باقى الصور
لأنه مستشفى حكومى ترى المخالفات به أشبه بالإنجازات، تسمع بها وتراها بدون حواجز أو معوقات، فمن خارج المستشفى وعلى بعد أكثر من كيلو متر يرى المارة مدخنة كبيرة يحاصرها الدخان الذى قد يعوق الرؤية، كأننا أمام مسبك رصاص أو مصنع تحويل مخلفات، وبالتحقق اتضح أن مصدر الدخان هو محرقة داخل مستشفى "صدفا" تم إنشاؤها لحرق المخلفات الطبية حفاظا على الصحة العامة، إلا أن سوء استخدام تلك المحرقة حولها إلى مصدر للغازات الضارة التى قد تضر المرضى أكثر من وجودهم وسط المخلفات الطبية.
ويقول رأفت نظير، موظف بمستشفى "صدفا"، إن الإهمال والفوضى لا حصر لها داخل المستشفى، وتبدأ من الزبالة التى تملأ غرف المستشفى، وتمر بمخالفات فى فواتير الصرف التى تسدد فى الدفاتر ولا يتم صرفها للمرضى كفلاتر الغسيل الكلوى والشبكات المستخدمة فى علاج حالات تسمى فج أربى وغيرها من المخالفات التى تحتاج للرقابة الإدارية.
وأكد "نظير" أن الفوضى طالت كل أنحاء المستشفى، وداخل جميع الأقسام، وقال: إن السرنجات والمشارط وأدوات الجراحة ملقاة على الأرض داخل قسم الاستقبال فى مشهد يصيب المريض بالفزع، وكأنها تعليمات عليا هدفها قطع آخر شعاع ضوء فى نفق الفقراء.
ويتحدث موظف بالمستشفى طلب عدم ذكر اسمه قائلاً مستشفى "صدفا" المركزى يوجد به 5 أجهزة غسيل كلوى يعمل أحدها والباقى معطل، وعند الغسيل على الجهاز اليتيم تجد أن أكثر من مريض يستعملون فلترا واحدا فقط، وأن المرضى الذين يترددون على الوحدة يومياً يتعدون الـ15 مريضا، وبما أن جميعهم يستخدمون فلترا واحدا وثمن الفلتر يتعدى 350 جنيها، وباقى الفلاتر مثبتة على الورق فقط، نجد أنه يتم سرقة ما يقرب من 5500 جنيه يوميا، ما يساوى 165 ألف جنيه شهريا، ناهيك عن انتقال العدوى لأمراض أشد فتكاً.
وأضاف يوجد مبنى ملحق ومطور بالمستشفى تكلف أكثر من 5 ملايين جنيه وبلا أجهزة، والمبنى به 5 طوابق بدون أسانسير، ويضطر أهالى المرضى لحمل مرضاهم على الأكتاف والصعود بهم.
أما المستشفيات الخاصة فالحال يختلف تماما، مثل مستشفى الزهراء والذى يمتلكه دكتور محمد شلبى، والذى يعد من أقدم المستشفيات الخاصة بأسيوط، فعندما تراه من الخارج تعرف الفرق بين "الخاص" و"العام" فى وزارة الصحة.
ويقول محمد ابراهيم عثمان "مدرس": إنه اشتكى ذات يوم من آلام فى جنبه، وتم عمل الفحوصات والأشعات والتحاليل فور دخولى المستشفى الخاص، وحددت لى العملية فى اليوم التالى مباشرة ووجدت غرفة عمليات معقمة ونظيفة واصطف أطباء مهرة معروفون بالسمعة الطيبة، وفى وقت قليل أجريت لى العملية، وبعد العملية وجدت عناية ليس لها مثيل ورعاية من الممرضين والممرضات ونظافة الغرف ودورات المياه والمواظبة على المواعيد بالثانية فى إعطاء الدواء والغيارات، وناهيك أيضا عن المعاملة الراقية الآدمية وصحيح أن التكلفة كانت عالية جداً بالمقارنة بالمستشفيات الأخرى، إلا أن الصحة أغلى وتستحق أن نجود لها بما نملك من مال.
ويحكى لنا محمد فواز عباس، موظف بـ "البترول"، والذى أجرى به عملية "اللوز"، فيقول: رغم أن العملية لا تستحق أن أدخل مستشفى خاصا، إلا أنى أعرف جيدا أن المستشفيات الحكومى بها إهمال فظيع ربما يؤدى إلى الموت والخاص تتمتع بسمعة طيبة تحوز على ثقة المواطن، ويطمئن للعناية والاعتناء فيها كما نحلم بأن نجد كل الأدوية بالمستشفى الأميرى، والنظافة تصبح سمة وتتوفر كل التخصصات فى مستشفياتنا الحكومى.
أنور عرابى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق