الجمعة، 13 ديسمبر 2013

تقرير :: "يارا" ابتلعتها بالوعة نادي الشرطة بأسيوط في يوم الفرح .. لن يتم محاسبة وعقاب الجناة لأن الشرطة فوق الجميع


https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhWk92MhMKGQXgFH7_He9EtRXRrzrHWjGzicfmCujwqR6tisur7_EJPhm9F4RssP3CthK8lWOlJ5ZgViyVE_IxrUagmPBKftul_OA6btHTP0VPFaAoZq4B88NoPTUMa2K6-zfkL_Kr871o/s1600/1.jpg
«أنا لبست يابابا... إيه رأيك حلو كده؟... يللا بينا نروح الفرح».. هذه الكلمات التي رددتها طفلة لم تتجاوز الـ5 سنوات وبراءة الأطفال في عينيها وهي منطلقة مرحة وكأنها عصفور يغرد في حياة والديها لتكتب معها بداية النهاية لـ«يارا» لتغرد مع الملائكة في سماء بارئها.
كانت فرحتها كبيرة لحضور فرح أحد أقاربها تاركة على سريرها الدبدوب والحصان التي تلهو بهما مع شقيقها «محمد» الذي لم يتصور يوماً أنه سيفقد شقيقته سريعاً، وبهذه الطريقة التي أقل ما توصف بأنها نتيجة لإهمال مسئولين لا يستحقون أن يكونوا في هذا المكان أو يتحملوا تلك المسئولية؛ إهمال ابتلع أعز الناس إلى قلبه وترك له «توكة» شعر طافية على سطح مياه بالوعة للصرف الصحي بنادي الشرطة بأسيوط؛ ولكي تكتمل المأساة وجد الأب والأم نفسيهما متهمين أساسيين في الواقعة ولتتحقق المقولة المأثورة «موت وخراب ديار».
كانت بداية نهاية حياتها مع دعوة حفل زفاف بنادي ضباط الشرطة بمدينة أسيوط لأحد أقاربها؛ لوالد «يارا» «محمد محمود» خلال أيام إجازته من عمله فى الكويت؛ فقد فارقت الحياة داخل بالوعة الصرف الصحي مفتوحة بالنادي، حيث فوجئوا بالكثير منها مفتوحاً وعند البحث وجدوا «يارا» داخل إحدى البالوعات لا يظهر منها إلا «توكتها وجزء من يدها كما تبدو في الصورة ليتحول حفل الزفاف إلى مأتم؛ وتم نقلها إلى مستشفى الشرطة إلا أن روحها صعدت إلى بارئها لتكتب النهاية.
أما ريهام الشويخ والدة الطفلة فتقول كنت أنا والأسرة مدعوين لحفل زفاف أحد أقاربنا بنادى ضباط الشرطة بأسيوط، وعندما طلبت ابنتى وابنى الذهاب إلى الحمام قام والدهما باصطحابهما إليه ودخلت البنت الحمام الخاص بالسيدات ثم دخل الولد التواليت الخاص بالرجال؛ وكان أبوهما بانتظارهما بالخارج فخرج الولد ولم تخرج البنت فانتظر فترة حتى ساوره القلق؛ فأخذ يبحث عنها داخل الحمام ، وجاءني والد «يارا» ليسأل عن البنت فأجبتُه بأنها لم تأتِ ؛ فقمنا على الفور بالبحث عنها فى كل مكان داخل النادى فلم نجدها.
وعندها لم تتمالك والدة الطفلة نفسها وتابعت حديثها وعيناها تذرف بالدموع قائلة «عمرى كله انتهى لأنك أصبحت باقي صور وملابس وذكريات بتعذبنى وتذبحني، مضيفة أن ربنا وضعني فى اختبار صعب للغاية بفراقك يا «يارا» لأنك عارفة لو كانوا خيروني تعيش بنتك وتموتى إنت؛ كنت اخترت إنك انتى اللى تعيشى وأنا اللى أموت لأني عايشة عشانك انت وبابا ويوسف، افتقدك يا أغلى ما ليا.
واستكمل والدها محمود محمد الحديث قائلاً «أثناء بحثنا عنها نظرت فوجدت بيارتين مفتوحتين إحداهما جافة والأخرى بها ماء وفى ظل ظلام الليل رأيت طوق توكة شعرها عائمة على سطح الماء، ورأيت مع الأمن يد الطفلة وهى تطفو على الماء وتغطس فصرخت وتجمع الناس من حولى واستطعنا إخراجها ولكن بعد فوات الأوان.
وخرج تقرير الطب الشرعي بأن الطفلة «يارا محمود محمد محمود جابر الريس» لقيت مصرعها بإسفكسيا الغرق أثر سقوطها فى بالوعة الصرف الصحى بالنادي.
وأوضح والد «يارا أنه حرر محضر رقم 3035 إدارى الفتح واتهم والد «يارا» مدير النادي والعاملين فيه بالإهمال الجسيم؛ وتم حفظ المحضر ولم يتم التحقيق مع القيادات الأمنية، ما اضطر معه التقدم بشكوى للمحامى العام والنائب العام لفتح الملف ومحاسبة المقصرين؛ وإلى الآن لم يتم اتخاذ أي شىء.
وأشار والد «يارا» أن ابنته البالغة من العمر 3 سنوات ونصف لم يرها طوال حياتها سوى أشهر معدودة لعمله في دولة الكويت الذي يفرض عليه التواجد هناك عاماً كاملاً مقابل شهر إجازة فقط بين أسرته.
وأضاف والد الطفلة أنه منذ حصوله على تصريح الدفن من النيابة (الشهر الماضي) لم ير أي تحقيقات في القضية، وعندما يسأل عنها في النيابة يكون الرد «لا جديد» حيث أن التحقيقات تسير ببطء في قضية ابنته معرباً عن قلقه وخشيته أن يكون ذلك سبب البطء أن طرف القضية «جهة أمنية» لأن النادي يتبع وزارة الداخلية على حد قوله.
يذكر أنه انقلبت الحياة رأساً على عقب فور مصرع الطفل «محمد» بالصف الرابع الابتدائى بمدرسة السلام الخاصة أثر سقوطه داخل بيارة للصرف الصحي، واتخذ اللواء ابراهيم حماد محافظ أسيوط عدة قرارات بإحالة مسئولي المدرسة إلى التحقيق ومراجعة بيارات وبالوعات الصرف الصحى بكافة مدارس وشوارع المحافظة؛ إلا أن هذه المرة لم يتحرك أي مسئول للتحقيق لوفاتها في أحد الأفراح وكأنه ليس من حق المصريين الفرح، وكأن الشرطة فوق الجميع.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...