الثلاثاء، 12 مايو 2015

أوجاع الجنوب.. أسيوط الحلقة الثانية.. عمالة الفتيات.. الشقاء يبدأ من سن الثانية عشرة واليومية 30 جنيها.. رسائل الأطفال للمسئولين: "عايزين نتعلم وناكل كويس.. ومنعرفش يعنى إيه أحلام"


اليوم السابع -5 -2015

نقلا عن العدد اليومى...


بعد تناسى الأهل فكرة تقديم الرعاية الكاملة لأطفالهم بسبب وطأة الفقر.. كان على الأطفال معاناة قسوة العمل فى الورش والمزارع منذ سن مبكرة مقابل «يومية» تسمح لهم ولأهاليهم بالاستمرار على قيد الحياة فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة. العمل باليومية تسبب فى انتشار ظاهرة التسرب من التعليم نظرا لارتفاع قيمة ما يحصل عليه «الأطفال العمال» يوميا، ما يؤدى إلى وصول أغلب التلاميذ إلى مراحل تعليمية متقدمة دون الإلمام بالقراءة والكتابة لأن هؤلاء الطلاب يعملون إلى جانب الدراسة فى مهن مختلفة. «اليوم السابع» التقت عددا من الآباء والأطفال لإلقاء الضوء على تلك الظاهرة المنتشرة فى قرى أسيوط. ففى قرية كوم بوها تنتشر عمالة البنات بشكل ملفت.. وذلك للمساعدة فى تجهيز أنفسهن قبل الزواج، حيث يتوقف عن العمل بعد ذلك، أما فى قرية النواورة فالأطفال يساهمون بشكل كبير فى دخل أسرهم، حيث يعملون فى ورش الحدادة والنجارة وأعمال البناء. عمل الأطفال فى مهن خطيرة يتسبب فى إصابتهم بالعاهات والكسور والحساسية الصدرية

اطفال فتحية ال7 يستذكرون دروسهم فى الغرفة الضيقة  -اليوم السابع -5 -2015
اطفال فتحية ال7 يستذكرون دروسهم فى الغرفة الضيقة

فى قرية «كوم بوها».. عمل البنات «مش عيب»


فى قرية «كوم بوها» القبلى، التابعة لمركز منفلوط، للفقر دلالات واضحة، فالبيوت بلون الطرق الترابية غير المرصوفة، وملابس الأهالى تبدو متشابهة أيضًا، مختلطة ببؤس الوجوه، ودالة على ضيق ذات اليد، فالقرية تعد واحدة من أفقر 50 على مستوى الجمهورية، وفقا لتقرير صادر عن المركز القومى للتعبئة والإحصاء لعام 2014.

سكان القرية المنسية لا يتعدى تعدادهم 7 آلاف نسمة، وهم متفقون على أهمية عمالة الأطفال، لإعالة العائلة، حتى إن فتيات القرية يعملن، وهو أمر يدخل ضمن نطاق العيب فى القرى الأخرى، المحيطة «بكوم بوها»، إلا أن الفقر يلغى العيب فى تلك القرية، خاصة أن عمل الفتيات يقتصر على السنوات التى تسبق زواجهن فقط، حيث تمنع النساء المتزوجات من العمل، كسائر نساء القرى المحيطة.

أما الفتيات فيعملن من أجل تكوين أنفسهن، وغالبا ما يتركن الدراسة، بسبب إغراء اليومية المرتفعة التى يقدمها أصحاب العمل، لأطفال القرية، والتى تصل فى بعض الأحيان إلى 50 جنيها، ما يجعل من قرية «كوم بوها» سوقا مناسبا للأيدى العاملة من الأطفال، دون سن الـ18.

وتعمل فتيات القرية من سن الـ12، أو أقل، فى المزارع المحيطة بالقرية، حيث تحضر يوميا عربة فى تمام الساعة السابعة صباحا، لجمع الفتيات، ونقلهم إلى المزارع، ولا يعدن قبل الرابعة عصرا، وتصل يومية الفتيات إلى 30 جنيها، أقل من الفتيان، فالبنت ليست كالولد، فى عرف أصحاب الأراضى، وتلجأ الفتيات للعمل، لتجهيز أنفسهن، وشراء ما يلزمهن للزواج، وتتوقف الفتيات عن العمل بمجرد الزواج.

الفقر الشديد يدفع الاطفال الى ترك التعليم بحثا عن لقمة العيش  -اليوم السابع -5 -2015
الفقر الشديد يدفع الاطفال الى ترك التعليم بحثا عن لقمة العيش


«اليوم السابع» التقت عددا من الفتيات، اللاتى أكدن ترحابهن بترك العمل الشاق، فى حالة توفير بديل مادى لذلك، خاصة أن عائلاتهن فقيرة، لا تملك من حطام الدنيا شيئا، الأمر الذى سيتسبب فى إحراجهن فيما يخص الأمور المادية، عندما يأتى عرض للزواج من ابن الحلال.

تقول ياسمين، التى تبلغ من العمر 15 عاما، إن جميع فتيات القرية يقمن بتجهيز أنفسهن بتلك الطريقة، وإن المبلغ الذى تقوم بادخاره، تخصصه لشراء ملابس جديدة، وأدوات المطبخ، وكل ما تلزمها به عائلة الزوج لإتمام الزيجة.

أما أميرة، صديقة ياسمين، فترى أن الفرق بين يومية الفتيات والفتيان بالقرية، هو أمر منطقى، قائلة: «طبيعى إن الراجل يأخد أكتر م الست»، مرددة ما رسخته فى داخلها، التقاليد المتوارثة بالقرية، والتى ترى فى الرجال أفضلية على النساء، حتى لو كن يبذلن نفس المجهود، ويتحملن نفس الصعاب.

ويتعدد عمل الفتيان داخل قرية «كوم بوها» ما بين الزراعة والنجارة وأعمال البناء، وتتراوح يومية أطفال القرية ما بين 40 و50 جنيها يوميا، وهو أمر يشجع الأطفال على ترك المدارس، ويوافقهم الأهالى بطبيعة الحال، بسبب ضيق ذات اليد، وانعدام الحيازة الزراعية للسواد الأعظم منهم.

على محمد، طالب بمدرسة منفلوط الصناعية، يعمل «نجار مسلح»، ويقوم بادخار مبلغ من يوميته، لبناء بيت خاص به، يصلح مسكنا للزوجية، عقب إنهائه المراحل التعليمية، «فوالداه على لا يملكان من حطام الدنيا شيئا يسنده»، لذلك فهو يعتمد على نفسه، لتأمين مستقبله.

ويتمنى على أن يصل إلى المرحلة الجامعية، ويلتحق بكلية الهندسة، إلا أنه يشعر بأن اضطراره للعمل، لإعالة أسرته، وتأمين مستقبله، لن يمكنه من تحقيق حلمه، «على» أكد أن عددا من زملائه تركوا الدراسة بالفعل، بسبب عدم مقدرتهم على المواءمة بين الدراسة والعمل، لكنه يأمل أن تمنحه الحياة فرصة استكمال تعليمه.

العمل فى الحقل ل8 ساعات  مقابل حزمة من المحصول -اليوم السابع -5 -2015
العمل فى الحقل ل8 ساعات مقابل حزمة من المحصول


ويدرس على بقسم التبريد والتكييف بالمدرسة الصناعية، والخاص بإصلاح المكيفات والثلاجات بأنواعها، وصيانتها، وهو قسم من الممكن أن يوفر له عملا مربحا وأكثر أمنا، بديلا عن مخاطر عمله كنجار مسلح، إلا أنه لا يستطيع تطبيق علومه فى الواقع، بسبب عدم وجود ممارسة عملية، لما تتم دراسته بشكل نظرى داخل المدرسة، الأمر الذى يعكس ضرورة تطوير التعليم الفنى، ليناسب سوق العمل، ويمد الطلاب بصنعة آمنة، فى حالة اضطرارهم إلى العمل.

حسين.. صبى المقهى يوجه رسالة من قرية النخيلة إلى المسؤولين


فى مقهى على أطراف قرية النخيلة، التابعة لمركز أبوتيج، لا تكف أفواه رواد المقهى، عن مناداة حسين، صبى المقهى، البالغ من العمر 15 عاما، والمسؤول عن إعداد الشيشة، وتجربتها، قبل تقديمها إلى الزبائن، فيخرج الدخان من فمه الصغير، ليصنع غيمة من الدخان، تؤثر على جهازه التنفسى، وتدفعه إلى السعال المتكرر.

ويحمل حسين ملامح هادئة، وعينين متقدتين بالذكاء، فهو طالب مجد، فى الصف الأول الإعدادى، وقد رفض ترك المدرسة، رغم انشغاله بالعمل، لإعالة عائلته، المكونة من ثمانية أبناء، ولا يملك حسين أى لعب، ولا يمارس أى نوع من أنواع اللهو أو الأنشطة، فيما عدا لعب الكرة، مع أقرانه، على فترات متباعدة.

ويحلم حسين بامتلاك كمبيوتر، وينظر إلى الجهاز العجيب، وكأنه من جيل الثمانينيات من القرن الماضى، أول الأجيال التى شهدت ظهور أجهزة الكمبيوتر المنزلى فى مصر، وليس كطفل من زمنه، يطالب بتابلت، قبل وصوله الصف الخامس الابتدائى. ويصف حسين امتلاك جهاز كمبيوتر، بكونه أمرا مهما فى حياة أى إنسان، لأنه يجعله منفتحا على أحداث العالم، ومتابعا لكل جديد، ويعيب حسين على مدرسته، عدم وجود حصص كمبيوتر دورية، تمكنه من فك شفرة ذلك الجهاز الرائع، الأمر الذى دفعه إلى تعويض ذلك، بالاستعانة بأحد «السيبرات» القريبة من بيته، مقابل مبلغ مالى، يقتطعه من مصروفه.

ويتمتع حسين بخط جميل، كما أنه يجيد القراءة، والكتابة، فهو يحرص على العلم، ويرى فيه بوابة ستمكنه إلى العبور لعالم آخر، يجد فيه كل ما يحلم، حسين لا يعرف الشكوى، فهو لا يتمنى أن يترك عمله فى المقهى، لأنه ببساطة يرى أن الواجب يحتم عليه مساندة أسرته، والمساهمة فى مصروف البيت.

وأثناء الحديث مع حسين، تناول الأوراق، وبدأ فى كتابة رسالة، بخط منمق، نصها: «أنا اسمى حسين عبد الحى، أنا بحلم أن بيتنا يبقى أحسن بيت، وأحلم بالنجاح، وأتخرج» ولم يرسل حسين رسالته لجهة بعينها، فهو لا يعلم حقه، الذى نصت عليه مبادئ حقوق الإنسان، وقانون الطفل المصرى، فى حياة آمنة، بلا عمل، وبوقت إضافى للعب، وممارسة الهوايات.

صاحب المقهى الذى يعمل فيه «حسين»، خرج على محررى «اليوم السابع» غاضبا، وأكد أنه يرفض حديث «حسين» مع وسائل الإعلام، لأنه يخشى اتهامه بتشغيل طفل دون السن القانونية، وقد طالبنا بالمغادرة، وأوقف الحديث مع صبى المقهى الصغير، حسين ودعنا بابتسامة وسؤال تصعب إجابته: «هتيجو تانى؟ ورسالتى هتوصل لمين؟».

فتحية بقرية النواورة: عندى 7 أولاد.. ولولا يوميتهم هنبات من غير عشا


فى قرى مركز البدارى التابع لمحافظة أسيوط، لا صوت يعلو على صوت المعارك الثأرية بين العائلات المتناحرة، والتى من الممكن أن تستمر حالات الثائر بينهم، لخمسين عاما متتالية، ومع الثأر والعصبية، ينتشر الفقر فى قرى ذلك المركز، ذات الطبيعة الجبلية الموحشة، وينعكس ذلك على الأطفال، الذين يعملون منذ بلوغهم سن الخامسة، وربما الرابعة.

فى قرية النواورة، آخر القرى التى تفصل بين محافظتى أسيوط، وسوهاج، التقينا فتحية محمد، سيدة تبلغ من العمر 35 عاما، ولها من الأولاد 7، اثنان من الإناث، وخمسة من الذكور، وقد زاد الشقاء والبؤس عشرات السنوات على ملامح وجهها، وأخفى احتراق بشرتها بسبب تعرضها المستمر للشمس، وحرارة الفرن المنزلى، جمالها، فبدت ذابلة، فى منتصف الأربعينيات.

الفقر الشديد يدفع الاطفال الى ترك التعليم بحثا عن لقمة العيش  -اليوم السابع -5 -2015
الفقر الشديد يدفع الاطفال الى ترك التعليم بحثا عن لقمة العيش


جميع أطفال فتحية السبعة يعملون، فالذكور يذهبون للعمل فى الحقول، مقابل حزمة من خير الأرض، من القمح أو البرسيم، تقوم فتحية بجمع تلك الحزم وبيعها، أو طحن القمح فى المطحنة القريبة، وبيعه كدقيق.

أما الفتاتان فتقومان بجمع النبق من أشجار القرية، لتقوم فتحية ببيعه أيضا، وذلك حتى تستطيع بالكاد، إطعام الأفواه الجائعة، فضلا على توفير مصاريف الزى المدرسى، حيث تحرص فاطمة على تعليم أطفالها السبعة، مستفيدة من مجانية التعليم التامة، التى وفرتها لهم الشؤون الاجتماعية، بسبب إعاقة والدهم، التى أقعدته عن العمل منذ سنوات.

فتحية تعيش مع اولادها ال7 فى غرفة ضيقة وبلا مورد رزق -اليوم السابع -5 -2015
فتحية تعيش مع اولادها ال7 فى غرفة ضيقة وبلا مورد رزق


تقول فتحية: «بفطرهم وأخرجهم على أشغالهم فى إجازة المدارس»، مؤكدة أنها لا تحزن عند تعرض أحدهم للضرب، من قبل صاحب العمل، مرددة: «لقمة العيش صعبة، ولازم الواحد يتزلل لها»، وتسكن فتحية منزلا صغيرا مكونا من غرفتين، إحداهما للخبيز والمعيشة، والأخرى للنوم، حيث تحتوى على فراش كبير، يتشارك فيه الصبيان من أبنائها، بينما تضطر إلى إرسال البنتين إلى منزل جدتهما القريب.

وأثناء حديثنا مع فتحية، حضر خالد، ابنها البالغ من العمر 10 سنوات، وأظهر لنا علامات حمراء، ظهرت فوق ظهره، بسبب اضطراره إلى حمل حمولة ثقيلة، أثناء عمله فى إحدى المزارع، فما كان من والدته إلا مساعدته فى تغيير ملابسه، وقد نجحت فى إخفاء حزنها، خلف طبقة سميكة من البؤس والتجاعيد.

وقد غادرنا منزل فتحية، وهى تبحث فى خجل، عمن يقوم بشراء كوبون «أنبوبة البوتاجاز» الخاصة بها، والتى تصرف مع بطاقة التموين، ولا يزيد سعرها عن 5 جنيهات، وذلك لتوفير طعام العشاء، لأطفالها السبعة.

فى قرية العتمانة، لم يختلف حال الأطفال كثيرا، حيث أكد الطفل خالد ناجح، البالغ من العمر 13 عاما أن جميع أهالى القرية «بيخرجو على دراعهم»، حتى الأطفال منهم، بسبب عدم وجود وظائف ثابتة، أو مشاريع تنموية.

«ناجح» يعمل سائق «توك توك»، ولا يستطيع القراءة والكتابة، رغم كونه فى المرحلة الإعدادية، لكنه يؤكد أنه لا يجد اهتماما من قبل معلمى المدرسة، حتى إن امتحانات آخر العام، يسمح خلالها بالغش الجماعى، من أجل الحفاظ على نسبة معينة من النجاح.

حسين يكتب رسالة لمن يهمه الامر نفسى اكمل تعليمى وبيتنا يبقى احسن بيت  -اليوم السابع -5 -2015
حسين يكتب رسالة لمن يهمه الامر نفسى اكمل تعليمى وبيتنا يبقى احسن بيت


تقول فيفى خلاف، إحدى الباحثات العاملات بجمعية الياسمين، إحدى الجمعيات التنموية بالقرية، إن الأمر لا يقتصر فقط على العمل غير المقنن للأطفال الصغار، إذ تنتشر ظاهرة إدمان الحبوب المنشطة، والتى تباع فى صيدليات، ولا يعرف مصدرها الطبى، ويؤكد الأطفال أنها تساعدهم على التركيز، وتزيد من نشاطهم، والتوقف عنها يصيبهم بالصداع.

وتضيف «فيفى» أنها أجرت بحثا على 250 من الأطفال العاملين بالقرية، يهدف إلى التعرف على الخطورة التى يتعرض لها الأطفال مقابل عملهم فى سن مبكرة، وقد أثبت البحث أن هناك 150 طفلا، من ضمن عينة الدراسة، يتعرضون لمخاطر من قبل عملهم، والتى تتمثل فى أخطار الإصابات بعاهات وكسور والحساسية الصدرية، خاصة للعاملين فى ورش الحدادة والنجارة، وأعمال البناء.

ميلاد: بدخن من وأنا عندى 10 سنين ومعرفش يعنى إيه حلم


فى مركز مدينة منفلوط، انشغل 5 صبية فى جمع الزجاجات البلاستيكية، ومخلفات الأوراق من الطرقات والقمامة، باعتبار ذلك من الأعمال المربحة فى ذلك المركز.

ميلاد جامع القمامة يتعرض لمخاطر صحية بسبب عملة بدون وسائل حماية  -اليوم السابع -5 -2015
ميلاد جامع القمامة يتعرض لمخاطر صحية بسبب عملة بدون وسائل حماية


ميلاد طفل فى الخامسة عشرة من عمره، ترك المدرسة منذ عامين، بعد أن شغله العمل بجمع القمامة، عن متابعة دروسه، اللافت فى ميلاد هو ملامحه الطفولية البادية، التى لا تشبه أقرانه الأربعـة، الذين انطبعت على ملامحهم قسوة الحياة التى يعيشونها، واضطرارهم إلى النضوج، وتحمل مصاعب الحياة، قبل أوانهم.

ميلاد يدخن السجائر منذ 5 سنوات، أى منذ أن كان فى العاشرة من عمره، ولا يحلم بشىء، هكذا أكد لنا فى تلقائية، فهو لا يرى فى يومه غير الجنيهات التى يحصل عليها مقابل جمع القمامة، يسلمها بعدها إلى يد والده، للمساهمة فى مصروف البيت، أما اللعب واللهو، فهما رفاهية لا تتيحهما ساعات العمل المرهقة لميلاد، الذى يعمل من التاسعة صباحا، حتى السابعة مساء، لجمع أكبر كمية من المخلفات. وقد تعرض ميلاد منذ بضعة أشهر لحادث، تسبب فى إصابته بتشوه دائم فى قدمه اليسرى، زاد من انطوائه وعزلته، حيث عثر ميلاد فى أحد أكوام القمامة على زجاجة بها سائل، استخدمه لغسل قدميه، ظننا منه أنه ماء، لكن الزجاجة كانت تحوى مادة كاوية، أشبه «بمية النار»، تسببت له فى آلام مبرحة، وتركت آثارا على قدميه، للدلالة على إهمال المجتمع للأطفال الفقراء، الذين ينتزعون من أحضان أمهاتهم فى سن مبكرة، ويلقى بهم فى عالم البالغين، دون رقابة.

صفاء عاشور

اية نبيل

اسلام اسامة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...