الجمعة، 10 يناير 2014

«مصالح أسيوط».. مجمع تعطيل المصالح .. مواطنون: استخراج شهادة ميلاد يستغرق أياماً.. وأطنان الأوراق تحتل الطرقات والمياه تقترب من لوحات الكهرباء.. والأسانسير للمحاسيب فقط


طوابير المواطنين .. فى انتظار لا ينتهى
فى عصر ثورة المعلومات وشبكات الإنترنت، لا يزال صعيد مصر يعيش فى غياهب النسيان.. شهادات الميلاد وتصاريح البناء وبطاقات الرقم القومى.. عناوين ترصد رحلة معاناة المواطن البسيط فى أسيوط، الذى يضطر إلى اللجوء لمجمع المصالح الحكومية لاستخراج ما يلزمه من أوراق، فى رحلة شاقة قد تستمر ليومين أو ثلاثة. مجمع مصالح أسيوط هو أكبر مجمع خدمى داخل المدينة، يوجد به قسم شرطة المرافق، وكافة الإدارات الهندسية وأكبر عدد من مديريات المحافظة بداخله، بالإضافة لسجل مدنى.. اعتاد المواطنون على الذهاب إليه لقضاء مصالحهم التى قد تستغرق أياما، لعدم وجود الموظفين على مكاتبهم، وعدم وجود رقابة حكومية عليهم، بالإضافة إلى سوء معاملة الموظفين لهم. «الوطن» رصدت خلال جولتها فى مجمع المصالح، ثروات مهدرة تتمثل فى مضبوطات خاصة بقسم شرطة المرافق، حيث توجد مئات الأطنان من الحديد والتى أصابها الصدأ، كما أن المجمع معرض لنشوب حريق نتيجة إلقاء الأوراق والملفات فى الطرقات دون إشراف أو رقابة عليها، بالإضافة إلى كثرة الباعة الجائلين داخل المجمع والمكاتب، والقمامة فى كل مكان ولم يتم رفعها.
تسرب المياه من مواسير المياه والصرف الصحى، أصبح أمراً طبيعياً، فلم تتحرك أى جهة بالمجمع لمعالجة الموقف، بل زاد الأمر إلى حد ترك لوحات الكهرباء العامة مفتوحة بجوار تسريبات المياه، ما يعرض المبنى لخطر الحريق. محمد حسنى، أحد المواطنين، جاء لاستكمال تأشيرات وطلبات من حى غرب، ولكن تردده على المكان تعدى اليوم الخامس على التوالى دون أن ينجز ما جاء من أجله، مشيراً إلى أن عبارة «فوت علينا بكرة» ما زالت مسيطرة على عقول الموظفين بالمجمع لأنه لا توجد رقابة على أعمالهم.
وتقول علوية سعد، مواطنة من أسيوط: «لا يوجد غير طابور واحد غير آدمى يضم الرجال مع النساء، ما يعرض النساء والفتيات للتحرش، حتى الانتهاء من قضاء مصالحهن، ونريد أن يتم تحديد طابور للنساء وطابور آخر للرجال واحترام الكرامة الآدمية للمواطنين»، وقال سمير ماجد: «الموظفون إما أن يكونوا مشغولين فى عمل التريكو أو فى تقطيع بعض الخضراوات وإعداد وجبات الطعام، أو انشغالهم مع الباعة الجائلين، فى شراء الملابس وغيرها».
وقالت وداد حسن، ربه منزل: «جئت للمجمع لإنهاء إجراءات حصول شقيقى المريض على معاش لأنه يعيش بلا دخل، ولكنى أعانى الزحام الشديد، وعدم وجود نظام فى المكان، ورفض الموظفون والعمال صعودى فى المصعد، ما يضطرنى للصعود على السلم على أقدامى. رغم أننى سيدة مسنة». واشتكت آمال عبدالرحيم، موظفة بالتنظيم والإدارة، أثناء وجودها لعمل تحاليل فى العيادة المركزية بمجمع المصالح من عدم وجود أماكن للاستراحة، ومن سوء الرقابة على العاملين بالعيادة، وسوء معاملة الموظفين لهم والتطاول فى الكلام وعدم الاهتمام بنظافة الحمامات بالرغم من أنها تابعة للتأمين الصحى ولا بد أن تخضع للرقابة، وأضافت أن الحمامات بالعيادة غير آدمية. وطالبت هناء عبدالله، مفتش بالجهاز المركزى للمحاسبات، أثناء وجودها فى عيادة المجمع بضرورة التزام الموظفين بمواعيد العمل الرسمية وتشديد الرقابة والمتابعة عليهم، قائلة: «بروح استنى الدكتور بالساعة والاتنين عقبال ما ييجى وسوء المعاملة من الموظفين، ومنع غير العاملين من ركوب الأسانسير، ولكن اللى ليه واسطة هو اللى بيدخل الأول ومش بيقف فى الطابور وبتخلص مصلحته بسرعة». فيما أشارت مديحة على، موظفة بالمعاش، إلى أنه يوجد تكاسل من الموظفين الذين لا يعتنون برعاية المريض فى التأمين الصحى الموجود بالمجمع، واشتكت من عدم حضور الأطباء وسوء المعاملة. ولفتت زينب سيد، ربه منزل من مساكن ويصا، إلى أنها قدمت طلبا للشئون الاجتماعية للحصول على معونة الشتاء لتساعدها فى دفع مصاريف (عملية جراحية لحفيدتها) أكثر من مرة، وفى كل مره يقول لها الموظف إن الأوراق ليست كاملة، واشتكت من عدم وجود الموظفين بمكاتبهم رغم الزحام والطوابير أمام المكاتب.

سعاد أحمد
محمود مالك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...