ما عبرت عنه أسرة الرئيس عبد الناصر من استياء واعتراض على التناول يفوق ما أبداه النقاد والجمهور والسياسيون، إذ أكد نجله عبد الحكيم على وقوع العمل الفني في أخطاء تاريخية، علاوة على فشل بطله جمال سليمان في تجسيد شخصية الرئيس الراحل، وكذلك ابتعاد البطلة نهال عنبر عن شخصية والدته حرم الرئيس الحقيقية، كما تساءلت د . هدى عبدالناصر عن ممولي المسلسل واتهمت بعض الجهات بتدبير مؤامرة ضد والدها بدأت مع فيلم "الكرنك" لتشويه واغتيال حقبة المد القومي .
قال المهندس عبد الحكيم عبدالناصر: "لم أتصور أن يخرج العمل بهذا السوء، والبعد عن حقيقة شخصية جمال عبدالناصر سواء في لغته أو لكنته أو طريقة مشيته أو وقفته، فشل الممثل جمال سليمان فشلاً ذريعاً في تجسيد شخصية الرئيس الراحل، من وجهة نظري كأب أو كزعيم للأمة العربية .
ووصف عبدالحكيم المسلسل بأنه "دون المستوى" قائلاً: "الفنان جمال سليمان لم يلمس أي شيء من شخصية الزعيم عبدالناصر، على عكس الفنان أحمد زكي الذي لم يكن يشبهه ولكنه اقترب من الشخصية، وكذلك الفنان مجدي كامل، ولكن مع سليمان لم أشعر به كوالدي، وكذلك دور الأم الذي أدته الفنانة نهال عنبر، بعيد تماماً عن طبيعة الوالدة" .
وأضاف: "لم يطرح المسلسل أحداثاً اجتماعية واقعية، كما أن الحبكة السياسية لم تكن منطقية آنذاك، أي بعد العدوان الثلاثي على مصر، فمثلاً لم أر والدي يتحدث مع هيكل في "ممر منزلنا"، أضف إلى ذلك المسلسل فيه أخطاء تاريخية، حيث تم التركيز على تأميم قناة السويس بشكل مبالغ فيه وبصورة مشوهة مغايرة للواقع، كأن المسلسل يريد إرسال إشارة تخويف لرجال الأعمال في الفترة الحالية" .
وتابع عبدالحكيم: جمال عبد الناصر، أسهم في القضاء على جماعة "الإخوان المسلمين" من قبره بشعارات ثوار 30 يونيو 2013 عندما هتفوا: "عبدالناصر قالها زمان الإخوان مالهمش أمان"، وهذا أزعج بعضهم، وأشعرهم بالخوف، فيبدو الأمر وكأنه رسالة موجهة للرئيس عبدالفتاح السيسي، وفريق معاونيه، بأن يبتعدوا وينكروا الارتباط بتلك المبادئ الوطنية والقومية والتحررية، حتى لا ينسب إليه التعاطف مع "هزيمة 67" وغيرها، غير أن هناك عشرات بل مئات الوثائق التي توضح وتؤكد كذب وتزوير هذا المسلسل، في وقائع كثيرة، خاصة فيما يتصل بالتأميم في سوريا، ودور الرأسمالية السورية في تخريب الاقتصاد، وتهريب أموالها والاقتراض من البنوك، الأمر الذي يؤدي إلى انهيار اقتصادي وتجويع الفئات العريضة من الشعب السوري، لذلك جاء التأميم في سوريا ليوقف هذا التخريب، وليس لمجرد وجود تأميم في مصر، وهناك وقائع تاريخية كثيرة أخطأ المسلسل فيها، إضافة لمواقف الضعف الإنساني التي لم تحدث في الحقيقة، وقدمها العمل على أنها تخللت حياة الرئيس الراحل .
وعن متابعة أسرة الزعيم جمال عبدالناصر للعمل في أثناء التحضير له قال عبدالحكيم: "لم يحدث أن طلبت منا أسرة العمل ذلك بل لم نلتق إلا المنتج ولمرة واحدة ثم سافر بعدها واختفى" .
وتساءل: "لماذا لم تستفد أسرة المسلسل منا كما فعل غيرهم من صناع الأعمال السابقة عن والدي والتي أشدنا بها وحققت نجاحاً ولم نشهد أخطاء بها؟" .
وعن الفنان الذي يرى أنه كان الأقرب لتجسيد شخصية الزعيم جمال عبدالناصر قال: "أعتقد أن الفنان مجدي كامل قدم الشخصية بنجاح منذ 3 سنوات وتفاعل الكثيرون معه، خاصة أن المادة التاريخية كانت موثقة ولم تتضمن أي أخطاء" .
وقال عبد الحكيم مندهشاً: "أعتقد أن ما يقدمه جمال سليمان حالياً تجسيد لشخصية أخرى وليس عبدالناصر، فتلك الشخصية هجومية ولا تمت بصلة لوالدي، وكذلك نهال عنبر شخصية هجومية بنفس القدر ولا تشبه شخصية والدتي إطلاقاً سواء في الشكل أو المضمون، حيث كانت شخصيتها الحقيقية هادئة ومتزنة، كما قدمتها الفنانة فردوس عبدالحميد في فيلم "ناصر 65"، فالمشكلة ليست في المظهر ولكن في الروح والأداء" .
وأضاف: "العمل أساء بشدة للزعيم الراحل جمال عبدالناصر وأسرته، بل ويقوم بتشويهه والهجوم عليه وهو ما أكدته مشاهد عديدة حتى الآن أذكر منها مشهد يجمع بين شقيقاتي وابنة المشير التي تقول لهن: "لا أريد ارتداء الملابس القصيرة لأن والدي صعيدي وأهالينا يتضايقون، واندهشت من المشهد أنا وكل العائلة، لأن والدنا صعيدي بل من أسيوط وليس من "الدانمرك" مثلا" .
وتابع: "من اللقطات العجيبة أيضاً مشهد لجمال عبدالناصر مع هيكل في حديقة المنزل ويحيط بهما الحرس، وهو أمر خطأ فجمال عبدالناصر كان يسير في الشوارع بسيارة مكشوفة ولم يكن يدخل الحرس أبدا داخل سور المنزل حتى آخر يوم في حياته، كما جاء تناول سوريا في الأحداث بشكل سيئ وغير مطابق للواقع بالمرة" .
وعن اتخاذه لأي إجراءات ضد أسرة المسلسل قال عبد الحكيم عبدالناصر: "لم ولن أتخذ أي إجراءات لكنني فقط أبعث برسائل وإنذارات تنبيه للشباب الذين لم يعاصروا فترة عبد الناصر ولديهم صورة ذهنية عنه، لأقول إن هذا المسلسل يقدم صورة خطأ ولا يمت لشخصية عبد الناصر وعائلته بصلة من قريب أو بعيد ويعمل على تشويه صورته ولا أعلم لمصلحة من؟!''
أما د .هدى عبد الناصر، نجلة الزعيم الراحل فتساءلت: "من الذي مول هذا المسلسل؟ العمل أنفقت عليه أموال كثيرة بلا حساب، من دون معرفة الهدف منه الآن، وتحديداً بعد الحضور القوي لجمال عبدالناصر في ثورة 30 يونيو، إلا إذا كان الهدف الهجوم مرة أخرى وإثارة موضوعات تبعدنا عن الأجواء التي نعيشها منذ 30 يونيو حتى الآن، والإصرار على التذكير بأجواء الهزيمة وليس الانتصار" .
وأضافت: "هذا المسلسل يكمل خيوط المؤامرة التي حاكها الكاتبان أنيس منصور، ومصطفى أمين، والفنانة برلنتي عبدالحميد، كما يستكمل به ممدوح الليثي خيوط المؤامرة، والتي بدأها في فيلم "الكرنك" لتشويه هذه الحقبة" .
فهناك جهات عديدة أصابها الذعر من مشهد الشباب وهم يرفعون صور الزعيم عبدالناصر، وترديد اسمه في الميادين المصرية، بل والعربية، وفي فلسطين المحتلة، الأمر الذي دفع من يقفون وراء هذا المسلسل ولديهم إصرار غريب ومريب على تقديمه، لسرعة إخراجه، في محاولة مجددة لاغتيال شخصية الزعيم، بل واغتيال حقبة المد القومي كلها" .
وتؤكد د . هدى: "أتوقع تضخيم حدث "نكسة 67" وتحويله إلى "مندبة" والبكاء والعويل على "الهزيمة" وتكثيف كل الأضواء عليها، رغم كل ما تم فعله من قبل في هذا السياق، لكن سيكون الأمر مكثفاً هنا "لفرملة" هذا الحب وهذا التعاطف الجماهيري الهائل تجاه الزعيم، والذي شاهدناه ولمسناه جميعاً سواء في 25 يناير، أو 30 يونيو" .
وتابعت: نحن بشر ونتألم منذ 44 عاماً، تعبنا من فتح الجرح كل فترة، ولا يستطيع أحد الإجابة عن هذا السؤال الآن: "هل المشير عامر قتل أم انتحر؟ لكن البيانات الرسمية قالت إنه انتحر، وأولاده يقولون لا، فالمسلسل يخوض في أمور لا تهم البلد ولا الناس الآن، في حين أننا كأسرة للرئيس الراحل جمال عبدالناصر قضينا أجمل أيام عمرنا مع أسرة المشير الراحل عبدالحكيم عامر، وأولاده، غير أن المسلسل يتطرق لشائعات، ويقدمها على اعتبار أنها حقائق، فمن أين لهم بهذه الحقائق، وما مصدرها؟ وما هي الوثائق التي تؤكد صدق هذه الشائعات؟!"
أما فيما يخص النواحي الفنية للمسلسل، فهذا شأن النقاد، وإن كنت أرى كمشاهد لعمل فني، أنه مشوه والنجوم مع احترامي لهم لا علاقة لهم بالأدوار من قريب أو بعيد، وتحديداً الشخصيتين الرئيسيتين جمال سليمان وباسم سمرة، لا علاقة لهما بالشخصيتين الحقيقيتين" .
عثمان أبو لبن: أقدم عملاً تاريخياً
أكد عثمان أبو لبن مخرج المسلسل، أنه لم يتعمد الإساءة أو تشويه شخصية بعينها، بل يحاول تقديم المرحلة بكل ما فيها من إيجابيات وسلبيات، وبحيادية تامة، معرباً عن تقديره للنجم جمال سليمان، الذي لم يخش من تجسيد الشخصية، في الوقت الذي تراجع فيه عدد كبير من النجوم وخافوا من دخولهم في مقارنات، رافضًا أي هجوم عليه" . وأشار أبو لبن، إلى أن سليمان بمجرد عرض سيناريو العمل عليه اعتبر نفسه في مهمة وطنية، لأن الهدف الأسمى من المسلسل هو أن يتعرف الجمهور العربي إلى تاريخ سنوات غاية في الحساسية ليس فقط في عمر الأمة المصرية ولكن الأمة العربية كلها . وأضاف: "أنا وفريق العمل ندرك أن الفنان جمال سليمان لم يقترب من طريقة كلام الزعيم عبدالناصر بنسبة 100%، لأن المهم ليس تقليد الشخصيات وإنما الفائدة التي يقدمها العمل، وهي في رأيي أن يعرف الجمهور كيف حدثت نكسة ،1967 وماذا كانت تفعل مصر في اليمن؟ وطبيعة علاقتها بالمملكة العربية السعودية ودول الخليج، ولماذا حدث الانفصال بين مصر وسوريا؟"
وأكد أبو لبن: "هناك من الجمهور من ركز فعلاً مع كل هذه الأمور ولم يقف طويلاً أمام طريقة أداء جمال سليمان، كما أن الترحيب الكبير بأداء الفنان باسم سمرة لشخصية عبدالحكيم عامر مرتبط بأنه ممثل متميز، فضلاً عن أن المصريين لم يسمعوا صوت المشير كثيرًا" . وقال: "إن أجيالاً من الجمهور لم تتابع عبدالناصر وخطبه الأصلية، بالتأكيد ستتعامل مع المسلسل كعمل تاريخي يستحق المتابعة والنقد بعيدًا عن "لكنة" جمال سليمان" .
مسلسل "صديق العمر" قصة ممدوح الليثي، سيناريو وحوار محمد ناير، ويشارك في بطولته درة، وصبري فواز، ونهال عنبر، وسلوى محمد علي، وعاطف عمار وأمجد عابد .
يذكر أنه قدم من قبل مسلسل "ناصر" للكاتب يسري الجندي وبطولة مجدي كامل وإخراج باسل الخطيب، وفيلم "ناصر 56" للكاتب محفوظ عبدالرحمن والمخرج محمد فاضل، وجسد فيه الفنان الراحل أحمد زكي دور جمال عبدالناصر، والفنان طارق الدسوقي شخصية المشير عامر، كذلك مسلسل "أم كلثوم" تأليف محفوظ عبدالرحمن، وإخراج إنعام محمد علي، وقدم فيه الفنان رياض الخولي شخصية الرئيس عبد الناصر، كذلك فيلم "جمال عبدالناصر" سيناريو وإخراج السوري أنور القوادري، وجسد فيه الفنان خالد الصاوي دور جمال عبد الناصر، والفنان هشام سليم دور المشير عامر .
جمال سليمان: اجتهدت قدر المستطاع
رداً على الانتقادات، يقول الفنان جمال سليمان: "تقديم الزعيم جمال عبدالناصر تحد كبير بحد ذاته، سواء على المستوى السياسي أو الفكري، إضافة إلى أن المرحلة كلها شائكة، بها هموم وانكسارات كثيرة، ما زالت تلقي بظلالها حتى الوقت الحالي، أضف إلى ذلك أن الأدوار التي تمثل شخصية تاريخية صعبة، ومسؤولية كبيرة أن أقدم شخصية مثل الرئيس عبدالناصر، فالمغامرة كبيرة، وكنت متردداً في قبول الدور ثم قبلت به بعد دراسة متأنية، ومناقشات عديدة مع فريق العمل" .
وحول المصادر التي اعتمد عليها في القيام بالشخصية قال سليمان: "بعد قراءة الحلقات كان اعتمادي الأكبر على المراجع الأرشيفية، غير أنني لم ألتق أحداً معاصراً للزعيم جمال عبدالناصر، خوفاً من الحرج، ما زاد من العبء عليّ، واجتهدت قدر المستطاع في الشخصية بجهود فردية" .
أما فيما يخص الانتقادات العديدة التي وجهت إليه وخاصة في الصوت وأسلوب الكلام، فقال: "كنت أتوقع أن يكون هناك انتقادات، لكنني لم أتوقع هجوماً، فالانتقادات عادية لأي فنان حول دور أو عمل يقدمه، حتى إن الفنان الراحل أحمد زكي تعرض لانتقادات عديدة في بداية عرض الفيلم، من أسرة الرئيس جمال عبدالناصر، ولابد أن يعلم الجمهور والجميع أنني أؤدي دور الزعيم في عمل فني، وأعترف بصعوبات اللكنة واجتهدت كثيراً وأخطأت أحياناً بلا شك، وأريد الشهادة بالحالة النفسية التي جسدتها للزعيم عبد الناصر بالهموم والمتاعب، فقد اجتهدت قدر المستطاع ليخرج العمل بشكل مشرف، لكن من المستحيل أن يراني أحد كالرئيس الراحل بالضبط" .
ويقول سليمان: "فمن المؤكد لم تكن هناك أي نية للتشويه أو التخويف من قضية التأميم، وأتمنى أن يرى عبدالحكيم عبدالناصر المسلسل بحيادية، لأنه يروي كل وجهات النظر آنذاك، ومن المؤكد أن المسلسل يختلف تماماً عن فيلم الفنان أحمد زكي، وكذلك عن مسلسل الفنان مجدي كامل، وأرى أنني أديت طريقة مشي الزعيم وطريقة كلامه بشكل جيد، وكنت أتمنى أن أقنع نجل الزعيم عبدالناصر" .
وحول الأخطاء في شكل العلاقة بين الزعيم والمشير قال: "العمل لم يستطع الفصل بين الحياة الإنسانية لكل من عبدالناصر وعامر، والعلاقة السياسية فيما بينهما، والتي استمرت الخلافات تغذيها حتى وصلت ذروتها بعد نكسة 67 والتي كانت أهم نتيجة لذلك، فالمسلسل صعب تمثيلاً لأقصى درجة، لأنه يحتوي على نقاشات سياسية تاريخية كثيرة" .
أقام الدكتور سمير صبري المحامي دعوى مستعجلة ضد شركة برودكشن والتي يمثلها نجيب ساويرس وإيهاب طلعت مصطفى المنتجة لمسلسل صديق العمر، حيث أشارت الدعوى أن العمل السينمائي وما يندرج تحته من إنتاج المسلسلات مصطلح يشار به إلى التصوير المتحرك الذي يعرض للجمهور، ويعتبر الفن السينمائي وتوابعه من إخراج وتمثيل واحدًا من أكثر أنواع الفن شعبية ويسميه البعض الفن السابع مشيرين بذلك لفن استخدام الصوت والصورة معاً من أجل إعادة بناء الأحداث على شريط خلوي، وهناك الفن السينمائي الوثائقي الذي يحاول إيصال حقائق ووقائع تحدث أو حدثت بالفعل بشكل يهدف إلى جذب المشاهد أو إيصال فكرة أو معلومة بشكل واضح وسلس أو مثير للإعجاب ، وأن مسلسل صديق العمر والذي يصنف كعمل فني وثائقي بغية إيصال حقائق ووقائع تحدث أو حدثت بالفعل بشكل يهدف إلى جذب المشاهد أو إيصال فكرة أو معلومة ولكن هذا المسلسل لم يطبق أي معيار من هذه المعايير وأن هذا العمل خرج بشكل سيء وأبعد ما يكون عن حقيقة شخصية جمال عبد الناصر سواء في لغته أو لكنته أو طريقة مشيته أو وقفته، وبمقارنة هذا المنتج بفيلم ناصر 56 الذي جسد فيه شخصية عبد الناصر الفنان الرحل أحمد زكي كان يتضح وبالفعل أن هذه الشخصية قريبة في تجسيدها من شخصية عبد الناصر الحقيقية وأن من قدموا هذا العمل الناجح بذلوا مجهودًا في صياغة عملهم والبحث في التاريخ لتقديم الحقائق، ووضح من خلال مشاهدة هذا المسلسل أن هناك أخطاء تاريخية وقعت بأحداثه ووقائع تاريخية كثيرة أخطأ المسلسل فيها، بالإضافة لمواقف الضعف الإنساني التي لم تكن موجودة في الحقيقة وقدمها العمل على أنها تخللت حياة جمال عبد الناصر، ووضح تمامًا للمشاهد أن ما يقدمه الفنان جمال سليمان حاليًا هو تجسيد لشخصية أخرى وليس جمال عبد الناصر فتلك الشخصية هجومية ولا تمت بصلة لشخصية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وكذلك شخصية نهال عنبر فهي شخصية هجومية بنفس القدر ولا تشبه شخصية المرحومة تحية زوجة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر سواء في الشكل أو المضمون حيث كانت شخصية المرحومة تحية هادئة ومتزنة كما قدمتها فردوس عبد الحميد في فيلم ناصر 56 وظهرت المشكلة التي لم تكن في المظهر ولكن في الأداء، ثبت كذلك أن مسلسل صديق العمر قد أساء إساءة بالغة للزعيم الراحل جمال عبد الناصر حيث يتعمد تشويهه والهجوم عليه وهو ما أكدته مشاهد عديدة حتى الآن ، من ذلك مشهد يجمع بين بنات الراحل عبد الناصر وابنة المشير التي تقول لهم : لا أريد ارتداء الملابس القصيرة لأن والدي صعيدي وأهالينا يتضايقون والمثير للدهشة أن المرحوم جمال عبد الناصر صعيدي ومن أسيوط، كذلك من المشاهد غير الصحيحة وغير الحقيقية مشهد لـ جمال عبد الناصر مع محمد حسانين هيكل في حديقة المنزل ويحيط بهما الحرس وهو أمر خاطئ تماما فـ جمال عبد الناصر كان يسير في الشوارع بسيارة مكشوفة ولم يكن يدخل أبدًا الحرس داخل سور المنزل حتى آخر يوم في حياته، وقد أجمع النقاد والمخرجون أن مسلسل صديق العمر به كوارث سواء من ناحية التمثيل أو الإخراج أو التاريخ ووصفوا الفنان جمال سليمان الذي يجسد شخصية الزعيم جمال عبد الناصر بالفشل في التعبير عن شخصيته أو استلهام روحه وأن المسلسل به بعض الأخطاء التاريخية والأحداث غير الحقيقية ووصفوا العمل بأنه دون المستوى ولم يرتق لتاريخ الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وتعليقًا على هذا المسلسل تساءلت نجلة الزعيم جمال عبد الناصر عن من الذي مول هذا المسلسل لأنه مصروف عليه أموال كثيرة وما الهدف منه مؤكدة أن الهدف هو إثارة الهجوم مرة أخرى ويثير مواضيع تبعد عن الجو الذي نعيشه الآن ومصر على الهزيمة وليس على الانتصار وأضافت خلال مداخلة هاتفية في إحدى البرامج الفضائية أن المسلسلات التاريخية دائما لا تأخذ في الاعتبار الناحية الإنسانية ونحن وأبناء عبد الحكيم عامر أصدقاء ويوجد حالة نسب بيننا وأضافت : استوينا من كثرة الحديث حول مقتل المشير أو انتحر منذ 44 سنة وأبناؤه يقولون أنهم لم يروه يقتل أو ينتحر والمشير كان وجهه سمحا جدا على عكس الممل الذي أدى دوره ـ باسم سمره ـ ، وفي تعليق لأحد كبار الصحفيين عن ها المسلسل يقول حمدي قنديل: “أن عبد الناصر برئ من هذا المسلسل صوتًا وصورة، وقدم صبري حافظة مستندات مؤيدة لدعواه وطلب الحكم وبصفة مستعجلة بوقف عرض مسلسل صديق العمر وتنفيذ الحكم بمسودته الأصلية دون حاجة إلى إعلان” .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق