الاثنين، 2 فبراير 2015

خطيبة الشهيد وليد عصام : أقسمت ألا أتزوج بعد رحيل «حب حياتى» .. خطييى طلب نقله من اسيوط للعمل فى سيناء للتعامل مع الارهابيين


http://media.elwatannews.com/News/Medium/309528_Large_20150201095317_12.jpg
أمسكت بكتاب الله، وأقسمت ألا تتزوج، على أمل أن تلتقى بخطيبها وليد عصام، ضحية تفجيرات سيناء، فى الجنة ليتزوجا.. إنها آية هشام، الفتاة التى صارت حديث الجميع بوفائها، وحبها الكبير لخطيبها، النقيب الذى استشهد فى تفجيرات «الخميس الأسود».

قالت «آية» لـ«الوطن»: «ماتجوزناش فى الدنيا، هنتجوز فى الجنة، لأن خطيبى شهيد بإذن الله، ومش هتجوز لحد ما أموت وأحصله، مستحيل أرتبط بأى بشر بعد وفاة خطيبى، وأتمنى من الله أن ألتقى «وليد» فى الجنة لكى نتزوج هناك، بعد أن فرق بيننا الإرهاب، لأنه بالنسبة لى ملاك فى صورة بنى آدم، لم يغضبنى منذ خطوبتنا، وكان طيب القلب، هادئ الطباع، على قدر كبير من الخلق، كان يراعى الله فى كل خطوة يخطوها».

وأضافت «آية»: «لم أشعر لحظة واحدة منذ أن التقينا أنه ظلم أحداً، أو استغل منصبه، فكان يمد يد العون للجميع، وهو بطبعه شخص حنون ومحبوب من كل الناس الذين يعرفونه، فقد أحسن والداه تربيته، لذلك فقد كان باراً بهما، وبإذن الله سيكون شفيعاً لهما يوم الدين، فقد نال مقاماً وشرفاً الكل يتمناه، وهو الشهادة التى لا ينالها كل من يتمناها، لكنه طلبها أكثر من مرة وقد كان». وقالت إن الصدفة جمعت بينهما أول مرة منذ 5 سنوات فى حفل زفاف أحد أقاربها، وتقدم لخطبتها لكن أسرتها رفضت، لأنها كانت لا تزال وقتها طالبة فى الجامعة، وطلبوا منه تأجيل الخطوبة حتى تنتهى من دراستها، لدرجة أنه تقدم لخطبتها 3 مرات، وفى كل مرة كانت أسرتها تطلب التأجيل، وعقب انتهاء فترة الدراسة تمت الخطوبة، وأوضحت أن والدها كان يرفض زواجها من ضابط شرطة، لكنه اكتشف أن «وليد» إنسان طيب، وعلى قدر كبير من الخلق، فوافق وكان يتعامل معه كابنه وليس خطيب ابنته.

وتابعت: «والدى كان بيعتمد عليه فى كل شىء فكان محل ثقة كل أفراد العائلة، ولم أجد مثله على وجه الأرض، وتقدم لخطبتى منذ عام ونصف، وطوال هذه المدة لم يغضبنى مرة واحدة، وبعد فترة تمكن من شراء شقة، وبالفعل كان يأتى كل إجازة لكى يجهز مسكن الزوجية، ودفع قيمة عفش الشقة بعد اختيارها له، وأضافت: «كان فى إجازة انتهت يوم الأربعاء، وأول يوم عمل له بعد الإجازة الذى استشهد فيه، وكنا هنروح قبل وفاته بيومين لحجز قاعة الفرح، لكن الوقت كان ضيقاً، وقررنا التأجيل لكن قضاء الله نفذ».

وأكدت أن خطيبها كان يعمل فى قطاع الأمن المركزى فى أسيوط، وهى فترة الصعيد، لكنه فضل أن يبتعد عن العمل فى أقسام الشرطة، وطلب العمل فى سيناء، وبالفعل تم نقله إلى هناك، وطلبت منه أكثر من مرة الابتعاد عن المناطق الملتهبة، لأننى أكون مشغولة عليه طوال فترة عمله هناك، فرفض وقال لى: «أنا أحب التعامل مع الإرهابيين، لأننى أشعر بقيمة التعب الذى عانيته طوال سنوات الكلية، عندما أدافع عن وطنى من الأعداء».

واستطردت: «كان يتحدث معى بعد الساعة 12 صباحاً يومياً، طوال فترة عمله، لأن الشبكة هناك لا تعمل إلا بعد الثانية عشرة مساء، لمدة ساعة واحدة، وعلمت منه أن الاتصال يتم قطعه يومياً لدواع أمنية، والأخطر من ذلك أنه كان كل إجازة يتوجه لتقديم العزاء فى أحد زملائه، فالعشرات منهم استشهدوا خلال الشهور الماضية أمام عينيه، وهو الأمر الذى جعله يطلب الشهادة، وربنا كرمه ونالها، لأنه فعلاً يستحقها، فقد تحمل الصعاب خلال فترة خدمته، فى منطقة العريش، وكان يروى لى أنه يجلس فى كشك صغير وسط الصحراء ومعه اثنان من العساكر، وكانت حياتهم هناك قاسية، ناهيك عن الاستراحات غير الآدمية، وكله فى كفة وموضوع المواصلات فى كفة، كان الطريق فى الذهاب أو الإياب يستغرق 14 ساعة، يقضيها داخل مدرعة».


وتساءلت خطيبة الشهيد: لماذا لم توفر لهم وزارة الداخلية طريقة نقل آمنة مثل الطائرات؟ هل يتم نقل الجثث فقط فى طائرات القوات المسلحة؟ إلى متى تتهاون الدولة فى حماية أرواح أبنائها؟ خاصة أن وزارة الداخلية تنفق ملايين الجنيهات فى أعمال لا تفيد، مثل شراء السيارات الفارهة للقيادات «لزوم الفشخرة»، وكان من باب أولى إنفاق هذه الأموال فى عمليات التسليح، أو تأمين الضباط والجنود.

وقالت والدة «آية» لـ«الوطن»: «كنت أعتبر وليد ابن بطنى وليس خطيب ابنتى، فهو شاب طيب القلب، على قدر كبير من الخلق والتدين، ويراعى الله فى تصرفاته وعلاقاته بالآخرين، وأنا طلبت من ابنتى ألا تتزوج من أى حد بعد وليد، وهذه الأخلاق لن تجدوها فى زمننا هذا، ففراقه قصم ظهورنا جميعاً، فقد كان محبوباً لدى جميع أفراد العائلة والجيران، لأنه كان إنساناً متعاوناً وبشوشاً، وكان يشكو لى ما يعانيه فى مكان عمله، فلا أماكن نظيفة للنوم، وكان يرتجف هو وزملاؤه من شدة البرد، وأخبرنى أن الطعام سيئ للغاية». أما والد الخطيبة فقال: «أعتبره ابنى لأننى لم أنجب أولاداً، وابنتى لن تتزوج بعد وفاة خطيبها لأننى أعلم مدى إخلاصها ووفائها».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...