مع اقتراب الخامس والعشرين من يناير،تتزايد الدعوات لإسقاط النظام، وهي الدعوات التي تطلقها المعارضة بكل أطيافها وتتبناها وسائل إعلامهم من صحف وفضائيات.
وتعد بمفاجآت للنظام وحشود في أماكن جديدة وحساسة، فهي تبدو مصممةً على إسقاط النظام ولكن .. هل يمكن فعلاً إسقاط النظام من خلال التظاهر؟؟ ألم تشهد الأيام التي سبقت الاستفتاء على الدستور أكبرَ حشودٍ للمعارضة في التحرير والاتحادية؟ ومع ذلك لم تفلح في إسقاط النظام،
أم أنهم هذه المرة سيلجأون إلى العنف؛ مثل اقتحام قصر الرئاسة أو إشعال حرائق أو حتى الاعتداء على قوات الشرطة والحرس الجمهوري،أقول لو فعلوا ذلك فسيفتحون كل أبواب جهنم، وسيشعلون فتنةً تأكل الأخضرَ واليابس
؛فالنتيجة المؤكدة لاستخدام العنف هي الحرب الأهلية أو ربما ثورة إسلامية ؛تلك التي حذر منها الكاتب الكبير حسنين هيكل.
ولكنهم في كل الأحوال بصنيعهم هذا؛سيساهمون في إحداث مزيد من التدهور وربما انهيار الاقتصاد، مما قد يؤدي لأزمات طاحنة سيتضرر منها الفقراء في المقام الأول مما قد يدفعهم إلى ثورة جياع.
ولا أدرى إن كان ذلك هدفهم – المعارضة - ووسيلتهم لإسقاط النظام، لأنهم قد يكونوا مخطئين لأن ثورة الجياع لن تميز بين مؤيد ومعارض وستجتاح أمامها كل شيء
والخلاصة أن محاولات إسقاط النظام لن تؤدى في الغالب إلا إلى إسقاط الوطن بأكمله
وإن كانت المعارضة واثقة حقاً من شعبيتها، فلتظهر ذلك في الانتخابات البرلمانية التي باتت على الأبواب،ولتحصل على الأغلبية اللازمة للسيطرة على السلطة التشريعية وتشكيل الحكومة التي باتت -وفق الدستور الجديد-ذات صلاحياتٍ واسعة تعادل صلاحيات الرئيس
ولتثبت المعارضة أنها حريصةٌ على الوطن ومصلحته العليا،لا مصلحتها هي،وهو الأمرُ الذي أصبح محل شكٍ كبير، فكل الشواهد تؤكد أن المعارضة تريد الوصول للسلطة بأي ثمن ولو كان على جثث كل المصريين وأقول لعموم المواطنين أن مصر الآن أحوج ما تكون إلى الاستقرار والعمل والبناء،
فلا تكن مِعْوَلَ هدمٍ في بنيان الوطن، بل كن مِعْوَلَ بناء فالانهيار الاقتصادي أصبح أقرب من أي وقتٍ مضي،ولا يغرنَّك دعاوى المعارضة فهؤلاء سيكونون أول الهاربين عندما تغرق بسببهم سفينةُ الوطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق