الأحد، 8 سبتمبر 2013

أجرة " مواصلات " أسيوط مضاعفة..والمواطن يستغيث بالمرور


تعيش محافظة أسيوط – حالها حال باقى محافظات مصر – حالة من المعارك الطاحنة والمشكلات اليومية بسبب مضاعفة سائقى التاكسى والميكروباص للأجرة دونما أي رقابة من المرور، غلاء الأسعار فى " تسعيرة السرفيس " ، و" الميكروباص " جعل المواطنين الكادحين فى أسيوط يستغيثون بالمسئولين، خاصة بعد توقف حركة القطارات، فهل من مغيث؟
جريدة " الدستور " ترصد عن قُرب معاناة أهالى مدينة أسيوط ومراكزها وقراها مع أزمة المواصلات وما يتبعها من خلق للمشاكل الاجتماعية ، خاصة فى القرى التى تتسم بالطابع الثأرى ، ففى الساعات الأولى من صباح اليوم خرج " عبده" من منزله متجهاً  إلى محطة قطار أسيوط ليسافر إلى محافظة المنيا لقضاء بعض المصالح الخاصة ، ولكن للأسف بعدما سافر من قريته لمدة ساعتين ليصل إلى أبواب المحطة وجد القوات المسلحة تتمركز على أبوابها ويرد عليه أحد أفراد العسكر " المحطة مش شغالة " .
توقف دقائق ، وبعدها قرر الرجوع إلى موقف الأزهر ليعانى ساعات الإنتظار وسماع الكلمات المشينة من سائقى الميكروباص ، لوح بيده إلى سيارة تستقله إلى موقف الأزهر ، وصعد إلى السيارة ، وبعدما جلس على مقعده ، إذا ب" الصبى " خش لجوه يا أستاذ ، الكراسى أربعات " . كظم غيظه ولم يتفوه بكلمة ، وبعدها سمع صوتاً " الأجرة يا حضرات جنيه " ، فردد بعض الركاب " ليه يا أبنى الأجرة نصف جنيه " ، تعالى صوت " الصبى " قائلاً:" الأجرة جنيه على الصبح ، واللى مش عاجبه يتفضل ينزل " . الجميع إتسم " بالسلبية " أو أن بعضهم لا يريد مشاكل فى وقت يريد فيه الذهاب إلى عمله ، فقاموا جميعاً بدفع الأجرة مضاعفة " جنيه " فى حين أنها نصف جنيه طبقاً للوائح المرور .
وصل الإستاذ " عبده " إلى موقف محطة الأزهر،
وسمع صوتاً يهتف " منيا منيا " فذهب إليه وإستقل السيارة ، ولكنه فى هذه المرة سئل عن الأجرة ، فرد عليه أحد الركاب " والله الأجرة هنا على حسب السواق ، وكل سواق وليه طريقة "، تنهد "عبده " ولم يتفوه أيضا بأى كلمة ، اكتملت السيارة، وقبل أن تتحرك جاء أحد الرجال العاملين بالموقف " عامل الكارته " ونظر من نافذة السيارة للركاب وقال " الأجرة 12 جنيه يا رجالة " .
تحركت السيارة من موقف الأزهر بأسيوط لتتجه إلى المنيا ، أشعل قائدها " سى دى " ، مع سماعات " الصب أوفر " ليستمتع بأغانى " الشبشب ضاع " ، و " .... البنت مديحة ، الهوى ..... " وبصوت عالى صاح الأستاذ " عبده" يا أسطى لو سمحت شغل قران ، علشان ربنا يستر الطريق ، لم يعبأ السائق بكلماته وبعد دخوله على الطريق الصحراوى الشرقى أخذى يتعدى السرعة التى لا يمكن وصفها إلا بالجنونية ، حتى أنه قطع المسافة ما بين محافظة أسيوط والمنيا فى ساعة إلا خمس دقائق ، فى حين أن المسافة تزيد عن الساعتين .
على مشارف المنيا يقف السائق وينظر خلفه " الأجرة يا بهوات 15 جنيه " ، نظر اليه الجميع محملقين قائلين بصوت واحد :" الأجرة 12 جنيه زى ما قال عامل الكارته " ، لم يعبأ السائق بكلام الركاب وأصر على أن يأخذ الأجرة بزيادة 3 جنيه ، وللأسف دفع كل الركاب الأجرة كما قال السائق خوفاً من وقوع المشاكل أو سماع الالفاظ المشينة ، بعد أن عرضوا عليه الذهاب إلى قسم الشرطة ، فلم يتحرك من مكانه إلا بعدما أخذ الأجرة كاملة .
 
أمام  كلية الآداب بجامعة أسيوط تقف سيدة عجوز، وتلوح بيدهاعشرات المرات للتاكسى قائلة " السادات يا اسطى " بعد ما لفحتها حرارة الشمس وأصوات السيارت الصاخبة ، وبعد ساعة وقف التاكسى وقال قائده :" خمسة جنيه قبل ما تركبى " ونظراً لأنها أصبحت غير قادرة على الوقوف ، إستقلت التاكسى ، ولما وصلت إلى أول الشارع ، قال لها :" يلا انزلى " فردت بصوت خافت يا " إبنى لسه الشارع طويل " قالها متفقناش على كدا ونزلت السيدة العجوز تتكى على حوائط الشارع حتى وصلت إلى منزلها .
 
أحد عمال " طايفة المعمار " يسافر من أسيوط إلى القاهرة بعد مرارة المواصلات من مركز أبو تيج ومضاعفة الأجرة وعدد الركاب ، ومعاناة المشادات الكلامية يقول:" بعد تعطيل القطار، مابقاش فيه خيار لنا إلا الميكروباص لأنه ينجز فى الوقت، لكن سائقى الميكروباص بيستغلوا الركاب، وبادفع فلوس أكثر من الأجرة العادية ، كنت بدفع 35 جنيه من أسيوط إلى مصر ، ودلوقتى بدفع 55 جنيه ، حرام دا ولا حلال " .
 
عبير شحاته – إحدى طالبات الإعلام بآداب أسيوط  تقول " لماذا لا تكون هناك رقابة من المرور على السائقين وخاصة فى أسيوط ، وبعدين إحنا كبنات لازم ندفع بزيادة زى ما بيطلبوا ، علشان ما نتأخرش على أهلينا ، وما باليد حيلة ، وإلا مش هنروح وخاصة إننا من قرى بعيدة " .
أحد طلاب محافظة قنا يدرس بجامعة أسيوط يقول :" لما بنضطر نركب الميروباس بندفع الأجرة مرتين ،مرة لينا ومرة للشنط ، وكل ده بسبب توقف حركة القطارات وأعطالها المتكررة ، والعامل الدراسى خلاص قرب ياترى هنكرر نفس المأساة تانى ".
يقول محمد عيد – بكلية التجارة- :" موقف  أبنوب بمحافظة أسيوط ، تحول إلى غابة ، تتربع وسطها مئات " التوك توك" وعربات " الكبدة" والمواطنين لا يجدون ملجأ  ولا مفراً ، ويشكون إلى الله ضعف حالهم ، ويطالبون مرور أسيوط ، والمحليات بوضع رقابة قانونية على المواقف .
وسط حالة من السخط والإستياء الشديدين يطالب أهالى أسيوط المسئولين بالنهوض من مكاتبهم والنزول إلى الشوارع ومشاركة الشعب الكادح معاناتهم ، لعل الله يجعل فيهم السبب لحل تلك المشاكل ، الإستغلال أصبح عادة يُمارسها البعض دونما أى رقابة ، التعدى بالألفاظ فى السيارات أصبح " لبانه على كل لسان " ، وما أكثر سب الدين من " الصبيان" ، أصوات الأغانى الصاخبة تتعالى وسط المواقف وفى قلب السيارت وخاصة ، الداء المنشر على أرض الصعيد وهو ما يُسمى بـ " التوك توك " .
من خلال جريدة " الدستور " يناشد أهالى محافظة أسيوط العاملين بإدارة المواقف بمرور أسيوط بالمشاركة فى الشارع العام ومراقبة السائقين ، ووضع غرامات وقواعد صارمة على المخالفين ، وخاصة قبل دخول العام الدراسى الجديد .

على شاكر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...