الأربعاء، 13 فبراير 2013

أسيوط.. أضواء المدينة التي أطفأها غياب الأمن وسياسات «الإخوان» وظاهرة التسول فى الشوارع ونسبة الفقر الاعلى وحكاية قرية «بنى شعران».. القرية التى حاصرت المحافظ فى مكتبه


أسيوط  التسول في شوارع أسيوط

أسيوط قرية بني شعران بيوت بني شعران البدائية
تخفى مدينة أسيوط بأضوائها المتلألئة الساطعة، ومبانيها المرتفعة، التى بنى بعضها على الطراز الإنجليزى - حقيقة ما تعانى منه قرى هذه المحافظة التى تحتل الترتيب الأول فى قائمة القرى الأكثر فقراً بمصر.
ففى شوارع المدينة الفخمة تستطيع أن ترى «كريمة» الطفلة الصغيرة التى لا يتعدى عمرها سبع سنوات، وسط مجموعة من الأطفال، تمسك بعدد من المصاحف، للتسول فى إشارات المرور، من المارة وزائرى المدينة، القادمين إليها من كل مدن الصعيد.
كانت كريمة ورفيقاتها لا يستطعن دخول المدينة، أو الاقتراب من شوارعها، أما الآن، فقد اختلف الأمر، بسبب غياب الأمن وانتشار الفوضى. يستطيع الزائر للمدينة أن يرى أكوام الزبالة المتكدسة بالشوارع الرئيسية، والمواقف العشوائية التى سدت الطرقات، وأعاقت حركة المرور.
تغير وضع المدينة تماماً بعد الثورة، ولم يتحسن بتولى الدكتور يحيى كشك، القيادى الإخوانى، منصب محافظ أسيوط، منذ ستة أشهر تقريباً، بل زاد الوضع سوءاً، كما يقول أهالى المدينة.
ينتشر فى شوارع المدينة مندوبو بيع فلاتر تنقية المياه، التى تلقى رواجاً كبيراً بالمدينة، بسبب ارتفاع نسبة تلوث المياه بالمحافظة.
فى أحد أبراج المدينة الشاهقة تقع إحدى هذه الشركات، جلس مديرها بين مجموعة من الفلاتر، يدعى أحمد عبدالعليم يقول: «نسبة تلوث المياه تتعدى الحد المسموح به، وبحسب تحاليل عينات المياه التى قامت بها الشركة بواسطة جهاز (t.d.s)، فإن نسبة الأملاح تزيد على 500 درجة، وتصل إلى 900 درجة فى قرى البر الشرقى، وذلك بسبب اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحى.
أمام مداخل المستشفى افترش عدد من الأهالى الأرض والطرقات.
داخل أحد المكاتب الإدارية بقسم الإصابات جلس الدكتور عصام الشرقاوى، رئيس القسم، يباشر عمله، أخرج لنا بعض الإحصائيات، عن عدد إصابات الطلق النارى قبل الثورة وبعدها، وأشار قائلاً: «إصابات الطلق النارى تضاعفت بشكل كبير، ففى عام 2009 سجلت سجلات المستشفى، ورود 284 حالة مصابة بطلق نارى، أما فى عام 2012 قفز هذا الرقم إلى 773 حالة، ولا يمر يوم دون وصول إصابات جماعية نتيجة استخدام أسلحة حديثة متعددة فى معارك الثأر.
تقوم العائلات المتصارعة فى قرى أسيوط بنصب المدافع الرشاشة، فوق أسطح المنازل، وتستخدم القنابل اليدوية والـ«آر.بى.جى»، أثناء الخلافات الثأرية، وهو ما أدى لوصول إصابات من نوع جديد للمستشفى، غير الطلق النارى - كما يقول الدكتور عصام.
أدى انتشار السلاح واختفاء الأمن
لفقدان الأمان فى الشوارع الرئيسية بالمحافظة، وأصبحت النساء لا يستطعن السير بمفردهن فى الشارع، إلا فى أوقات معينة، لكثرة حوادث الخطف والسرقة.
تدور بين النساء فى أسيوط بالمدن والقرى أحاديث شبه يومية عن سرقات وخطف الشنط والمشغولات الذهبية، وهو ما يؤدى لإصابة هؤلاء السيدات بجروح قطعية بالرقبة أو الأذن.
«هبة.ع»، سيدة متزوجة، تعمل مدرسة ابتدائى تقول: «أصبحنا لا نرتدى المشغولات الذهبية»، لا ترتدى النساء فى أثناء سيرهن بالشارع، مشغولاتهن الذهبية، ويحرصن على العودة لمنازلهن فى أوقات مبكرة.
لم يقتصر ضعف الوضع الأمنى على ترويع النساء فقط، بعد أن تعرضت مجموعة المحال التجارية - يزيد عددها عن خمسة محال بوسط المدينة، وتحديداً بشارع الألفى بجوار محطة القطار - للكسر والسرقة فى يوم واحد منذ أسبوعين.
«بنى شعران».. قرية حاصرت المحافظ فى مكتبه
اعتلى بعض الركاب سطح عربة نقل متهالكة، وحشر آخرون أنفسهم داخل صندوق حديدى، لا يزيد ارتفاعه على متر واحد، للذهاب إلى قرية «بنى شعران»، التابعة لمركز منفلوط بمحافظة أسيوط، على طول الطريق الترابى الملتوى، تقع مجموعة من القرى، التى تعانى من الفقر والجوع والمرض مثلها مثل باقى قرى أسيوط، والصعيد بصفة عامة.
بين الحين والآخر، كانت تتوقف العربة لإنزال أحدهم، من فوق سطحها، أو إخراج آخر من داخل الصندوق الحديدى الذى تكدست فيه الأجساد بعد حوالى ساعة من العناء وصلت السيارة إلى قرية «بنى شعران».
أمام أحد المنازل جلس رجل ستينى، يدعى جمعة جلال، يقول: «تحولت هذه الترعة لمقلب للقمامة والحيوانات النافقة»، ويكمل: «الترعة صارت مصدراً للعقارب والثعابين التى تتخذها مسكنا تتسلل للمنازل». محمد صالح، شاب يبلغ من العمر 36 عاماً، يعمل مدرس إعدادى، يقول وهو فى قمة الضيق: «شكونا للمحافظ لإدخال الصرف الصحى ولكن دون جدوى»، قام أهالى القرية بالتجمع، أمام ديوان المحافظة، لمقابلته ومنعوه من الخروج فى واقعة شهيرة، وبعد مفاوضات طويلة تقابلوا مع سكرتير المحافظة، الذى وعدهم بإدخال شبكة الصرف الصحى، وهو ما لم يحدث حتى الآن.
تعانى القرية مثلها مثل الكثير من قرى محافظة أسيوط والصعيد، من عدم وجود شبكة للصرف الصحى، اصطحبنا الشاب فى جولة داخل القرية، بدأت من داخل أحد المنازل البسيطة، ليشرح لنا كيف تتخلص هذه القرية من مخلفات الصرف الصحى.
يتم حفر غرفة تفتيش، وهى عبارة عن حفرة عمقها 3 أمتار أسفل الأرض، تبطن بالأسمنت وتغطى، وتصل لها مواسير الصرف الصحى، عندما تمتلئ هذه الغرف، يتم استدعاء إحدى عربات الكسح، التى تقوم بشفطها وإلقائها بالترع والمصارف، وهو ما يؤدى لتلوث مياه الرى، واختلاط مياه الصرف الصحى بمياه الشرب، والمياه الجوفية ويتسبب فى كثير من الأمراض.
بالقرية مخبز واحد يخدم سكانها البالغ عددهم 18 ألف نسمة، مما يجعل نصيب الفرد حوالى رغيف وربع الرغيف يومياً حسبما يقول محمود زكى «24 عاماً» من سكان القرية. يعتمد فقراء القرية على الإعانات وأموال الزكاة، ويعمل معظم شبابها فى ليبيا، يسافر رجال القرية لمدة تتراوح بين عامين وثلاثة، فى إجازات سنوية لا تتعدى شهراً أو اثنين، ليتمكنوا فقط من الإنفاق على ذويهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...