فى إطار اهتمامها بتاريخ مدن وقرى مصر، قدمت مجلة ذاكرة مصر المعاصرة، الصادرة عن مكتبة الإسكندرية فى عددها الأخير، الصادر فى شهر إبريل 2013، مقالاً متميزًا حول مدينة أسيوط، تاريخها ومستقبلها، أعده الدكتور ضياء جاد الكريم.
ويقدم الدكتور "ضياء جاد الكريم" فى موضوعه نظرة تاريخية على مدينة أسيوط، ومكانتها وأهميتها فى مصر الفرعونية، والعصر الإسلامى.
وتتناول المقال بشكل تفصيلى، المناطق التى تتركز فيها الآثار الفرعونية والمسيحية والإسلامية فى أسيوط، وتبين أن محافظة أسيوط تزخر بالآثار المتنوعة التى ترجع إلى العصور المختلفة، بدءًا من فترات ما قبل التاريخ، والتى لا تقل فى عظمتها، عن أجمل المنشآت المعمارية فى القاهرة أو الجيزة أو الأقصر وغيرها.
ويؤكد الدكتور ضياء جاد الكريم،
أنه على الرغم من هذا الكم الهائل من الآثار، التى تمثل العصور المختلفة فإنها لم تُستغل سياحيًّا حتى الآن، بما يحقق انتعاش السياحة الداخلية والخارجية لهذه المحافظة، خاصة وأن المحافظة مساحتها صغيرة بالمقارنة بالمحافظات الأخرى، فتنمية المحافظة سياحيًّا ستؤدى حتمًا إلى زيادة فرص العمل لأبناء المحافظة، كما سيسهم بالتأكيد فى زيادة الدخل القومى من ناتج السياحة.
وأضاف أن هناك أدوارًا ومهامًا تقع على عاتق المؤسسات الحكومية كوزارة السياحة، وهيئة تنشيط السياحة، والهيئة العامة للمساحة، والمجلس الأعلى للآثار، ووزارتى الإعلام والخارجية، كما أن هناك مشروعات تنموية يجب تنفيذها، للنهوض بالمحافظة سياحيًّا.
ويؤكد أنه لا يجب أن نغفل الدور الذى يمكن أن يقوم به الأفراد من إحياء وتعليم الحرف التقليدية واليدوية، التى اشتهرت بها المحافظة قديمًا، ولا تزال، وإن كان فى حدود ضيقة، بالإضافة إلى المأكولات الشهيرة بالمحافظة، كل هذا سيؤدى حتمًا إلى تنمية المحافظة.
ويقول الدكتور "ضياء جاد الكريم" إن أسيوط تعد من أعرق محافظات مصر، وقد اكتسبت أهميتها منذ القدم من موقعها المتوسط بين أقاليم مصر الفرعونية، ولكونها مركزًا رئيسيًّا للقوافل التجارية المتجهة إلى الواحات بالصحراء الغربية، وبداية درب الأربعين الذى يصل إلى دارفور وكردفان بالسودان، وكان يعتبر طريق التجارة بين وادى النيل وبقية أفريقيا.
وشهدت أسيوط مولد حضارات عبر عصور ما قبل التاريخ فى (مطمر، نزلة، المستجدة، الهمامية، قاو الكبير، دير تاسا، البدارى)، ولعبت دورًا مهمًا فى الدولة القديمة، وكان لحكام الأقاليم فيها مكانة مرموقة، وفى العصر الإسلامى شهد بشهرة أسيوط، ما ذكره عنها كثير من الرحالة والمؤرخين العرب الذين زاروها، ووصفوها لنا أبدع وصف؛ فيذكر الإدريسى (القرن 5- 6 هـ / 11 - 12م): "إن أسيوط مدينة كبيرة عامرة آهلة جامعة لضروب المحاسن كثيرة الجنات والبساتين".
ويضم العدد المزيد والمزيد من الروائع والنوادر على صفحات مجلة ذاكرة مصر، الصادرة عن مكتبة الإسكندرية، رئيس تحريرها الدكتور خالد عزب وسكرتيرة التحرير سوزان عابد والتصميم والإخراج الفنى لآمال عزت.
جاكلين منير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق