الأربعاء، 28 أغسطس 2013

الغنايم «المنسية» فى جبال أسيوط تعود لأحضان الجماعات الارهابية


http://sphotos-g.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash3/553930_571643656190974_592928323_n.jpg
أينما ينتشر الفقر، ينمو فى نفس التربة نبات شيطانى آخر، اسمه التطرف، يرعاه الفقر، ويرويه الجهل حتى يكبر ويظلل ويفرع، هذا هو حال الكثير من مناطق الصعيد، تركتها الحكومات المتلاحقة مرتعا لسرطان الفقر، الذى ينتشر فى مجتمعات علمتها قسوة البيئة التطرف، فلم يعد غريب أن يخرج معظم قيادات الإرهاب من هناك.

على مسافة نحو 40 كيلومترا جنوب محافظة أسيوط، تقع مدينة الغنايم، ملاصقة تماما لمركز طما، أول حدود محافظة سوهاج، لكن بعدها عن خط السكك الحديدية، وموقعها فى حضن الجبل الغربى، جعلها أكثر انعزالا إلى حد "النسيان"، لذلك كانت أرضا مناسبة للإتجار فى السلاح والمخدرات، وللخصومات الثأرية، بالإضافة لكونها مأوى آمنا للجماعة الإسلامية فى تسعينات القرن الماضى.

وخلال الأيام القليلة الماضية، التى تلت فض اعتصامى مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى بالقوة، فى «رابعة العدوية» و«النهضة»، أصبحت المدينة المنسية بؤرة ساخنة لأنصار جماعة الإخوان، والتيارات الإسلامية المتحالفة معها، حيث تعرض مركز الشرطة ومجمع المحاكم فيها للحرق، وإتلاف جميع المحتويات والملفات الخاصة بها، وسرقة كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة منها.

وتكررت محاولات أنصار الإخوان والجماعة الإسلامية لاقتحام مركز الشرطة، السبت الماضى، أثناء مسيرة لهم فى شوارع المدينة، وهو ما دفع قوات الشرطة والجيش لإطلاق الأعيرة النارية على المهاجمين، مما تسبب فى مقتل أحدهم، وإصابة 2 آخرين، قبل أن تعزز قوات الأمن من وجودها بأعداد إضافية، و5 مدرعات عسكرية طراز فهد، بالتزامن مع أنباء عن وجود القيادى بالجماعة الإسلامية، المطلوب أمنيا، عاصم عبدالماجد فيها.

تتميز مدينة الغنايم

بقلة عدد السكان، الذين يبلغ عددهم 150 ألف نسمة، تصل نسبة المتعلمين بينهم إلى 60%، كما تنقسم المدينة إلى أربعة أجزاء، هى «بحرى» و«قبلى» و«غرب» و«شرق»، وأدى المناخ الجبلى والقبلى السائد فى المدينة إلى انتشار الفقر والخصومات الثأرية، بالإضافة لغياب البنية الأساسية، مما ساعد فى عودة أعضاء التيار الإسلامى للظهور فيها مؤخرا، خاصة مع اختيار ابن المدينة، الدكتور عبدالآخر حماد، مفتيا للجماعة الاسلامية على مستوى الجمهورية.

ووفقا لمصادر مطلعة، فإن الجماعة الإسلامية تسعى إلى استعادة سيطرتها على المدينة، اعتمادا على التاريخ السياسى لها، حيث حشدت قيادات «الإخوان» والجماعة الاسلامية العشرات من أعضائهم للتظاهر دعما للرئيس المعزول، بدءا من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، ثم دعم الإعلان الدستورى لمرسى فى نوفمبر الماضى، وأخيرا التظاهر ضد فض اعتصامى «رابعة العدوية» و«النهضة»، ونجح المتظاهرون خلالها فى السيطرة على مقر الوحدة المحلية، وإخراج العاملين منها بالقوة، واستخدام الإذاعة المحلية فى دعوة المواطنين للمشاركة فى المظاهرات.

ويقول على محمد، أحد أهالى الغنايم، لـ«الشروق»، إن «الخصومات الثأرية بين العائلات، وتجارة الأسلحة والمخدرات، والاعتداء على الأقباط، تزايدت خلال الفترة الأخيرة، نتيجة الظروف الأمنية التى تمر بها البلاد، بالإضافة إلى قسوة الظروف المناخية، وانتشار الفقر والبطالة، وصغر حجم الرقعة الزراعية».

وأضاف أن «الغنايم ترتبط بظروف قرى الجوار، التابعة لمركز طما، ومعظمها يشتهر بتجارة السلاح والمخدرات، حيث وفرت المدينة القريبة من الجبل الغربى ظروفا مناسبة للاختباء، وممارسة انشطتهم فيها، ونفس الأمر بالنسبة للجماعة الإسلامية»، لافتا إلى أن «المدينة كانت تعيش دون أى مدرسة ابتدائية حتى تسعينيات القرن الماضى، عندما تم بناء العديد من المنشآت الحكومية، بالإضافة إلى مستودعات للبوتاجاز ومراكز الشباب».

ومن جهته، يوضح محمد سيد، أحد أهالى المدينة، أن «الغنايم اشتهرت منذ تسعينيات القرن الماضى بانتشار الجماعة الإسلامية، خاصة مع وجود عدد من أبرز قياداتها هناك، مثل سمير محمد عطيفى، وماجد العطيفى، اللذين تم قتلهما على خلفية أحداث مديرية أمن أسيوط، والآن يوجد فى المدينة أعضاء الجيلين الثانى والثالث من اتباع الجماعة، الذين خرجوا من المعتقلات عقب ثورة 25 يناير».

وفى تصريحات خاصة لـ«الشروق»، يقول مدير أمن أسيوط، اللواء أبوالقاسم أبوضيف، إن «المناخ والفقر والجهل والبطالة والموقع الجغرافى لمدينة الغنايم، كلها أسباب لانتشار الفكر المتطرف منذ التسعينيات»، موضحا أن «حداثة إنشاء مركز شرطة فى المدينة، التى كانت تابعة فى السابق لمركز صدفا، كان سببا فى إحراق أنصار مرسى لمركز الشرطة، لكن تم الدفع بتعزيزات أمنية إلى المدينة، بالتنسيق مع قوات الجيش، كما أمرت النيابة العامة بإجراء تحريات حول المتهمين والمحرضين على أعمال العنف والتخريب التى جرت، ويجرى حاليا تحديدهم».

ومن جانبه، أوضح محافظ أسيوط، اللواء إبراهيم حماد، أنه اجتمع مع قيادات الأمن ومسئولى الوحدة المحلية والعاملين فى الهيئات الخدمية بمركز ومدينة الغنايم، لبحث وضع آليات بالتنسيق مع رموز العائلات، للسيطرة على محاولات أعضاء الفكر المتطرف لارتكاب أعمال تخريب، مستغلين الموقع الجبلى للمدينة، مضيفا أنه أمر بإرسال تعزيزات أمنية، وإنشاء أكمنة شرطية ثابتة على الحدود الجبلية، كما تم تدعيم المستشفى المركزى بأطباء، ومحطة مياه الشرب، وشبكة الكهرباء، بعمالة، ضمن خطة لتحسين البنية التحتية فى المدينة.


يونس درويش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...