى البلاد!!
لقد تناولت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى الكثير من النقاط التى تعرض لها الخطاب «التحفة»، خاصة رقم الحساب الذى أعلنه الرئيس والذى دعا فيه من يريد أن يتطهر من الفاسدين بأن يضع المال فى هذا الحساب، وربنا يقبل التوبة، غير أننى هنا أتوقف أمام نقطة خطيرة تعرض لها الرئيس فى خطابه!!
لقد هدد وتوعد، ونسى نفسه، وجلس على كرسى الانتقام وتحول إلى خصم وحكم، وراح يذكرنى بأيام السادات الأخيرة، خاصة بعد أحداث سبتمبر 1981، عندما راح يهدد بإطلاق الرصاص على صحفى بالليموند الفرنسية ويصف الشيخ المحلاوى فى سجنه بأبشع الأوصاف، ويسخر من الأستاذ هيكل وفؤاد سراج الدين وغيرهم ممن شملتهم قرارات الاعتقال فى هذا الوقت، فكانت النتيجة زيادة الاحتقان الذى أدى إلى أحداث العنف التى راح الرئيس ضحيتها فى هذا الوقت.
لقد وقف الرئيس مرسى وسط حشد من الإخوان والإسلاميين ليقول: «كل من يحاول جعل صورة الوطن مهزوزة لن أسمح له على الإطلاق، وإننى سأفتح الملفات الفاسدة بأكملها، وأصحاب هذه الملفات معروفون، ولن أتهاون معهم، وهناك اثنان منهم فى أسيوط من أتباع الحزب «المجرم»!!
هكذا يعلن الرئيس صراحة، وهكذا
يهدد، دون حتى انتظار لتوجيه الاتهامات من قبل القضاء، لقد أصدر الحكم قبل أن يبدأ التحقيق، بل وهدد المتورطين وأشار إليهم بالبنان!!
لقد راح أبناء أسيوط وغيرهم يضربون أخماساً فى أسداس لمعرفة هوية من يقصدهم الرئيس، ترددت أسماء كثيرة، وتداول الناس وجوهاً بعينها، قالوا ربما تكون هى المقصودة، غير أن أحداً لا يستطيع أن يجزم، وهنا تثور العديد من علامات الاستفهام!!
هل يريد الرئيس أن يقول لنا إنه هو صاحب قرارات الإحالة لجهات التحقيق المعنية، وإنه صاحب الحل والعقد فى هذا الشأن، وإنه اطلع على الملفات ومحاضر التحريات وأعطى التعليمات ببدء التحقيق مع هؤلاء الأشخاص أو غيرهم؟!
أم أن الرئيس أراد أن يقول للكافة «إننى أعرف كل شىء، وإننى أحذر وأنذر، وإن ملفات الجميع تحت يدى، ومن يحاول أن يعادينى ويعادى جماعتى ويجعل صورة الوطن «مهزوزة»، على حد وصفه، فلن أتهاون معه؟!
أم أنه أراد أن يثير الفتنة بين أبناء أسيوط وبين من كانوا ينتمون إلى الحزب الوطنى «المنحل» من خلال اتهام اثنين مجهولين بالفساد والتآمر على الوطن، وهى نفس الطريقة التى تحدث بها عن «الفاسد» صاحب إحدى القنوات الفضائية التى تسعى إلى تشويه الحقائق، كما قال؟!!
هكذا تطور الخطاب السياسى للدكتور مرسى بعد أربعة أشهر فقط من توليه منصب رئيس الجمهورية، فأصبح خطاباً انتقائياً، انتقامياً، يلقى بالاتهامات جزافاً، يهدد ويتوعد، وكأنه أصبح الآمر الناهى فى كل شىء!!
لقد أعطى الرئيس رسالة خاطئة للداخل والخارج من خلال هذا الخطاب تقول «إن البلد لم يعد فيه قانون ولا احتكام إلى قضاء عادل، بل إنه وحده هو صاحب القرار، يسجن من يشاء ويترك من يشاء، يدمر خصومه حتى قبل أن يخضعوا للتحقيقات أو يعفو عنهم، بيده كل الملفات، وهو فى رسالته لصاحب الفضائية أو لمن ينتمون للحزب «المجرم»، إنما ينذر الجميع، ويعلن عن قدرته على التنكيل بكل من يعارضه، وأن صبره قد نفد بعد أن بلغ «السيل الزبى» كما قال!!
لقد كرر الرئيس فى هذا الخطاب مرة أخرى مقولة «لا يغزنكم حلم الحليم» أى أنه مستعد أن يفعل بكم ما لم تحلموا به، فهو ليس كما تظنون، بل إن بداخله شخصية أخرى، قادرة على تمزيقكم إرباً، وتقطيع أوصالكم والتشهير بسمعتكم وجعلكم عبرة لمن لا يعتبر، وعظة لمن لا يتعظ، فأفيقوا يا أولى الألباب!
بقى فقط أن أذكر الدكتور مرسى أن وقائع التاريخ تقول إن الحاكم عندما يهبط إلى هذا المستوى، ويفقد أعصابه وينذر باستخدام أجهزة الدولة للانتقام من خصومه، فاعلم أنه بذلك يكتب النهاية لنظامه بأسرع مما يتوقع، أما الشعوب فلا القمع ولا التهديد ولا الوعيد يمكن أن تكسر إرادتها، أو تجبرها على أن تعيش فى سجن كبير!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...