الأحد، 22 سبتمبر 2013

ابن قرية الزعيم «جمال عبد ناصر»..بائع السميط الباحث عن الكرامة للغلابة


http://elbadil.com/wp-content/uploads/2013/09/DSC02356-720x360.jpg
“فين الولد ما يروح لازم يعود أسمر، نهـرب وفين نروح لما الهموم تكتر“ بهذه الكلمات الحنونة التي شدا بها منير بصوته الدافئ، يمكنك أن تتخيل هذا الشاب الصعيدي بجلابيته القاتمة وهو يهرول بين السيارات أمام وزارة الخارجية بمنطقة كورنيش النيل بقفصه الصغير المحمل بالسميط والبيض والجبن.

يقف كالوتد أمام بضاعته وتعلو الابتسامة وجهه، رغم هذه الشمس الحارقة التي تسقط على رأسه لساعات طويلة، لعل عابر يمر ويشتري منه، عندما تقترب منه تجده يشبه ملايين الشباب الكادح على لقمة عيشه وترى في عينيه شقاء ملايين الشباب المصري الأرزقي.

قال أنه جاء من قرية الزعيم جمال عبد الناصر “بني مر – أسيوط”، منذ أكثر من 15 عام بعد أن حصل علي دبلوم الصناعة، وكالعادة لم يجد فرصة عمل، ونظرا لأنه لا يمتلك طين وليس من الأغنياء..صمت قليلا وتنهد قائلا “لو كان حدانا أرض ولو “جراطين” أو عبد الناصر كان موجود، مكنش الواحد اتطلم بعيد عن بيته واتغرب وساب ناسه وعياله”.

مرت السنون وهو يتنقل بين العديد من المهن كحارس عقار بمصر الجديدة، ولكن نشأته الصعيدية الصلبة، التي تؤسس الاعتزاز بالنفس لم تتفق مع سكاني العقار من هؤلاء البرجوازيون الذين لا يشعرون بآدمية الآخرين، ثم انضم إلى بؤس “عمال التراحيل” ينتظر يوميا مع مجموعة من أصدقائه في موقف أبو الريش بالسيدة زينب إلى أن يمر عليهم أحد المقاولون ليختار من بينهم من يصلح للعمل بإحدى المدن السكنية الجديدة كعمال بناء، وكأننا في سوق كبير يباع ويشترى فيه العبيد.

ولكن الفقر دائما يصطحب معه المرض، فلم يكمل في هذه “الصنعة” لسوء الأحوال الصحية، إلى أن استقر على شراء 150 سميطة يوميا ويقوم بإحضارها إلى الكورنيش، ويقول انه يقف يوميا من الساعة السادسة صباحا حتي ينتهي من بيع كل السميط، وذلك حسب الحركة والزحام وعدد السيارات.

أشار إلى أن أكثر الأيام الذي يحقق فيها مبيعات الأحد والإثنين باعتبارهما اول أسبوع العمل، ويحرص كثير من الموظفين على الذهاب إلى مكاتبهم، فضلا عن أيام المدارس والمظاهرات بميدان التحرير، حيث يقوم بتزويد كمية السميط وينتقل إلى بيعها للمتظاهرين.

أضاف أنه يقطن في منطقة بابور الطحين “بحي شبرا“ ويشتري السميط من فرن بجوارغرفته التي يعيش فيها مع ثلاثة آخرين، حتى يتمكنوا من دفع ايجارها الشهري الذي يتجاوز400 جنيه، ويكسب فقط 25 قرش في كل سميطة، حيث يبيع الواحدة بجنيه فقط، ولكن في حال دمجها مع بيض أو جبنة سعرها يرتفع إلى 2 جنيه.

وعن المضايقات التي يتعرض لها تبدأ من البلدية والحكومة أي الشرطة التي تطارده وترفض وقوفه، وفي غضب شديد قال “يعني هما لا يرحموا ولا بيسبوا رحمة ربنا تنزل”، أنا واقف على رصيف في منتصف الطريق، ولم أجلس في حرم الشارع واتسبب في اشغالاته.

 وقال

“لو وجدت شغلانة أخرى لما ترددت علي قبولها، فلدي عدد من الأصدقاء حاصلين علي ليسانس آداب ويضطرون لبيع السميط في الإشارات، فبدلا من أن تساندنا الدولة نجدها تدفع الشباب للانحراف واللجوء إلى أسهل الطرق للحصول على أموال”.

أما عن رأيه في أحوال البلد بعد 30 يونيو قال “ربنا ينتقم من مرسي وجماعته، هما السبب في العطلة اللي البلد واقفة فيها منذ 25 يناير، هما الذين انحرفوا عن مطالب الشباب الثوري وفضلوا البحث عن مصلحتهم وإجراء الانتخابات البرلمانية قبل وضع دستور جديد وتكالبوا على السلطة ووصلوا للرئاسة ولكنهم لو إخوان مسلمين حقيقيين كانوا اتعظوا واخذوا عبرة من مبارك، ولكن السلطة أعمت عيونهم”.

وعن رأيه في النخبة والأحزاب السياسية وهل هناك بديل للإخوان المسلمين، انطلق بحسم وباقتضاب “انا مش شايف راجل في البلد دي خايف علي مصلحتها واستقرارها غير الفريق عبد الفتاح السيسي كل اللي أمي وجدتي كانوا يوصفوا به الرئيس عبد الناصر أن أشاهده علي أرض الواقع من عزة وكرامة السيسي ووقوفه لوحدة ضد الأمريكان والإرهابين في سيناء ..صراحة.. الله يقويه على أعداء البلد سواء في الداخل والخارج.

أما عن مطالبه في الدستور الجديد، كان له أيضا تحليل من نوع خاص حيث يري ليس من الأهمية تعديل الدستور حاليا وندخل في دائرة من الرفض والقبول والانسحابات من اللجنة، عندما يعترض كل فصيل علي مواد بعينها، فكان من الأهم أن نعتني بالاقتصاد وإصلاح أحوال البلاد والعباد، ونهتم بالمواطن الفقير وأحواله.

أضاف أنه يتمني أن يستقر الأمن في البلاد، وأن تنتهي الواسطة والمحسوبية، وتخفض تذاكر القطار التي تكبده 70 جنيها عندما يسافر لزوجته وطفليه أسيوط، وأن يتوفر تأمين صحي لجميع المواطنين ولا يشترط أن يكون مرتبطا بعمل أو وظيفة.

إنه “مجدي زكريا” – والذي تعرفت علي اسمه بصعوبة في نهاية اللقاء، كما رفض التصوير وأدار وجه سريعا قائلا “عايزة تفضحيني وسط جرايبي في الصعيد بالتصاوير كمان” ..كفاية اسمي بس.

 

هاجر عثمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...