باقى الصور
منذ أن أنشئت مستشفى ‘‘الخارجة’’ بالوادي الجديد، عام 1964، في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وحتى الآن، لم تشهد أي أعمال تطوير، إلا القليل، وعلى فترات متباعدة، بتطوير عدد من المرافق بطريقة عشوائية، ولم تكن تواكب الزيادة السكانية بالمدينة، والامتداد العمراني، حيث قامت وزارة الصحة بتطوير وحدات غسيل الكلى وإنشاء وحدة لجهاز الأشعة المقطعية، إلا أن التطوير لم يلبي احتياجات المواطنين.
ويقول محمود عبد الحميد، من أبناء الوادي الجديد، إن المستشفى ‘‘خارج نطاق الخدمة’’، منذ فترة طويلة، وإن المواطن يضطر أن يذهب إلى أسيوط يوميا برحلات ‘‘البيجو والميكروباص’’، لإجراء الكشوفات والعمليات البسيطة في مستشفى الجامعة بأسيوط؛ لان مستشفى الخارجة تفتقر إلى التخصصات، وخبرة الأطباء بها بسيطة.
المستشفى بها طبيب واحد للمسالك البولية، وآخر للتخدير، ولا يوجد أطباء نفسيين على الإطلاق، ويقول أحد المرضى، إنه عندما يذهب إلى المستشفى لتلقي العلاج، يُطلب منه أن يشتري مستلزمات العلاج مثل القطن والشاش، ويضيف أن سيارات الإسعاف تعمل على طريق أسيوط – الوادي الجديد، كسيارات الأجرة، لنقل المرضى.
أما إسلام أبو الحسن، مواطن، يؤكد أن المستشفى لا تنقطع عنها أعمال الهد والتكسير، فكل يوم تكون العيادات في مكان مختلف، ولا أحد يعرف ما الذي يتم بالمستشفى، ويقول ‘‘المبالغ اللي اتصرفت على ترميم المستشفى كان ممكن تعمل مستشفى جديدة، لأن دي مباني قديمة وهالكة’’، مطالبًا المسئولين بالإسراع في إنهاء الأعمال التي ترهق المرضى.
الدكتور محمد السيد، طبيب بالمستشفى، يؤكد أن هناك عجزًا كبيرًا في التخصصات الطبية، وأن شكاوى المواطنين تتكرر والوزارة لم تدعم المستشفيات بالوادي الجديد بأعداد كافية من الأطباء لسد العجز، في تخصصات العظام والجراحة العامة والتخدير والمسالك البولية، موضحًا أنه كان يشغل منصب مدير المستشفى وتقدم باستقالته لعدم وجود إمكانيات تساعده على القيام بمهامه.
ومن جانبه، يقول محمد زمزمى، رئيس لجنة الصحة بجمعية حقوق الإنسان بالوادي الجديد، إن قطاع الصحة يعانى عجزًا كبيرًا في الإمكانات والتجهيزات، وإن أعمال التطوير استغرقت وقتا كبير، بخلاف وجود تباطؤ من وزارة الصحة في الفترات السابقة في التمويل والدعم المالي لإنهاء العمال، وإن أعمال التطوير لابد وأن يكون لها برنامج زمني للانتهاء منها، وأن تتناسب وإمكانات العاملين، من أطقم التمريض والأطباء، وكذلك وجود تدريب للعاملين على تشغيل وصيانة الأجهزة الطبية الحديثة.
وعلى الجانب الآخر، يقول المهتدى بالله، المدير التنفيذي للشركة المنفذة لأعمال التطوير بمستشفى الخارجة العام، إن اللواء محمود خليفة، محافظ الوادي الجديد، خاطب الدكتورة مها الرباط، وزيرة الصحة، لإرسال لجنة من الوزارة للوقوف على الأعمال التي تتم بالمستشفى، وبالفعل دعمت الوزارة أعمال المرحلة الأولى بالكامل، بأحدث الأجهزة الطبية والإمكانات التي تضاهى المواصفات العالمية، وأن باقي الأعمال تتم الآن على قدم وساق، للانتهاء منها خلال شهور.
ويؤكد الدكتور محمد بخاري، مدير عام الصحة بالوادي الجديد، الكلام ذاته، حيث يقول إن تطوير المستشفى سينتهي خلال أربعة أشهر في العيادات الخارجية، وسيتم إنشاء وحدة لجهاز الرنين المغناطيسي وآخري للعناية المركزة، بجانب تطوير وحدة الغسيل الكلى وقسم النساء والتوليد، وتزويد المستشفى بثلاثة مصاعد للمرضى بالأدوار العليا، بالإضافة إلى إنشاء مغسلة ومطبخ بأحدث الأجهزة، وتنفذ المديرية سلسلة من الدورات التدريبية لأطقم التمريض والأطباء، على استعمال هذه الأجهزة الحديثة، لتأهيل المستشفى للحصول على شهادة الجودة والاعتماد.
محمد حسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق