كان غذاؤه طوال ثمانية أيام عبارة عن نصف رغيف وثمرة طماطم طوال اليوم.وقام الخاطفون أمام عينه باغتصاب فتاة مخطوفة وخنقوها بعد أن استلموا الفدية.وكان الدور عليه حيث جمع والده قيمة فديته التي بدأت بمليون جنيه وانتهت إلى عشرين ألف اقترض معظمها و كان الجناة في طريقهم للتخلص منه لكن ميت أنقذ حياته في واقعة اغرب من الخيال.
انتقلت بوابة أخبار اليوم إلى قرية رزقة الدير المحرق بمركز القوصية والتي تبعد 60 كيلو متر شمال غرب مدينة أسيوط على أطراف الجبل الغربي حيث يقيم جورج مكرم ملك مع أسرته.
تسكن الأسرة المكونة من أب وأم وثلاثة أولاد وبنتين احدهما متزوجة في منزل ريفي بسيط مستأجر من هيئة أملاك الدولة .و القرية ذات الشهرة الأوسع فى التاريخ المسيحي حيث مكثت السيدة العذراء مريم وابنها المسيح عيسى عليهما السلام في هذه القرية لمدة ستة اشهر وعشرة أيام شيدا خلالها أول كنيسة قبل أن يأتيهما أمر العودة إلى فلسطين .
ورغم عودة الابن المخطوف إلا أن الأسرة مازلت تعيش في حالة من الرعب ورفضوا في البداية الحديث لوسائل الإعلام لولا توسط عميد عائلة الحواسات الحاج فتحي يونس صميدة وأقنعهم بالحديث بدون خوف.
دخلنا على جورج الذي مازال طريح الفراش يعالج من الجروح التي سببتها الحبال والكسور والكدمات التي أحدثتها دباشك البنادق على ظهر ورأسه وقام والده وعمه بمساعدته على الوقوف.
قال جورج الذي ترك التعليم في المرحلة الإعدادية إنه يعمل عامل في أعمال البناء في القاهرة بمنطقة المعادى وجاء قبل خطفه بأيام قليلة في أجازة لرؤية الأهل.والتقى بصديقه من قرية المنشأة الكبرى الملاصقة لقريته وتربطه صداقة و تيدة به حتى ان جورج قام بسداد رسوم دار الحضانة لابن هذا الصديق.ولكن قام هذا الصديق ببيعه للعصابة التى خطفته بعد ان استدرجه صديقه الى احد المقاهي بمنطقة الشيخ واعر وقام بتعريفه على هؤلاء الخاطفين على أنهم اصدقائه.
وقام جورج باستقلال سيارة ملاكي معهم من باب التنزه وفوجئ بهم يدخلون بالسيارة طريق زراعي فرعى و يعتدون عليه بدبشك البنادق وقام بتوثيقه ووضع كمامة على فمه دون ان يدرى السبب بعد أن أصابه الذهول وقاموا بضربه حتى فقد الوعي تماما.فاق جورج ليجد نفسه موثوق الأيدي والأرجل ومغمى الأعين وقام الجناة بالاتصال بوالده الذي كان موجودا في الكويت آنذاك وطلبوا مليون جنيه فدية لإطلاق سراح جورج.
ويستكمل مكرم ملك والد جورج الحكاية فوجئت يوم الجمعة 25 أكتوبر بتليفون ابني يتصل بي وإذا بالخاطفين يطلبون منى مليون جنيه فدية وكان ردى السريع بلوه واشربوا ميتهم لعدم امتلاكي أي شيء لأنني سافرت الكويت منذ شهرين فقط واعمل في مزرعة في الكويت فقام الخاطفون بالاتصال بأخوته وهددهم بقتله واضطرت إلى العودة وترك عملي هناك وبدأت في التفاوض مع الخاطفين الذين طلبوا نصف مليون ثم مائة ألف ولكني لم استطع ان اجمع سوى عشرين ألف وقلت لهم هذا كل ما املك .
وتم الاتفاق معهم على أن أقوم بتسليمهم المبلغ على طريق مصر – أسيوط الصحراوي الغربي ما بين مدخلي القوصية ومنفلوط وذهبت بموتوسيكل إلى المكان الذي حددوه وكانوا مختبئين في مغارة في الجبل لرصد تحركاتي و وضعت المبلغ تحت سفح أحد الجبال وقالوا لي انتظر مكالمة منا بعد يومين لاستلام ابنك وأطلقوا على الرصاص لإرهابي.
وفى هذا الوقت بالضبط كان الفرج الرباني ينتظر جورج قبل أن يغدر الجناة بوعدهم ويقتلوه حيث كان أهالي قرية بنى عدى يقومون بدفن إحدى الموتى في جبانة القرية و فوجئوا بجورج موجودا داخلها واعتقدوا في البداية انه عفريت أو ميت ليس من عائلتهم وفى هذا الوقت أتى شركاء الخاطفين ليأخذوه قبل أن يفضح أمرهم لكن أهالي القرية الذين أتوا لتشيع الجنازة تصدوا لهم وتبادلوا معهم إطلاق الرصاص وفروا هاربين . وقاموا بالاتصال بالشرطة التي حضرت سريعا ونقلوا جورج إلى مستشفى منفلوط المركزي لأنه كان في حالة يرثى لها.
ويحكى جورج عن الأيام والليالي الطويلة التي قضاها في الأسر وهو موثوق اليدين والقدمين قائلا كنت أتعرض للضرب يوميا ويقومون بتعذيبي أثناء الاتصال بأهلي حتى يبتزوهم ويحرقوا قلبهم حتى يدفع الفدية التي يطلبونها وكان أكلى عبارة عن نصف رغيف وثمرة طماطم واحدة وكان الخاطفين يعطوني حبوب مخدرة وهلوسة حتى افقد وعى وقوتي. وتصادف أن وضع الجناة فتاة مخطوفة معي في نفس المقبرة وكان الخاطفون يتناوبن اغتصابها لمدة أربعة أيام متوالية وعندما دفع أهلها ما طلبوه قاموا بخنقها أمام عيني.
وعن ساعة الفرج قال جورج " سمعت أصوات جلبة وضوضاء حولي وظننت أن الخاطفين قد عادوا فلم أحرك ساكنا خوفا من عقابهم لأنهم طلبوا منى عدم الحركة إطلاقا ولكن فوجئت ببعض الناس يفتحون المقبرة لدفن احد موتاهم ثم قاموا بإغلاقها بعد قرروا دفن الميت في المقبرة المجاورة ولكنهم عادوا مرة أخرى للمقبرة الموجود بها ليجدوني أمامهم وظنوني في البداية عفريت أو ميت وضعه احد لكنى أبلغتهم بالحقيقة وقاموا بالاتصال بأناس يعرفونهم في قريتي وابلغوا والدي الذى جاء على الفور .
وحاول الخاطفون اخذي لقتلى خوفا من فضح أمرهم لكن مشيعو الجنازة من المسلمين والمسيحيين تصدوا لهم وتبادلوا معهم إطلاق الرصاص.
محمد منير
الله المنتقم من الظالم والجوع مشكله هيخليى الناس تاكل بعضه الا ما رحم ربى
ردحذف