لم أقتلها.. الحائط سقط على رأسها وهو السبب فى موتها.. هى «بدرية» ماتت؟ بهذه الكلمات بدأ صلاح شوقى محمود 40 عاماً حارس عقار بالحى العاشر كلامه حديثه مع «الوفد» فى محبسه بقسم شرطة مدينة نصر أول وأمام المقدم علاء بشندى رئيس مباحثاً القسم قال:
أنا من قرية صنبو مركز ديروط محافظة اسيوط تركت قريتى لضيق الحال، ولمعايرة الجيران لى بأن زوجتى سيئة السمعة ويعرفها كل رجال القرية كان الجميع ينظر الىَّ باعتبار «مش راجل» لأنى اتركها تفعل ما تشاء دون حساب سألته : ما هو رد فعلك على كلام الناس؟
ـ طأطأ رأسه إلى الأرض وأخذ نفسا عميقا ثم قال: تسلل الشك الى قلبى من كلام الناس.. كنت اشك فيها ولكن ليس لدى اى دليل على خيانتها ورغم كل ما سمعته عنها فإننى حاولت اصلاحها لأنها ابنة عمى، فقد تزوجت «بدرية» منذ 17 عاماً ولدى منها خمسة اولاد اكبرهم 12 عاماً وأصغرهم 4 سنوات.
وبنظرة منكسرة تابع : منذ اربعة اشهر حاولت زوجتى استفزازى، حيث كانت تذكر أمامى اسماء بعض الرجال الذين تعرفهم وعلى علاقة بهم وعندما اسألها عنهم تنكر أنها ذكرت أى شىء.. طلقتها وطردتها من المنزل قبل مجيئى الى القاهرة بحوالى شهرين. < هل جاءت معك الى القاهرة ام تركتها فى الصعيد؟
ـ صمت قليلا وتمتم بكلمات لم نسمعها ومضى قائلاً: فى يوم من الأيام وبعد مجيئى الى القاهرة فوجئت بها أمامى تقول لى انها هربت من بيت أبيها لأنهم يريدون قتلها وإنها تريدنى أن أحميها منهم، تخيلت فى تلك اللحظة أنها بريئة من كل ما يقال عنها ووافقت على عودتها الى البيت، ومع مرور الأيام «عادت ريمة لعادتها القديمة» وعادت من جديد تتعرف على الرجال المحيطين بنا حتى انها عندما تسجد للصلاة اسمعها تتحدث وتقول «انا خاطية ولا استحق العيش.. أنا خائنة» أرسلتها الى اهلها مرتين ولم اكن اعلم انهم كانوا يريدون قتلها لضبطهم لها متلبسة مع أحد الأشخاص.
يصمت لحظة ثم يضرب كفا بكف ويقول : كانت حياتنا مليئة بالمشاكل، تورطت بسببها كثيراً فى مشاجرات مع الجيران وكادت فى احدى المرات أن تتسبب فى مقتل اختها الكبرى بعد أن سرقت «بدرية» بعض المصوغات واتهمت شقيقتها بالسرقة. < لماذا لم تعرضها على طبيب نفسى؟
ـ هى لم تكن مريضة و كان ما تفعله يصيبنى بالتوتر والتوهان وعدم التركيز والانهيار النفسى، فذهبت الى طبيب نفسى، قال لى لا يوجد عندك اى مرض يستوجب العلاج ولكن حاول التصالح مع نفسك.
ويمضى قائلاً: كانت تقول لى: «اقتلنى مش هتاخد فى ولا ساعة» وعندما اسألها لماذا تطلبين منى قتلك؟ تنكر ما قالته، و فى احد الايام شاهدها ابنها مع أحد الجيران كان يسكن بمفرده وعندما شعر جارنا بأنى علمت بما حدث ترك المنزل وقال لى ابنى اذبحها يا أبى هى تستحق القتل، وخططت لقتلها كثيرا ولكنى كنت أتراجع فى اللحظات الأخيرة خوفا على أولادى، حتى إنى اعتقدت أنها عملت لى سحراً حتى اسكت عن كل ما تفعل ولا احاسبها ولكنى لم اصدق ما تقول:
شعرت بالجنون ورحت أسأل الاشخاص الذين ذكرت لى أنها على علاقة معهم ولم ينكر احد منهم هذه العلاقة وقال لى احدهم بالحرف: «انت لسة فاكر.. دى المنطقة كلها تعرفها هو الزوج آخر من يعلم». ويصمت صلاح قليلا وكأنه يتذكر الـ 17 عاماً التى قضاها معها ويقول: كنت أعاملها أفضل معاملة.. لم ابخل عليها فى يوم من الأيام ولم أقصر فى أى حق من حقوقها كزوجة، ولكنى لاحظت فى الفترة الأخيرة انها تتعاطى المخدرات واعترفت لى أنها تلعب القمار وتشرب الحشيش وأن لها مقاطع فيديو اباحية وصوراً على التليفونات.
ووصل بها الأمر إلى إنها كادت تدفعنى الى قتل أخى بعد أن ادعت انها على علاقة به وانه يخوننى ولكنى لم اصدقها لانى شعرت انها تريد الوقيعة بينى وبين أشقائى.
وبابتسامة حزينة يقول: فى يوم الحادث ذهبت لقضاء بعض متطلبات السكان وعند عودتى اخبرتنى انها على علاقة بأحد السكان ودارت بيننا مشاجرة شديدة قمت بدفعها بقوة تجاه احد جدران المنزل وعند اصطدامها به انهار وسقطت احدى الحجارة الضخمة على رأسها.. حملتها وارتفع صوتى بالصراخ لانقاذها واتصل الجيران بالاسعاف التى حملتها الى المستشفى.
وبصوت خافت سألنى هى لسة عايشة واللا ماتت؟ فقلت له: ماتت.. فقال الحمد لله نصيبها كده هى عملت فىَّ كتير وخانتنى مع طوب الارض وكانت تستحق الرجم وماتت بالحجارة برضه وأهلى سعداء بما حدث لها وزعلانين علىَّ وقال لى شقيقها «دمى هو دمك».
كل خوفى على اولادى، امهم ماتت وأبوهم سوف يسجن ربنا يكون فى عونهم ويوقف لهم أولاد الحلال.
فاتن الزعويلى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق