الاثنين، 2 سبتمبر 2013

" تذاكر على بياض ".. روايات مأساة سائق أسيوطى مع المرور والمطار

alt
                          باقى الصور


alt
 خرج " صاحب سيارة أجرة "من منزله بعد صلاة الفجر ، ليبدأ يوميه كعادته ، متفائلاً بالحصول على بعض الجنيهات ليقتات بها أولاده وأسرته وليواجه بها متطلبات الحياة ، لم يكن يعلم أن " الكمين" المرورى قد خرج مبكراً ليتكسب هو الآخر من دم المواطنين دونما وجه حق ، رزقه الله بـ" زبون " إلى مطار أسيوط الدولى ، واتجه فى طريقه إلى المطار بعد أن اتفق مع " الزبون " على مبلغ مائة جنيه ، توكل على الله – مستمعاً إلى بعض آيات من القران الكريم فى سيارته ، فجأة استوقفه " كمين المرور " .

"الرخص لوسمحت" ، كلمات إستهل بها شرطى المرور بداية تعامله مع " عم كرم" سائق السيارة ، وعلى الفور أخرج الرخص قائلاً:" إتفضل يا أفندم " ، حملق الشرطى فى الرخص فلم يجد فيها أى مخالفات ، وجال يميناً ويساراً حول السيارة فلم يجد بها أى مخالفات أيضاً ، عائداً إلى قائد السيارة وفى يده دفتر المخالفات ، بعد أن نزع منه إيصالاً على بياض ب" خمس وعشرون جنيها ً" قائلاً :" يلا يا أخويا عليك غرامة بخمسة وسبعون جنيهاً ، شخلن جيبك " ، إشتاط " عم كرم"  قائلاً:" ليه بس يا باشا ، هو أنا عملت أيه مخالف علشان أدفع الفلوس دى " .

رد عليه الشرطى :" أخلص يا إبنى ورانا شغل " ،وبما أن عم كرم رجل أمى لا يجيد الكتابة ولا القراءة ، وبطبيعته الفطرية يهاب دائماً رجال الشرطة ، لم يتردد لحظة وأخرج " محفظته " فلم يجد بها إلا بعض الجنيهات الحديدية التى تبقت من مصاريف يوم أمس ، وبكل حزن وأسف نظر إلى " الزبون" قائلاً :" معلش يا عم الحاج أدينى 75 جنيه ونتحاسب بعد التوصيلة" ، أخرج الزبون النقود وأعطاها للشرطى .

أشعل  " عم كرم " موتور سيارته متجها ً إلى مطار أسيوط ، وفى يده إيصال المرور ، وهو يردد كلمات :" أصبحنا وأصبح الملك لله ، حسبى الله ونعم الوكيل " ، وعندما وصل إلى بوابة المطار إذ بحارس الأمن يستوقفه وفى يده دفتره الأبيض قائلا:"رسوم الدخول خمسة جنيه ياأخ" ، لم يتردد لحظة فى دفع الخمس جنيهات ، وهو يقول :" يوم يعلم بيه ربنا" ، وبعد الدخول أراد أن ينزل متعلقات الزبون ، فركن يميناً وبمجرد نزوله من سيارته إذ بأحد أفراد الأمن يقول له " خمسة جنيه يا أخ رسوم الوقوف" ، فنظر إليه ، قائلا:" اتفضل يعنى جات عليك أنت " وخرج من مطار أسيوط عائداً إلى منزله ، وهو فى غاية الحسرة والندامة أن خرج فى هذا اليوم ، ولكنه كان مجبراً لأنه مسئول وراع عن أسرة مكونة من سبعة أفراد ، وفى طريقه للعودة إذا ب" كمين مرورى " يستوقفه عند مدخل أسيوط من الناحية الغربية ، " الرخص لو سمحت" – عبارة كلما سمعها السائق إقشعر جسده- ،" إتفضل يا باشا الرخص والإيصال ، لسه مكملتش ساعة دافع 75 جنيه " فنظر الشرطى إلى الرخص والإيصال ، فوجده بخمس وعشرون جنيهاً ، فصاح فى السائق :" إنت بتضحك علينا يا روح أهلك ، الإيصال ب25 جنيه " ، صاح "عم كرم" قائلاً :" والله دفعونى 75 جنيه على الصبح ، وأنا معرفش أقرأ ولا أكتب ، وإستجهلونى منهم لله ". تركه الشرطى بعد أن قال له كلمات " القانون لا يحمى المغفلين ". وظل السائق طيلة الطريقة يُردد عبارات " القانون لا يحمى المغفلين"، " حسبى الله ونعم الوكيل " ..

مأساة يتعرض لها المواطن الأسيوطى يومياً مع " التزاكر " ولا يعلم فى حصيلة من تصب هذا المتحصلات المالية ، وزارة الطيران المدنى ،وتتبعها الشركة المصرية للمطارات وبالتحديد قطاع الشئون المالية تقوم بتحصيل رسوم مالية دونما ذكر إسم المواطن أو توقيعه ، وإدارة المرور تقوم بتحصيل أموالاً من المواطنين من أجل تحسين الخدمة المرورية فى أسيوط بإيصالات على "بياض" ، ودون توقيع المواطن ، وبزيادة أضعاف ما هو فى الإيصال للأميين ، فى وقت تنعدم فيه جميع الخدمات المرورية فى المحافظة ، فيا هل تُرى سيظل المسئولين فى مصر يستجهلون المواطنين البسطاء ، وهل سيكون هناك فعلاً مصب لهذه الأموال لتحسين أوضاع الدولة فى وقت تحتاج فيه إلى المساندة من كل أبنائها ، أم أنه سنظل نُردد عبارات " إذا كان رب البيت بالدف ضارباً".


على شاكر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...