باقى الصور
يشهد عدد من مدارس مراكز وقرى محافظة أسيوط، جملة من ظواهر المعاناة، بسبب عدم تأمينها، الأمر الذى سبب فزعا ورعبا لطلابها ومدرسيها وأولياء الأمور، الذين باتوا يترقبون عودة أبنائهم جثثا بسبب انتشار السلاح والخصومات الثأرية وإطلاق النيران بمحيط المدارس.
تسببت الخصومات الثأرية وإطلاق النيران فى حالة من الخوف والذعر، لطلاب مدرسة عزبة خلف التابعة لقرية قصير العمارنة بمركز القوصية، الأمر الذى جعل الطلاب وعددهم يقترب من 1000 طالب يضربون عن الذهاب للمدارس العام الماضى، وهو ما يمكن تكراره هذا العام بسب الخصومات الثأرية بين نحو 30 عائلة وأسرة بالقرية.
وكذلك الحال فى مدارس قرية المعابدة بمركز أبنوب، ومركز البدارى الذى يتصدر قائمة المراكز فى عدد الخصومات الثأرية، بأسيوط فإطلاق النيران لا يهدأ ليل نهار، وشهد عدد من الإدارات التعليمية تظاهر عدد من المدرسين خلال العام الماضى ومن بينهم مدرسو مدرسة المعابدة الابتدائية والإعدادية أكثر من مرة أمام إدارة أبنوب التعليمية رافضين الذهاب إلى المدرسة بسبب عدم وجود تأمين للمدارس، فضلاً عن أن الأهالى، خاصة الذين قاموا بتأجير هذه المبانى لتكون مدارس يعتلون أسقف المدارس لتبادل إطلاق النيران مع خصومهم ويعتبرون هذه المدارس ملكا لهم.
وتعد مدرسة الشيخ عبد القادر الابتدائية المشتركة بمركز ديروط من المدارس التى عفا عليها الزمن منذ عشرات السنين ولكن رغبة أهالى القرية فى تعليم أبنائهم جعلتها السبيل الوحيد أمامهم وهى عبارة عن مبنى مؤجر من أحد مواطنى عزبة الشيخ عبد القادر ومساحتها صغيرة جدا وجدرانها من الطوب اللبن وأسقف فصولها من الجريد والخشب الذى تآكل وأصبح غير صالح لتحمل مياه المطر الذى يغمر الفصول.
ويبلغ عدد التلاميذ بالمدرسة أكثر من 450 تلميذاً وأكثر من 30 معلماً يذوقون العذاب والمرار منذ ساعة الوصول إلى المدرسة حتى انتهاء اليوم الدراسى، حيث سقط جزء كبير من المدرسة منذ فترة وبعد سقوط السور أصبح الفناء الذى كان يستخدمه التلاميذ ملعباً زريبة للمواشى.
وفى مركز أبنوب الذى يبعد عن المحافظة بحوالى 10 كيلو مترات تنافست المدارس فى السوء والإهمال ففى مدرسة أبو عميرة الابتدائية بمركز أبنوب لا يمكن أن تعرف أنها مدرسة إلا من اللافتة التى تحمل اسمها رغم أنها تضم 600 تلميذ وتلميذة وهى عبارة عن طابق مؤجر كان من قبل دوارا للعمدة قبل أن يسمى مدرسة؛ حيث لم يكن بالقرية أى مدرسة حتى عام 1976 حتى تبرع العمدة بثلاث حجرات من دوار العمدية ليصبح مدرسة لأبناء القرية وبعد تزايد عدد الطلاب تم تخصيص الدور الثانى كمدرسة مستقلة مؤجرة لوزارة التربية والتعليم وظلت على هذا الوضع حتى تاريخه.
أما مدرسة تحرير بنى رزاح بأبنوب فهى من أقدم المدارس وأكثرها كثافة بمحافظة أسيوط، حيث يعود تاريخ إنشائها لعام 1930 وكثافة الفصول فيها تصل إلى 56 طالبا وطالبة فى الفصل الواحد، ومازالت المدرسة على هيئتها القديمة حتى الآن واقتصرت الصيانة فيها على دهان سنوى وصيانة للحمامات، وهى عبارة عن مبنى قديم مكون من طابقين ومسقوف بالألواح والخشب وسلم المدرسة قديم قدم المدرسة إلا بعض الصيانة والإصلاحات التى تخضع لها المدرسة من ميزانية صغيرة لا تتعدى مئات الجنيهات، وكانت هذه المدرسة مؤجرة من أحد الأهالى إلى أن اشترتها هيئة الأبنية التعليمية ورغم ذلك ما زالت على ما هى عليه.
ضحا صالح
هيثم البدرى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق