الاثنين، 5 أغسطس 2013

الدكتورة آمنة نصير بنت قرية موشا باسيوط وأستاذة العقيدة والفلسفة في جامعة الأزهر تحكى ’’ في طفولتي ’’ .. اعتقدت أن شهر رمضان رجل بـ«لحية بيضاء»

http://aawsat.com/2013/08/05/images/daily1.738958.jpg




حكت الدكتورة آمنة نصير، أستاذة الفلسفة والعقيدة الإسلامية في جامعة الأزهر، ذكرياتها عن شهر رمضان، قائلة: «أتذكر ليلة القدر عندما كنت في مقاطعة أوترخت بهولندا، وجاءتني سيدة وزوجها يريدان أن يشهرا إسلامهما، وكنت وقتها أقدم ندوات في المركز الإسلامي الأوترختي.. سألتها عن سبب إقبالها على الدخول في الإسلام، فردت على: كنت أسير ذات يوم أمام أحد المساجد في لندن ورأيت المصلين وهم رُكّع.. وهذا المشهد هزني من الداخل، وجعلني طول الليل أفكر فيه.. وهذا المشهد جعلني أذهب في اليوم التالي للمكان نفسه، وأسأل المصلين: (لماذا تفعلون ذلك)، فأجابوني: (إننا نسجد لله في صلاتنا)».

وتابعت نصير: «السيدة الهولندية قالت لها إن السجود لله شيء بديع، وأن أضع رأسي على الأرض وأسجد لله (العالي اللي فوق).. هي مسألة منحتني حالة من السكون والراحة».

وأضافت آمنة نصير، وهي داعية إسلامية:

«في رمضان رغم أن الدعوات التي تقدم لي للمشاركة في الإفطار خارج المنزل، فإنني أفضل أن أكون في بيتي، حتى في صلاتي للتراويح والتهجد والفجر، فلي ركن خاص في منزلي أحب أن أصلي فيه بحالة من السكون والهدوء، وأرغب في ألا يقطع أي شيء على لحظات أشعر فيها أني أمام الله، فأنا محبة جدا للصلاة المنفردة مع نفسي».

وعن وجود دعوات وجهت لها في رمضان هذا العام للإفطار، قالت نصير: «بالفعل تتم دعوتي بشكل دوري، وأقول لمن يدعوني: إنني أريد أن أمكث مع ابنتي التي جاءت في إجازة من (دبلن) عاصمة آيرلندا، لكنهم يرفضون، وأطلب منهم ثانية أن يتركوني خلال الأيام العشرة الأولي من رمضان».

وقالت آمنة نصير لـ«الشرق الأوسط»، إن «أفضل الأماكن التي أحب أن أفطر فيها هو بيتي»، وأضافت: «بيتي مائدة إفطار يومية في رمضان لأولادي ولأقاربي من صعيد مصر ولأحفادي وأصدقائي»، موضحة أن أفضل أكلة تحب عملها في رمضان ويطلبها أحفادها هي «الملوخية والبامية والرقاق»، وتابعت بقولها: «أنا أستاذة في عمل المحاشي بأنواعها.. والكنافة التي أقدمها أفضل من الجاهزة التي تباع في محلات الحلويات».

وتحدثت الداعية آمنة نصير عن أفضل مشروب تقدمه في رمضان، قائلة: «أفضل مشروب الكركديه وقمر الدين.. (وبعمل خشاف كويس)، وأحب البلح باللبن مضافا له جوز الهند والزبيب، وممكن يكون أفضل طبق لي في رمضان، حيث أتناوله على الإفطار وبعده بساعتين أتناول إفطاري العادي، وأحب الفاكهة، وأرفض الأكل الثقيل.. (بيزعجني في الصيام)».

وعن موقف طريف لا تنساه آمنة نصير أبدا في حياتها حدث لها في رمضان، قالت: «في طفولتي عندما كنت أنا وشقيقتي زينب في بيت والدي، وهو كبير وعميد آل نصير في قرية موشي بمحافظة أسيوط بصعيد مصر، وقبل شهر رمضان بيومين كان العمال يأتون لمنزلنا الكبير، ويطلق عليه (الدوار)، ولم أكن أعرف لماذا يأتون ويظلون ينظفون ويغسلون ويرتبون، فسألت كبير العمال وقتها وكان يدعي (عم محمد السيد)، وكنت لا أعرف لماذا جاءوا.. كان يقول لي: عمك رمضان جاي على الجسر (طريق مواز للترعة مرتفع عنها)، تصورت أنا وشقيقتي أن عم رمضان هذا رجل كبير بلحية بيضاء وشخصية كبيرة ولها هيبة ويعلق سِبَحا كثيرة في رقبته».

وتابعت: «بقينا واقفين أنا وشقيقتي على باب المنزل (الدوار) بعدما انتهي العمال من عملهم ورحلوا وحل الليل ولم يأت عم رمضان، فوالدي سألني: إية يا آمنة إنتي وزينب واقفين ليه؟، قلنا له: مستنيين عم رمضان جاي على الجسر، فرد علينا بحنية الأب: لا يا حبيبتي.. عمك رمضان دا شهر كريم هو رمضان. وأدخلنا للمنزل، وبعبقريته احتوانا، وفهمنا إيه معنى رمضان شهر الصيام. وإلى الآن صورة والدي وهو يمسك بي في يده وشقيقتي زينب في اليد الأخرى باقية. ودخل بنا إلى الدوار وجلسنا على الدكة (كنبة كبيرة)، وحكى لنا حكاية عم رمضان.. اللي ضحك علينا بيه الراجل الكبير عم محمد السيد، الذي قعد يوصف عم رمضان.. واحنا صدقنا». وتابعت: «مع كل أول رمضان أتذكر عم رمضان ووالدي يصحح لنا هذه المعلومة».

وعن طقوس طفولتها في منزل عائلتها خلال شهر رمضان، ردت نصير قائلة: «كانت العائلات تحضر مقرأ (يطلق عليهم الصييتة) مثل الشيخ محمد صديق المنشاوي طوال شهر رمضان على موائد الإفطار، ويظل ينشد حتى موعد السحور، وكان في الإفطار والسحور يجتمع المسلم والمسيحي، وعقب الإفطار تقام ليالي السمر في سهرات سياسية وثقافية». وتابعت: «كان وقتها عمري 7 سنوات، وكنت أسمع الحوارات الثقافية والخلافات السياسية التي تدور في دوار والدي الكبير الذي ما زلت أتذكر ملامحه حتى الآن».

وختمت آمنة نصير بقولها: «حولت منزلي في القاهرة لدوار للصعايدة والأصدقاء والجيران يأتون عندي طوال شهر رمضان».

* أستاذة العقيدة والفلسفة في جامعة الأزهر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...