"غادة "الأسيوطية بنت مركز ساحل سليم باسيوط فتاة هزمت اليأس .. وحولت "الإعاقة" إلى طاقة نور

                            باقى الصور

 

 فضلت أن تتحدى إعاقتها ورفضت أن يتملكها اليأس، فقررت القبول بالقضاء والقدر وجعلت من الإعاقة طاقة نور تقودها لتحقيق المستحيل والوصول لقمة التصميم وغاية الأماني ... إنها "غادة" فتاة صعيدية بمحافظة أسيوط، معاقة حركياً ولكنها لم تُصب بالإحباط أو خيبة الأمل ولم تكن إعاقتها سداً يمنعها من تحقيق أحلامها .

"غادة" تلك الفتاة الطموح التى أبهرت العالم بثقافتها وكفائتها وقدراتها على تحدى الإعاقة ،لتكمل بذلك مسيرة تفوقها التي بدأتها منذ نعومة أظفارها ولتعتلي قمة النجاح وتحصل على شهادة اليسانس فى الخدمة الاجتماعية.
إنها من النماذج المشرقة والمشرفة لأبناء أسيوط، الذين أشعلوا بنجاحاتهم إرادتنا، وبثوا في نفوسنا التحدي من جديد، وأكدوا لنا بأن إعتلاء منصات النجاح لا يأتي عبثاً بل يحتاج إلى جرعات متوازنة من الإرادة القوية والتحدي والإصرار الكبير على تحقيق الهدف .
لقد إستطاعت غادة أن تجابه الإعاقة بروح عالية وإرادة حديدية تفتقد عند كثير من الأسوياء من أقرانها، أو بالأحرى بعد الإطلاع على نجاحتها، لابد أن نغير التعبير هنا لنقول بأن "المعاق الحقيقي" هو ذلك الذي لا يُحسن الإستفادة من قدراته وملكاته التي وهبها الله له. لقد رسمت أمام أعُيننا إبتسامة رضى ورغبة في تقديم الأفضل، ولنتذكر دائماً بأن أصحاب الإرادة القوية، هم الذين يصنعون تاريخاً تليداً تتوارثه الأجيال، ويكللون أعمالهم بالتميز والاستمرارية حتى يستطيعون إنجاز ما عجز عنه الآخرون.
"في أغلب دول العالم لا يعاني المعاق، ولا يُنظر إليه بعين الرحمة والشفقة ،لأنه شخص يجب أن يكون لبنة بناء في بلده ،وأن يُنتج ويصبح عنصراً مفيداً يحاسب في التقصير ويكرم إذا أبدع وأنجز،ولكن المعاق لدينا لا يجد نظاماً يحميه أو يشجعه على الإبداع" هكذا بدأت غادة مقدمتها للحوار مع جريدة الدستور .
إنها "غادة محمد سليمان من مركز ساحل سليم قرية "العونة "بأسيوط, حاصلة على ليسانس اداب قسم علم اجتماع 2009. وأعمل مراجعة حسابات بالإدارة الصحية بساحل سليم.
حين إقتربنا من غادة وسئلناها عما يُضايقها في إعاقتها ؟ فأجابت وهى واثقة الخطى أنها لم تخجل يوماً ما من إعاقتها ولكن تلك النظرات التي ينظرها اليها الغير فى تحركاتها قائلة " لا أبالى بنظرات الغير ولكن أحُس بأعين الأخرين وحركات أفواههم حين يرونى وخاصة عندما أتحرك أو أمارس نوعاً ما من الرياضة .. تلك النظرات النابعة من الدهشة, التي تجعلني أحس بالعجز, وتذكرني بأني معاقة، تلك النظرات التى ينتج عنها الشفقة, وهذا ما أكره جدًا. ويجعلنى أُصاب بكثير من الإحباط ولكن إصرارى والرضا بما قسمه الله لى جعلنى أتغلب على كل تلك النظرات واستبدلها بإبتسامات فى قلبى لا علمها إلا الله، فأنا الوحيد القادرة على إسعادى بفضل الله "

قصة نجاح غادة
"من طفولتى ووالدى كان يشجعنى على المبادرة فى كل شىء ينفعنى وعلى التعود على معاملة الناس" كلمات عبرت بها غادة عن أخر كلمات قالها لها والدها قبل وفاته بعد أن علمها الإعتماد على النفس فى كل شى .
كانت غادة تكتب الشعر فى المرحلة الثانوية لكنها أردت إلا تتعمق فيه حيث أنها رأت أن الشعر يجعل الشخص حساس وعاطفى وهذا غير مرغوب فى المجتمع الصعيدى للإنثى على حد قولها .وكانت محبة للقراءة وتأليف القصص وقد لاقت إعجابا من أصدقائها ومعلميها بكتاباتها .
"احب التنس منذ المرحلة الثانوية لكن لاتوجد إمكانيات لذوى الإعاقات وعندما وصلت للمرحلة الجامعية طلبت منى صديقة أن أشترك فى الأنشطة الطلابية للجامعة وبدأت فعلاً فى المشاركة فى لعب التنس وبدأت التدريب مع المدربين" هكذا بدأت غادة نشاطها الرياضى وقد لاقت التشجيع من المدربين حتى إستطاعت تنمية مهارتها فى لعب التنس وقد شاركت فى العديد من المعسكرات وكانت تفوز فى العديد من المسابقات وتحصد المراكز المختلفة على مستوى الجامعات.
حصلت غادة على العديد من التقديرات من داخل جمهورية مصر العربية وخارجها، فقد حصلت على شهادة تقدير من جمعية حقوق الإنسان بكلية الحقوق جامعة أسيوط فى مجال دعم القدرات، كما حصلت على شهادة تقدير من معهد إعداد القادة بحلون فى نشاط الانضباط والإلتزام، بالاضافة إلى أنها حصلت على شهادة تقديرية من جامعة أسيوط للمشاركة الفعالة فى برامج إعداد شباب المستقبل لتنمية المواهب والإبداعات، كما أنه تم تكريمها بشهادة تقديرية فى التثقيف السياسى من جامعة أسيوط للمشاركة الجادة والفعالة فى نشاط نماذج المحاكاة الأكادمية ومثلت فيها دولة البحرين فى نموذج جامعة الدول العربية فى مجال الإعلام .
برزت غادة فى لعبة الرمح وقوف حيث تم تكريمها من قبل اتحاد طلاب جامعة أسيوط لحصولها على المركز الثالث رمح وقوف فى المهرجان الرياضى لذوى الإحتياجات لخاصة بالمركز الأوليمى بالمعادى عام 2008 .
تقدمت غادة فى لعبة المصارعة بالذراعين حتى انها حصدت المركز الثالث مصارعة الذراعين فى الملتقى الأول لفرسان الإرادة بجامعة عين شمس، كما أنها حصلت على الميدالية الفضية فى مصارعة الذراعين باليد اليسرى
سافرت غادة الى الولايات المتحدة الأمريكية وذلك لتبادل الثقافات المختلفة بين طلاب الجامعات المصرية وطلاب جامعة Kennesaw state university بولاية جورجيا .
رسالة من غادة للمسئولين
"أوجة للمسئولين فى مصر رسالة وهى أن يحاولوا عمل مراكز رياضية لذوى الإعاقات الخاصة حتى نمارس الرياضات بشكل مريح وملائم " كلمات طالبت فيها غادة من المسئولين النظر فى وضع ذوى الإحتياجات الخاصة بإنشاء المراكز الرياضية والتى لم ترى لها أى وجود فى مصر .
"هناك كراسى فى أمريكا يستخدمها المعاقين تختلف تماماً عن مصر تتسم بالراحة وسهولة الإستخدام والتحرك بها فى أى مكان أتمنى من المسؤلين تفعيلها داخل مصر " رؤية شاهدتها غادة ولمستها خارج مصر وتطالب المسئولين تفعيلها داخل مصر حتى يستطيع المعاق التحرك بسهولة ويسر والتجوال من مكان لأخر حتى يمارس حياته كباقى البشر.

على شاكر