الأحد، 10 مايو 2015

أوجاع الجنوب.. أسيوط الحلقة الأولى.. قرى تعيش فى العصر الحجرى بلا ماء ولا كهرباء.. وأطفال يعولون أسرهم.. "اليوم السابع" ترصد ظاهرة عمالة الأطفال فى 4 من قرى المحافظة


تناقض واضح تسهل ملاحظته فى محافظة أسيوط، ما بين المدينة الحضرية، التى لا تختلف عن أرقى المناطق فى محافظتى القاهرة والجيزة، وبين القرى المنتشرة فى مراكز المحافظة، حيث ينتشر الفقر والسلاح وغياب خدمات البنية التحتية ودور الأجهزة الرقابية.اليوم السابع -5 -2015

وبعيدًا عن الفقر تعانى المحافظة عددا من المشكلات الاجتماعية كالثأر، الذى من الممكن أن يستمر بين العائلات لخمسين عامًا، وهو الأمر الذى يدفع ضريبته الجميع، وبخاصة الأطفال، أما المرأة فى محافظة أسيوط، فتمارس ضدها جميع عادات المجتمع البالية، التى تقلل من مشاركتها الفعالة فى المجتمع، فالختان والزواج المبكر أمران لا خلاف عليهما، فى حين تمنع المرأة من العمل، حتى لو كان ثمن ذلك هو الدفع بأطفالها الصغار إلى سوق العمل.

«اليوم السابع» رصدت خلال أربعة أيام أهم المشاكل التى تعانيها المحافظة من تهميش للمرأة وتسرب تعليم وعمالة الأطفال وعدم اهتمام بالصناعات الصغيرة، فضلا على الإهمال فى القطاع الطبى الذى تعانى منه المحافظة.

فى محافظة أسيوط رصدت «اليوم السابع» واحدة من أخطر الظواهر الاجتماعية بالمحافظة، وهى عمالة الأطفال، التى ترتبط بارتفاع نسبة الفقر، وتدنى المستوى المعيشى، إذ صنفت أسيوط كواحدة من أفقر محافظات مصر، ويبلغ عدد القرى التى تقع تحت خط الفقر 50 قرية، وفقا لتقرير صادر عن الجهار المركزى للتعبئة والإحصاء، بداية العام الحالى، حيث يعجز الوالدان عن سد احتياجات أسرهم، ليتحول الأطفال إلى قوة عمل، تساهم فى الدعم المادى للأسرة.

اليوم السابع -5 -2015

حقوق الأطفال، وحاجتهم إلى التعليم والترفيه والحماية، مفاهيم غائبة عن أهالى القرى الفقراء بالمحافظة، فى ظل غياب دور الدولة فى التوعية، والإشراف على الأنشطة التى يسمح فيها بعمل الطفل، بعد سن الـ15، كالزراعة، «اليوم السابع» رصدت خطورة تلك الظاهرة، التى تعرض حياة الأطفال للخطر بشكل يومى، وتساهم فى تسربهم من التعليم، وذلك عن طريق زيارة ميدانية إلى 9 قرى ومناطق بالمحافظة، هى: قرية بنى مر، العصارة، زرزارة، كومباها، المنوارة، العتمانة، مدينة منفلوط، النخيلة، وجسر التراب.
اليوم السابع -5 -2015

أطفال الخردة معرضون للذبح.. و30 جنيهاً أجرتهم


مع الخيط الأول من نهار يوم جديد، يخرج عبدالرحمن، البالغ من العمر 10 سنوات، يتبعه شقيقه الأصغر محمد، 7 سنوات، يحمل كل منهما «قفته» الخاصة بجمع القمامة، متجهان إلى الشوارع الترابية لقرية بنى مر، التابعة لمركز الفتح بمحافظة أسيوط، حيث اعتادا ممارسة عملهما منذ ثلاث سنوات مضت، حين أصاب والدهما مرض فى العمود الفقرى، أقعده عن العمل، فحمل الطفلان العبء عن والدهما.

لكن التنافس على جمع القمامة، حال دون استقرار أوضاع العائلة الفقيرة، فخلال تسابق الطفلين على من يصل إلى كومة القمامة فى إحدى المناطق البعيدة عن العمران، كان ثمة ظل يتسلل خلفهما، لأحد منافسيهما فى جمع القمامة، والذى غافلهما، واستطاع بجسده الضخم شل حركتهما، وذبحهما، عقابا لوالدهما بعد إنذار متكرر أرسله إليه، حتى يبعد عن جمع القمامة فى المنطقة التى يبسط فيها نفوذه منذ خمس سنوات.

يعلق والدهما المكلوم على ذلك مؤكدا أن صوت بكاء الأطفال ليلا من الجوع، كان أعلى من إحساس الخوف، ومن تهديدات منافسه، وكلفه ذلك غاليا، حيث عثرت الشرطة على جثة الطفلين فى عصر نفس اليوم، غارقتين فى بركة من الدماء، ورغم التوصل إلى الجانى، والمحاكمة عاجلة التى تنتظر الجانى بتهمة قتل الولدين عمدا، إلا أن نيران الحزن المشتعلة فى قلب العائلة الفقيرة لم تنطفئ بعد.
اليوم السابع -5 -2015

فى كشك قريب من مدخل قرية بنى مر، يملكه على عبدالنذير، والد الطفلين، حكى لنا تفاصيل واقعة مقتلهما، وأكد أنه يشعر بالذنب الشديد لمقتل الطفلين، وقد قرر بعد الحادث، منع أولاده من العمل، لحين بلوغهم سن، يستطيعون خلاله الدفاع عن أنفسهم، مضيفا «لو هبيع نفسى مش هشغل عيالى تانى».

وتعتبر مهنة جمع القمامة فى قرية بنى مر، من المهن المربحة، حيث يحصل جامع القمامة على 40 جنيها، مقابل كل مئة كيلو جرام من القمامة، ما يعنى أن محمد وعبدالرحمن، كان يحصلان على متوسط 80 جنيها يوميا، وما يعادل 1920 جنيها شهريا، وهو مبلغ كان يكفى لإعالة عائلة مكونة من 7 أفراد، هم عدد أفراد عائلة الطفلين، وهى مهنة لا تحتاج إلى مهارة، كما لا يتوفر لها أدنى وسائل الأمان، من قفزات وملابس خاصة.

ويصطحب «على» أبناءه الثلاثة معه، أثناء عمله بالكشك، وهم مصطفى، توأم الضحية عبدالرحمن، وناهد، ابنته التى لم تتعد الـ7 سنوات، وخالد، طفله الرضيع، وأصغر أبنائه، ورغم أن الكشك لا يكاد يسد حاجة أسرته الصغيرة، فإن «على» تعلم من الدرس جيدا، ومنع أولاده من العمل بشكل قاطع.

يكمل على حديثه، مضيفا أنه لم يكن يعلم أنه سيشعر بكل هذا الألم بعد فقده عبدالرحمن، ابنه «البكرى»، الذى قرر ترك المدرسة فى السنة الثالثة الابتدائية، وتولى حمل العائلة، بعد إصابة والده، مضيفا أن أهل الخير ساعدوه فى استخراج تصريح الكشك عقب وفاة طفليه، مؤكدا أنه يحلم بأن يملأ كشكه بالبضائع، ترضى أذواق المستهلكين، وتوسع من رزقه، حتى لا يلقى أبناؤه الباقون، مصير محمد وعبدالرحمن.

بعد الحادث قرر محمد، صديق الضحيتين، عبدالرحمن ومحمد، التوقف عن جمع القمامة، واستبداله بقيادة توك توك، قام بشرائه بالتقسيط، يقول محمد: «أعلم أن العمل بجمع القمامة غير آمن، رغم الربح الجيد، لكنى أضطر أحيانا إلى العودة إليه مرة أخرى، خاصة عند تعرض التوك توك الخاص بى للتلف، لتوفير مصاريف إصلاحه».

ويعمل مئات من أطفال قرية بنى مر كسائقين، لنقل الأهالى داخل القرية، كالطفل أيمن، الذى يبلغ الـ14 عاما، ويعمل سائق تروسيكل، لكنه يجاهد لإكمال تعليمه، حيث يدرس أيمن فى الصف الأول الإعدادى، ويعمل فقط بعد الدوام المدرسى، «أيمن» يحصل على 15 جنيها يومية والباقى يعطيه لخاله صاحب «التروسيكل».

فى قرية العصارة، القريبة من بنى مر، والتى تتبع أيضا مركز الفتح، لم يختلف الحال كثيرا، حيث تنتشر عمالة الأطفال، وبخاصة فى جمع الخردة، ومخلفات الورق، من أجل مصنع صناعة الحقائب الكرتونية، الموجود فى نهاية القرية.

ومن اللافت للنظر قصر قامة الأطفال هناك، ووجوههم التى يشوبها الاصفرار، الناتج عن نقص التغذية، آدم محمد، يبلغ من العمر 14 عاما، قال: «تركت المدرسة منذ عامين وأعمل فى الخردة لإعالة عائلتى، عندى 4 أشقاء، وبستنى اللى يجيبه ربنا من 20 إلى 40 جنيها».

أيمن يقود عربة «كارو» تنقل الخردة من أماكن جمعها إلى الورش، حيث يتم فصل المواد والمعادن، وإعادة التصنيع، ويحلم أيمن بأن يحصل على «تروسيكل»، لأن قيادتها أسهل من العربة «الكارو»، ولا يعرف «أيمن» شيئا عن اللعب، فحياته مقسمة بين العمل، وقضاء حاجات عائلته.

«اليونسكو» تسجل «زرزارة» كأخطر مناطق عمالة الأطفال.. وأصبع الطفل يساوى 200 جنيه
فى منطقة زرزارة، وعلى بعد 10 دقائق غربا، من قلب مدينة مركز أسيوط، التى لا تخلو من مظاهر المدنية والتطور، تستقبلك المنطقة العشوائية ببوابة باهتة اللون، تخفى خلفها مظاهر البؤس الشديد، من شوارع ضيقة، ومنازل عشوائية، وأسلاك ضغط عالى، بإمكانها أن تتسبب فى كارثة، وسط الحى المكتظ، إضافة إلى الانقطاع المتكرر للمياه والكهرباء، وعدم وجود شبكات للصرف الصحى.

وتلقى محررا «اليوم السابع» إلى المنطقة، العديد من التحذيرات، تؤكد مدى خطورة المنطقة، التى تعد ملجأ للمسجلين خطر، والهاربين من القانون، حيث يصعب اقتحام المنطقة ليلا، فضلا عن تمركز عناصر من جماعات الإسلام السياسى بها، والذين أتوا خلال فترة التسعينيات من القرن الماضى، واتخذوا من المنطقة العشوائية ملجأ لهم، بعيدا عن أعين الأجهزة الأمنية.

هنا لا يرى الأهالى عيبا فى المجاهرة باعتمادهم على الأيدى العاملة الصغيرة لأطفالهم، فى سد حاجة العائلات، حيث فرص العمل المتوفرة للأطفال، أكبر من مثيلتها بالنسبة للبالغين، فى منطقة صنفت عمالة الطفل بها كواحدة من أسوأ أشكال العمالة، وأخطرها فى محافظة أسيوط.

يقول «جمال» أحد الأهالى، إن الأطفال هم العمود الفقرى للإنفاق على البيوت فى منطقة زرزارة، ويعمل أغلبهم فى البناء والمنطقة الصناعية القريبة، وورش الحدادة والنجارة، وقد يصاب الطفل بعاهات مستديمة، أو بتر لأحد أطرافه، أو أصابعه، ولكن ذلك لا يمنع الأسرة من إرسال باقى أبنائها للعمل أيضًا، خاصة مع نقص مجهودات المجتمع المدنى بالمنطقة، وغياب دور الدولة بالكامل.

جمال أمسك بأحد أرغفة الخبز التى تصرف من المخبز المدعم بالمنطقة، يكاد لا ينفع للاستهلاك الآدمى، حيث لم تطبق بعد منظومة الخبز المدعم بمحافظة أسيوط، والتى ساهمت فى تحسين حالة الخبز بشكل ملحوظ فى عدد من المناطق الفقيرة والعشوائية، فسوء حالة الخبز بمنطقة زرزارة، رمز بسيط لأكل العيش المر، الذى لا يجد الأهالى معه، الا اعتمادا على سواعد أطفالهم الصغار.

ياسر البالغ من العمر 14 عاما، فقد أصبعه الخنصر، بسبب حادث وقع له، بإحدى ورش النجارة، حيث يعمل ياسر الذى رفع يده فى وجوهنا، وأكد أنه غير حزين لفقد أصابعه، ما دام يملك أربعة أصابع أخرى، يستطيع العمل بها، وإعالة أسرته، يحصل ياسر على 200 جنيه فقط شهريا، مقابل عمله، بواقع 50 جنيها أسبوعيا.

والدة ياسر أكدت أنها لم تغضب لحادث ابنها، ولم تقم بتقديم بلاغ ضد الورشة، واكتفت بما قدمه مالكو الورشة، الذين عالجوا ياسر على حسابهم، وأعطوه إجازة مدفوعة الأجر، لحين تماثله للشفاء، أم ياسر قامت بنقل ياسر إلى ورشة أخرى فور تعافيه، ولم تفكر فى منعه من العمل، خاصة أنه قد ترك مدرسته منذ عامين، وتركه للعمل يعنى بقاءه فى المنزل دون فعل شىء.

من الأعمال الخطرة أيضا، التى يعمل بها أطفال منطقة زرزارة، الحدادة، وهى عبارة عن وضع الحديد المسلح داخل المبانى العقارية، أثناء البناء، يقول محمد على، الطفل البالغ من العمر 13 عاما، إن عمله يقتصر على صف عمدان الحديد المسلح، ومناولتها إلى البناءين، وخلال فصل الصيف تصيبه حساسية جلدية، وتسلخات، بسبب انعكاس حرارة الجو على سخونة الحديد، الذى يصبح حمله وقتها أمرا لا يطاق، مع عدم استخدامه قفازات خاصة، أو أى أدوات تعينه على عمله، طوال فترة الصيف.

أمام أحد البيوت المتهالكة بالمنطقة، وقف أحمد 14 عاما، وشقيقه محمد، 12عاما، يعدان حمارهما للرحلة اليومية الشاقة، والتى يقومان خلالها بنقل التبن والبرسيم الخاص لتغذية الماشية، حيث يقوم الصبيان بالمرور على أصحاب الحظائر يوميا، الموجودة فى الأراضى الزراعية المحيطة بزرزارة.
أحمد ومحمد لم يستطيعا الإجابة عن سؤال حول أحلامهما، وجهته لهما محررة «اليوم السابع»، فهما لا يستطيعان التفكير فى شىء، غير إنهاء عملهما اليومى، والعودة إلى والدتهما بمبلغ مالى زهيد، يكفى لتأمين عشاء متواضع للعائلة.

من خلف باب البيت خرجت أم الطفلين، أحمد ومحمد، تؤكد لمحررى الجريدة، أن الحديث للإعلام لا يفيد، وأن لقمة العيش أهم، خاصة أن هناك عددا من جمعيات المجتمع المدنى، جاءت إلى المنطقة، وقامت بإجراء عدد من البحوث الميدانية حول عمالة الأطفال، ولكن دون جدوى.

ملك ونجلاء وأحمد، ثلاثة أطفال من عائلة واحدة، قرروا تحمل العبء عن أمهما، والوقوف بدلا منها فى «الدكانة»، التى تملكها العائلة، فى نفس الوقت تمسكوا ثلاثتهم باستكمال تعليمهم، واستذكار دروسهم، وإن اضطرهم البيع والشراء إلى التغيب عن الدراسة فى بعض الأيام، فضلا على اضطرارهم إلى المذاكرة بداخل الدكان، فى فترات الامتحانات.

يقول أحمد، الذى يبلغ من العمر 11 عاما، إن الدكان ملحق ببيت جدتهم، وبذلك فإنهم بإمكانهم اللجوء إليها فى حالة الطوارئ، فضلا على أن أهالى المنطقة يعاملونهم معاملة ودودة، ويحرصون على شراء احتياجاتهم اليومية من الدكان، لمساندة الأسرة الصغيرة، أحمد يتمنى أن يصبح ضابطا، ويحلم بجبل من اللعب، لا يستطيع إدخاله إلى منزله الصغير.

أما ملك شقيقته، التى تبلغ من العمر 10 سنوات، فتعتبر نفسها بالغة، ولا تحتاج إلى شىء، وتحلم أن تصير طبيبة، حتى تعالج جدتها، ووالدها المريض، الذى يقعده المرض عن إعالة الأسرة، ويبدو الأطفال الثلاثة فى حالة نفسية جيدة، ولا يشكون من شىء، ما يدفع للتساؤل عن الوضع الغريب فى المنطقة، الذى يجعل من الأطفال عائلين لأسرهم، بل وراضين عن ذلك، فى ظل مجتمع يعتبر عمل المرأة عيبا، فضلا عن عدم توفر فرص عمل للنساء البالغات، والرجال على حد سواء.

الضرب والعمل حتى منتصف الليل.. عقوبة الطفل العامل


ينصح خبراء التربية، الأهالى، بضرورة دفع الأطفال إلى النوم عند الثامنة، أو التاسعة مساء، حيث يعد النوم مبكرا، من العوامل التى تساهم فى النمو السليم للطفل، لكن فى جسر التراب، بمركز أسيوط، الأمر مختلف، فيعد النوم رفاهية للأطفال، حيث يعملون لساعات متأخرة من الليل، فى ورش تصليح العربات، و«الدوكو»، المنتشرة على طول الجسر، والتى تصل إلى ألف ورشة، وفقا لتقدير العاملين بها.

«اليوم السابع» قامت بجولة فى المنطقة، فى تمام الساعة العاشرة والنصف مساء، ورصدت عمل مئات من الأطفال فى تلك الساعة المتأخرة من الليل، وقد ساعدتنا فى اختراق ذلك العالم السرى، إحدى الجمعيات الأهلية بالمنطقة، والتى أتاحت لـ«اليوم السابع» التجول بين ورش المنطقة، كباحثين تابعين لها، مما سهل من مهمة الاقتراب من الأطفال هناك، دون إثارة حفيظة أصحاب الورش.

الأطفال هناك يسند إليهم أعمال الصيانة والدهان، الخاصة بالسيارات، دون ارتداء قفازات وملابس واقية، كما ظهر الشرود واضحا على عدد من الأطفال، بسبب الإعياء الشديد والعمل لساعات متصلة، كالطفل «ياسر»، الذى بدا فى حالة شديدة من الإعياء.

فى حين أكد «أحمد» أحد الأطفال الذين التقت بهم «اليوم السابع»، أنه يتعرض لضرب مبرح من صاحب الورشة، ويتقاضى 50 جنيها فى الأسبوع، ويعمل من الثانية ظهرا، حتى الـ11 مساء، وأنه لا ينزعج من ضرب معلمه المبرح، لأن ذلك طريقة التعلم الطبيعية المتبعة فى ورش جسر التراب، والتى تساهم فى تعريف الأطفال بـ«الصنعة».

أما الطفلان محمد ومحمود، فإن والدهما دفع بهما إلى الورشة بعد الدراسة، للمساهمة فى مصاريف البيت، فوالدهما يعمل بائع فاكهة سريح، وليس له دخل ثابت، وقد كان الطفلان فى ملابس شديدة الاتساخ، ووجههما ملطخ بالشحوم، لكنهما حافظا على ابتسامة طفولية، وأكدا حرصهما على أداء الواجبات المدرسية، والمذاكرة، لأنهما لا يريدان أن يقضيا حياتهما فى العمل فى ورش جسر التراب.

اليوم السابع -5 -2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...