لم يطالبوا بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، فهى بالنسبة لهم رفاهية يفصلهم عنها سنوات طويلة، وما يحتاجونه اليوم هو شربة ماء من صنبور فى البيت ترحمهم من السهر ليلاً والجولات المستمرة لملء «الجراكن» من الطرمبة.
30 عاماً مضت وأهالى قرية «المعابدة» بمحافظة أسيوط محرومون من المياه، طرقوا خلالها كل الأبواب وناشدوا المسئولين لحل مشكلتهم دون مجيب، فاعتمدوا على حلول بدائية وتعاون الجيران لسد احتياجاتهم من المياه، يروى «جمال عبدالناصر»، أحد سكان «المعابدة»، لـ«الوطن» معاناتهم المستمرة قائلاً: «بعض البيوت دخلها مياه رغم أنها مخالفة، وبيوتنا السليمة مافيهاش مياه، عشان كده الأهالى بيساعدوا بعض يملوا مياه من الطرمبة، خاصة أن مش كل البيوت فيها طرمبة».
طلبات قدمها الأهالى لرئيس الوحدة المحلية لتوصيل المياه إلى منازلهم، حسبما قاله «جمال» ولم يجد جديد: «لما يئسنا من المسئولين، اعتمدنا على نفسنا، وفيه جمعية خيرية بتساعدنا ووعدتنا تمد لنا مواسير، وتوصل لينا المياه مجانى وأدينا مستنيين أى حد يمد لينا إيده».
«لما الوحدة بعتت لنا ناس تعاين المنازل الفقيرة اللى بتطالب بمياه، فرحنا وقلنا أحلامنا هتتحقق، لكن فوجئنا بعد ما عاينوا البيوت برفض الطلب، رغم إنها مش مخالفة»، قالها «أيمن عطية»، المحامى المهتم بشئون أهالى القرية، متسائلاً: «ليه تحرم مواطن من الحصول على المياه ولو ليوم واحد؟ دى أبسط حقوقه، وجميع الأوراق اللى بتثبت إن البيوت غير مخالفة مع المواطنين».
«ناصر سامى»، رئيس الوحدة المحلية بقرية «المعابدة»، نفى صحة تلك المزاعم، قائلاً: «إيه اللى يخلينى أمنع المياه عن واحد؟ اللى عنده بيت مش مخالف يتقدم بطلب رسمى للوحدة وسنبحث أمره، ولم يحدث نهائياً أننا منعنا المياه ولا تأخرنا فى المعاينة»، مشيراً إلى أن «إجراءات توصيل المياه للمنازل تتضمن شهادة تثبت تاريخ إنشاء العقار، وملكيته، وعلى الفور سيتحرك مسئولو الوحدة المحلية لتوصيل المياه للمنزل».
محمد غالب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق