رسخت المحاولة الفاشلة لاغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، التى وقعت صباح اليوم الخميس، مبدأ الاعتماد على الإرهاب فى رد اعتبار جماعة "الإخوان"، حيث لم تكن هذه المحاولة هى الأولى لها ولن تكون الأخيرة، فى رسالة للعالم تؤكد أن التعصب الدينى والإرهاب هما وجهان لعملة واحدة.
واستهدف الإرهاب فى مصر على مر تاريخه من خلال هجماته السوداء الكثير من المدنيين والسياسيين، وكانت تلك الهجمات فى أعنف وطأتها فى تسعينيات القرن الماضى، حيث تم استهداف القيادات السياسية العليا من جانب حركات الجماعات الإسلامية، سعيا لتطبيق الشريعة الإسلامية فى مصر.
ويمكن تقسيم تلك العمليات إلى ما قبل ثورة 23 يوليو 1952 وما بعدها، ففى عام 1943 شكلت جماعة "الإخوان المسلمين" جهاز سرى عبارة عن منظمة مستقلة للنشاط شبه العسكرى تحت السلطة المباشرة للشيخ حسن البنا مرشد الجماعة، وفى عام 1948 قتل فريق من هذا الجهاز قاضى الاستئناف أحمد الخازندار انتقاما منه على إصدار حكم وصوفه بأنه "قاسى" ضد عضو من أعضاء الجماعة.
وبعد انتصار إسرائيل فى حرب 1948 على الجيوش العربية، قام الجهاز بإضرام النيران فى بيوت اليهود بالقاهرة فى يونيو 1948 وفى مخازن مملوكة لهم، وبعد ثورة 23 يوليو 1952 وإلغاء النظام الملكى خاب أمل الجماعة فى كسب النفوذ فحاولوا اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالمنشية يوم 26 أكتوبر عام 1954.
وباتت هجمات الإرهاب فى مصر أكثر عددا وأشد شراسة فى ثمانينات وتسعينات القرن العشرين، حيث استهدفت المسيحيين والسياح الأجانب والمسئولين الحكوميين، وفى 18 أبريل 1974 اقتحم 100 من أعضاء منظمة التحرير الإسلامية مستودع الكلية الفنية العسكرية بالقاهرة واستولوا على أسلحة وعربات على أمل اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات وغيره من كبار المسئولين المصريين، إلا أن هذه المحاولة باءت بالفشل وتم اعتقال 95 من أعضاء المنظمة، فضلا عن إعدام اثنين منهم.
وفى 3 يوليو 1977 قامت مجموعة التكفير والهجرة بخطف وزير الأوقاف الأسبق محمد الدهبى للمقايضة على الإفراج عن 60 من أعضاء التكفير والهجرة من السجن، وبعد 4 أيام من عمليات الاختطاف تم قتل الدهبى والتمثيل بجثته، وفى عام 1981 وافق الشيخ عمر عبد الرحمن، المعتقل حاليا فى الولايات المتحدة الأمريكية، على أن يكون مفتى تنظيم الجهاد، وأصدر فتوى بتشجيع سرقة وقتل الأقباط لتمويل وتقوية الجهاد ثم فر هاربا إلى أمريكا حيث تم القبض عليه وسجنه بتهمة محاولة تدبير تفجيرات هناك.
ويتواصل هذا التاريخ الإرهابي إلى أن يقف عند حادثة المنصة التى اغتيل فيها الرئيس أنور السادات عام 1981 على أيدى متطرفين مسلمين، وبالتزامن مع اغتياله بدأ تنظيم الجهاد التمرد فى أسيوط وسيطر المتمردون على المدينة فى 8 أكتوبر 1981، ونجحت الأجهزة فى ذلك الوقت فى استعادة السيطرة عليها، ونتج عن ذلك مقتل 68 من رجال الداخلية والدفاع، وجاءت أحكام السجن على المتمردين خفيفة نسبيا حيث لم تتجاوز 3 سنوات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق